صحافة إسرائيلية

كيف يعمل جيش الانترنت الإسرائيلي عبر "الشبكة الزرقاء"؟

"عربي21" تترجم جزءا من تحقيق استقصائي مطول، يظهر حجم التجنيد الإسرائيلي في العالم- مكور ريشون

في ظل الأزمة التي تواجهها إسرائيل في تسويق روايتها عن الصراع مع الفلسطينيين أمام الرأي العام العالمي، لاسيما مع اشتداد مسيرات العودة، وقدرة الفلسطينيين على ترويج روايتهم، انشغلت صحيفة مكور ريشون اليمينية، بتتبع أنشطة المؤيدين لإسرائيل حول العالم، من اليهود وسواهم، لمساعدتها في هذا العمل الدعائي، الذي بات يستنزف منها جهودا كبيرة.


"عربي21" تترجم الجزء الأول من هذا التحقيق الاستقصائي المطول، لإظهار حجم التجنيد الإسرائيلي لهذه الجهود، اليهودية وغيرها على مستوى العالم.


الآلة الدعائية


الكاتب بالصحيفة تسفيكا كلاين قال إن "الآلة الدعائية الإسرائيلية تنشط في الآونة الأخيرة في عدد من دول العالم لمواجهة الجهود الإعلامية التي يقوم بها الفلسطينيون، وعلى رأسهم حماس، من خلال تكذيب رواية الحركة عن أحداث غزة، واستقدام ممثلين كبار من هوليوود، واستغلال كبرى وسائل الإعلام العالمية في الرد على حركة المقاطعة بي دي اس، حيث نشطت سلسلة فعاليات ومظاهرات شارك فيها مؤخرا قرابة سبعين ألف هندي من الرجال والنساء والأطفال يطالبون بنقل السفارة الهندية من تل أبيب إلى القدس، ويرفعون يافطات كتب عليها: القدس عاصمة إسرائيل الأبدية".


وأضاف في التقرير الذي ترجمته "عربي21" أن "المدون الهندي فيغيتا أونيل البالغ 42 عاما، ناشط على شبكات التواصل الاجتماعي، ويدير الأنشطة والفعاليات التي تشهدها بلاده المؤيدة لإسرائيل، من مكان إقامته في المدينة الألمانية بون، وأقام منظمة أطلق عليها "هنود من أجل إسرائيل".

 

اقرأ أيضا: الإعلام العبري: تفاصيل جديدة لاختراق حماس هواتف الجنود


وتابع أونيل قائلا: "فور نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في مايو الماضي، اعتقدنا أن الهند ستكون الدولة الثانية في هذه الخطوة، وبدأنا بجمع عرائض وتواقيع لتحقيق ذلك، ثم أتبعناها بمسيرات واسعة حظيت بتغطية الصحافة الهندية، وقد وصلت إلى إسرائيل قبل أسابيع للمشاركة في مؤتمر DigiTell الذي نظمته وزارة الشؤون الاستراتيجية بحضور ممثلين عن 150 منظمة ومؤسسة من عشرين دولة مؤيدة لإسرائيل: في الولايات المتحدة، كندا، أستراليا، النرويج، بريطانيا، الأرجنتين، والبرازيل وغيرها".


وأشار كلاين إلى أن "مندوبي هذه المنظمات تطلق عليهم إسرائيل اسم (الشبكة الزرقاء) نسبة إلى لون علم إسرائيل، وهم الناشطون في مجال الدعاية والإعلام والترويج لتسويق الرواية الإسرائيلية، وبات للشبكة 20 مليون متابع حول العالم على وسائل العالم الافتراضي، وتقوم جميع هذه المنظمات المنخرطة في ذات الجهد بمشاركة أفلام قصيرة ومواد إعلامية ووثائق بدون لوغو أو شعار معين لإفساح المجال لكل منظمة أو مؤسسة تترجم كما أرادت، بالطريقة التي تراها مناسبة في اللغة المحلية المستخدمة لديها".


الرواية المضادة


وأضاف أن "هذه المنظمات تجندت في الآونة الأخيرة لمواجهة الرواية الفلسطينية عن المسيرات الشعبية على حدود قطاع غزة، والطائرات الورقية المشتعلة، حيث تعتمد الدعاية الإسرائيلية المضادة على تصريحات أدلى بها بعض الناطقين الفلسطينيين بصورة لا تخدمهم هم، بل توفر للدعاية الإسرائيلية مادة خام للترويج والتوظيف بالطريقة المناسبة، كما تم تنظيم حملة كبيرة خاصة باليهود الذين تم طردهم من الدول العربية، وآخر نشاط كان لهذه الشبكة هو دعوة 1.5 مليون مواطن أوروبي للتصويت لصالح المغنية اليهودية ناتاع برزيلاي في الاحتقال الغنائي السنوي "الأوروفزيون".


ونقل عن وزير الشؤون الاستراتيجية غلعاد أردان أن "هذه الشبكة المؤسساتية تقوم بجهود جبارة لإحباط النشاطات والفعاليات المضادة التي تنظمها المؤسسات المعادية لإسرائيل، مثل معاداة السامية وحركة المقاطعة التي تبث المزاعم ضدنا عبر شبكات التواصل الاجتماعي".


