سياسة دولية

غضب إسرائيلي على كوربين وتوجه لمقاطعته بسبب مواقفه

الحكومة الإسرائيلية تجري مباحثات سرية حول إعلان مقاطعة حزب العمال- جيتي

توسعت الصحافة الإسرائيلية بصورة ملحوظة في الحديث عن زعيم المعارضة البريطانية جيرمي كوربين؛ بسبب مواقفه المعادية لإسرائيل، وسط مخاوف من تأثير صعوده على وضع الجالية اليهودية في المملكة المتحدة.


فقد نقل أتيلا شومفلبيه، مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت، عن وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون، أنه "طالب كوربين بوضع حد لتمدد ظاهرة معاداة السامية؛ لأن ذلك من شأنه زيادة الفجوات في أوساط حزب العمال الذي يقوده، ويجب عليه إبداء مزيد من النضوج، ووضع حد للخلافات الداخلية؛ لأن كوربين لا يفعل شيئا لإنهاء فايروس معاداة السامية".

 

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الضجة بدأت حين رفض كوربين اعتماد التقييم العالمي لمعاداة السامية، ما استجلب عليه ردود فعل غاضبة من أعضاء البرلمان من حزبه، حتى أن عضو الحزب، القديمة اليهودية مارغريت هودج، وصفته بالمعادي للسامية، وهناك مخاوف من سيطرتها على الحزب المعارض".


وأكد أن "عضوي الحزب أيان أوستين وكريس ليزلي خاضا نزاعا داخله، لأن تقديرات كوربين تذهب باتجاه مساواة إسرائيل بالنازية، ويرى في قيامها أحد أشكال العنصرية، ويعتبر الصهيونية نموذجا صارخا لهذه العنصرية، وهو بذلك يعطي غطاء للهجمات التي تستهدف ملايين اليهود حول العالم من المؤيدين لإسرائيل".

 

وأوضح أن "ثلاث صحف يهودية في بريطانيا: جويش كرونيكال وجويش ويك وجويش تليغراف، نشرت أواخر الأسبوع عمودا مشتركا اعتبر أن إمكانية قيام حكومة بريطانية برئاسة كوربين في المرحلة القادمة سيشكل خطرا وجوديا على حياة اليهود هناك، وهو تصريح يهودي غير مسبوق، وتحذير مقصود إلى الداخل البريطاني والخارج الدولي، بسبب ارتفاع مستوى معاداة السامية داخل الحزب".

 

ونقل عن شارون كلاف، الناشطة اليهودية البريطانية، أنها "اعتبرت أن حزب العمال البريطاني، وهو الثاني في أحزاب الدولة، والحزب اليساري الأول، كان في سوات سابقة البيت المفضل ليهود بريطانيا، لكنه تحول معقلا لمعاداة السامية، وحين وصل كوربين لرئاسته ساوى بين إسرائيل وداعش، وأعلن دعمه لحركة المقاطعة البي دي اس، وبات شخصية معادية للسامية".

 

آيالا نحمياس رابين، عضو حزب العمل الإسرائيلي وهو نظير الحزب البريطاني، قالت إن "أعضاء الحزب اليهود يعيشون أشبه ما يكون بكابوس سياسي، ويسعون بكل جهودهم لمنع وصول كوربين لموقع رئاسة الحكومة، لكني لم أسمع أن حزبا في العالم لا يريد أعضاؤه التصويت له كي لا يفوز حزبه برئاسة الحكومة".

 

صحيفة معاريف أوردت أقوالا لعضو حزب العمال البريطاني البارز بيتر ويلسمان، جاء فيها أنه "يتهم الجالية اليهودية في بريطانيا بأنها تحرض على حزب العمال، وتتهمه بأنه يبث المفاهيم المعادية للسامية من خلال تزوير شبكات التواصل، وتزييف الحقائق".

 

ووجه في تصريح ترجمته "عربي21" انتقاده إلى "سبعين حاخاما يهوديا وقعوا على عريضة قبل أسبوعين تنتقد الحزب بسبب تساهله في مكافحة معاداة السامية، وإن اثنين من أعضاء الحزب اليهود تعرضا لعقوبات حزبية؛ لأنهما اتهما رئيسهما كوربين بمعاداة السامية".

 

تسفيكا كلاين، الكاتبة في صحيفة مكور ريشون، قالت إن "الجالية اليهودية في بريطانيا تتوحد في هذه الآونة ضد كوربين، ما يعني أنها تمر بمرحلة غير سهلة عليها، لأن السنوات الثلاث الأخيرة كشفت وجود جذور قديمة لمعاداة السامية لدى العديد من أعضاء الحزب، وعلى رأسهم كوربين نفسه".

 

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "أعضاء الحزب اليهود يخوضون حربا حقيقية بكل معنى الكلمة داخل صفوف الحزب ومؤسساته، حيث تقيم الجالية اليهودية منذ عدة أسابيع مظاهرات في وسط لندن، والصحافة اليهودية دأبت على انتقاد كوربين وحزبه بصورة غير مسبوقة".

 

وكشفت النقاب عن أن "الحكومة الإسرائيلية تجري مباحثات سرية حول إعلان مقاطعة حزب العمال، كما حصل مع حزب الحرية النمساوي اليميني المتطرف، لكن وزارة الخارجية الإسرائيلية أبقت القرار بيد الجالية اليهودية في بريطانيا، دون التدخل في الموضوع، خشية الإضرار بهم، بناء على طلبهم".