قضايا وآراء

في ذكرى النكبة.. حنين العودة يُحييه دماءُ أهل الأرض

1300x600

تطوي اليوم النكبةُ الفلسطينية سبعة عقود من صفحاتها سُطّرت بالتضحيات والمقاومة والتشبث بحق العودة. 


ما يُميز هذه الذكرى هو حلولها وسط تحضيرات على قدم وساق لما يُسمى "صفقة القرن" التي ينفيها مسؤولو الأنظمة التي توجَه إليهم أصابع الاتهام بينما تثبتها الوقائع على الأرض. 

 

وضع ترامب الحجر الأساس لهذه الصفقة بتوقيعه قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وهو القرار الصادر منذ عام 1994 ولم يجرؤ رؤساء أمريكا المتتابعين منذ عهد بيل كلينتون على توقيعه!

 

قرر الفلسطينيون العزف منفرداً بعيداً عما يُسمى المجتمع الدولي ومشروعه المتربص بهم، وقرروا إحياء اليوم بطريقتهم الخاصة فكان أن قاموا بتنظيم مسيرة مليونية أُطلق عليها يوم العودة الكبرى شارك فيها الملايين في غزة من العجائز والنساء والشباب وحتى الرُضع والوقوف بأنفس قد عُزل عنها كل شيء من مقومات الحياة إلا الشموخ والإرادة وبها تسلحوا في مواجهة جنود الكيان الصهيوني الذي لم يخيب التوقعات في إجرامه ففتح عليهم الرصاص الحي متسببًا في مقتل ما يزيد عن 60 شهيدا وأكثر من 500 مصاب. 

 

بقدر الإيلام من ذلك كان الأمل في إطلاق الفلسطينيين رصاص الرحمة على مشروع القرن وجعله يولد ميتاً كان منتظراً أن يبعث افتتاح السفارة الأمريكية في القدس الجرأة في نفوس الكثيرين من المحتفلين وراء الستار لإعلان انسجامهم مع إسرائيل إلا أن الزحف الأعظم نجح في جعل احتفال السفارة باهتاً بعدما جددت مسيرات العودة الكبرى المشروع العربي النابض في قلب كل حر. 


ثمة احتلال وثمة مقاومة.. ثمة مغتصبون وهناك ثائرون.. أرسلت هذه المسيرات برسالتها إلى قيادتها السياسية والجهادية التي يجب أن تسير عليها مستقبلا ويسير عليها العالم العربي بعد أن أثبتت بأن انتصار فلسطين يبدأ بجبهاته المتعددة، أهمها الديكتاتوريات العربية التي رهنت كل شيء بدءا من الثروات والجغرافيا وحتى الثقافة والحضارة للكيان الصهيوني حفاظا على الكراسي المغتصبة.