وقالت العاملة في منظمة "موحدون من أجل إسرائيل" فيفيان هيلفانيا، إن "منظمتها تضم العشرات من المتطوعين في كل دول أمريكا اللاتينية، يعملون على ترويج الاختراعات التكنولوجية الإسرائيلية في مجالات الطب والمساعدات الإنسانية التي تقدمها للعديد من دول العالم".

 

اقرأ أيضا: إسرائيل تعلن الحرب على نشطاء "BDS" وتمنع دخولهم


وتابعت: "نخاطب بالذات غير اليهود، ونشرح وجهة نظر إسرائيل أمامهم، ونريد منهم التعرف عليها ليس فقط في أوضاع الحروب، لكن في الأيام العادية"، مشيرة إلى أنهم "يوضحون أن الإسرائيليين يعيشون ظروفا ليست سهلة في ظل التهديد الإيراني والوضع المعقد في قطاع غزة".


وأضافت أن "متابعي صفحة المنظمة على "فيسبوك" 700 ألف متابع، وفي تويتر 20 ألفا، وعلى إنستغرام 18 ألفا، نقوم بترجمة الأخبار الإسرائيلية، وننشر خمسة منشورات جديدة يوميا، من خلال فيلم أو صورة، المهم إظهار الصورة الجميلة لإسرائيل، بعيدا عن المواجهات، ولدينا موقع على الانترنت خاص بالطلاب ننشر فيه تقارير مترجمة عن الوضع في إسرائيل والشرق الأوسط، نحاول التدخل في تفنيد الاتهامات بأن إسرائيل تساوي نظام الفصل العنصري السابق في جنوب أفريقيا الأبارتهايد".


تفنيد الأبارتهايد


وأوضحت أننا "نهاجم حركة البي دي اس، نظرا لأنها ستصل إلى أمريكا اللاتينية قريبا للنشاط ضد إسرائيل"، منوهة إلى أنه "في تشيلي وفنزويلا هناك جالية فلسطينية كبيرة، ومنظمات قوية مؤيدة لهم، مما يجعل من مقاطعي إسرائيل تهديدا جديا".


وأفادت بأنه "من نجاحاتنا المؤيدة لإسرائيل مطالبة غواتيمالا بنقل سفارتها إلى القدس"، لافتة إلى أن "الفلسطينيين في تشيلي يعلنون أنهم ليسوا ضد اليهود بل ضد إسرائيل، وهذا نوع جديد من معاداة السامية، لأنه من الصعب ألا نربط بين القرارات التي تتخذها الحكومة الإسرائيلية وبين الجالية اليهودية في هذه البلدان".


أما "ألدار" فهو اسم رمزي لأحد النشطاء المؤيدين لإسرائيل حول العالم، يخشى لو انتشر اسمه أن يؤثر مستقبلا على وضعه في العمل، أو إن أراد أن يبحث عن فرصة أو وظيفة، ولذلك يكتفي بلقب أو كنية من العالم الافتراضي.

 

اقرأ أيضا: ضابط إسرائيلي يستعرض ثلاثة خيارات تجاه غزة.. ما هي؟


"ألدار" يوضح أنه "يهودي أمريكي في سنوات الخمسينات من عمره، يهودي أرثوذكسي، منذ 2004 يدير مدونة على شبكة الانترنت باسم بروتوكولات حكماء صهيون، لديه نصف مليون متابع يدخل مدونته شهريا، ويحظى بعشرات آلاف المتابعين على شبكات التواصل، وينشر يوميا أربع منشورات".


ويبين أن "هدف المدونة مهاجمة من يعادون السامية ضد إسرائيل، والمحرضين عليها"، مضيفا أنني "أترجم من الصحافة العربية ما ينشر من مقالات وتقارير تحمل تهديدات لليهود وإسرائيل، وبحثت في أرشيف الصحافة الأمريكية، لاسيما نيويورك تايمز قبل عام 1948 للوصول إلى جذر كلمة فلسطينيين، ونشرت صورا لقمصان يهودية، وكتبت عليها (هكذا كان الفلسطينيون قبل قيام دولة إسرائيل)".


وذكر أنه "منذ 2012 حين نشرت البي بي سي تقريرا حول مقتل طفل فلسطيني بصاروخ إسرائيلي خلال عملية عمود السحاب في غزة، بدأت أبحث في الموضوع، وجمعت شهادات لذوي الطفل وشهود العيان، حتى تأكدت أنه قتل بشظايا صاروخ فلسطيني، ثم اتصلنا على البي بي سي لنفي الخبر الأول".


ولفت إلى أنه "حتى اليوم كتبت على مدونتي 30 ألف منشور، تحظى بالمتابعة المتلاحقة وفق تقييم غوغل، طموحي الأهم هو إقامة موقع يواجه الانتفاضة الالكترونية The Electronic Intifada التابع لحركة المقاطعة بي دي اس، وأعمل على جمع كل المقالات والدراسات والتقارير التي تنشرها مواقع الشبكة الزرقاء، لجعلها في مكان واحد".