صحافة عربية

سفير ليبي سابق يكشف أسرارا جديدة عن سقوط معمر القذافي

لفت القشاط إلى أن "أحد موظفي الساعدي القذافي أحضر ثلاث رسائل مغلفة تحتوي على طلب لجوء سياسي"- جيتي

كشف سفير ليبي سابق، عن أسرار تتعلق بتدخل قوات الناتو في ليبيا، والخيانة التي تعرض لها الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، وعلاقة الأخير بالرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي، إلى جانب الخطة التي وضعها خليفة حفتر للسيطرة على ليبيا.


وقال السفير محمد سعيد القشاط –آخر سفير ليبي بالسعودية في عهد القذافي- خلال حوار مطول أجرته معه صحيفة "الأهرام العربي"، إن "130 سفيرا لليبيا في دول العالم انحازوا إلى الناتو إلا 11 فقط أنا واحد منهم"، لافتا إلى أن "سيف الإسلام القذافي كان يؤجر ويبيع أراض ليبية لدول غربية تقربا إليها".


وأشار القشاط إلى أن "القذافي كان يعمل على إعادة بن علي للحكم لكن الوقت لم يسعفه، وما حدث أن بن علي اتصل بي ولم أرد عليه، حتى عرض الأمر على العقيد القذافي، وبعد الموافقة ذهبت إليه في مقر إقامته بقصر الحمراء في جدة".


وتابع: "ابن علي بدأ بالحديث وعند تطور الأحداث رأت زوجتي أن تؤدي العمرة، وأصرت أن أذهب معها، ولما رجعت إلى مطار جدة بعد العمرة وجدت الطائرة قد غادرت عائدة إلى تونس، وأخبروا قائدها الطيار محمود شيخ بأنهم اتفقوا معي على ذلك، وهو ما لم يحدث".


واستكمل القشاط قائلا: "أبلغت العقيد القذافي بكل ما دار تنفيذا لرغبة ابن علي، وفي اللقاء الثاني كان مستاء لجحود الشعب، وبعد نهاية الحديث قدمت له مبلغ 250 ألف دولار أمر بها القذافي، وشكرني وطلب إبلاغ العقيد شكره وامتنانه، وفيما بعد أنكر أنه أخذ مني أية نقود".

 

اقرأ أيضا: صحيفة: خليفة حفتر متمرد يتوق ليصبح معمر القذافي الجديد


وأفاد السفير الليبي السابق بأنه "عندما سقطت طرابلس ذهب إلى بلد عربي آخر، لكنهم رفضوا استقباله، ولم يكن أمامه إلا شراء جواز سفر جديد باسم جديد، ودخل من مكان آخر ومكث به 40 شهرا قبل المجيء لمصر"، لافتا إلى أن "المشير خليفة حفتر جاءه قبل بداية عملية الكرامة بأربعة أشهر إلى الجزائر لدراسة الأمر".


وأردف قائلا: "استعرضنا التجارب المماثلة وما يناسبنا منها ووضعنا الخطط لتنفيذها، ومكثنا ثلاثة أيام نضع تصورا للقادم"، مضيفا أنه "جرى الاتفاق أنه لا حديث عن الثورة، ويجب عودة الجيش والشرطة والقضاء وإرجاع الموظفين، واختيار حكومة مؤقتة تشرف على الانتخابات".


وأكد أنه "بصفته المدنية دعم التوجه كعمل سياسي، واستشرنا مصر والجزائر، على أساس عدم التصالح مع الإخوان"، معتبرا أنهم "هم المشكلة وليس القبائل الليبية، والقضاء على الإخوان ليس صعبا على الإطلاق، وما يلزم فقط توحد الجيش وفك قضية منعه من التسلح".


وتطرق القشاط إلى "سقوط القذافي"، موضحا أن "الناتو رصد مكالمة له مع قناة سورية وتلك كانت غلطة النهاية، ولما أحس بالخطر خرج ومن معه من الحراسات وعددهم 70 رجلا"، مستدركا قوله: "لكن طائرات الأباتشي الفرنسية رصدتهم فدخلوا في نفق أنبوب خرساني مجهز لمياه السيول، الذي قيل عنه إنه للصرف الصحي".

 

اقرأ أيضا: ليبيا.. أبرز المحطات الفارقة منذ سقوط القذافي حتى اليوم


وتابع: "عند خروجهم من الناحية الأخرى أطلقت عليهم طائرات الأباتشي الغازات السامة والصواريخ، ومات أبو بكر يونس جابر وبعض الحراسات وأصيب القذافي، وبين أيدي شباب مصراته لقي حتفه، وبعد أن عبثوا بجثمانه أمام الكاميرات ألقوه وولده المعتصم في فرن لصهر الحديد، وبعد وقت جاءت شائعات أنهم رموهما في البحر، وبعد أن قتلوا باقي أفراد الحراس فروا لهم في الصحراء وردموا عليهم".


ولفت القشاط إلى أن "أحد موظفي الساعدي القذافي أحضر ثلاث رسائل مغلفة في طرابلس، لإيصالها لوزير الخارجية السعودي والثانية لرئيس مجلس الشورى والثالثة للملك عبد الله، وظننت أنه يطلب من السعودية أن تتدخل من أجل إخراج ليبيا من محنتها، وقمت بإرسال رسالة وزير الخارجية بإرفاق من السفارة، وكذا رسالة رئيس مجلس الشورى، إلا أنني فتحت الرسالة الموجهة للملك فوجدت الساعدي يطلب حق اللجوء السياسي، ويطلب قبوله منتسبا في جامعة الإمام بالمدينة المنورة، ولم أعلم أحدا بالرسائل ولم أبلغ القذافي".


وأكد أنه "عندما خرج الساعدي من ليبيا إلى النيجر أجرى مقابلة مع فضائية العربية، وقال فيها أكثر مما حوت رسائله، وطالب والده التسليم لهؤلاء الإسلاميين وذكرهم بخير، ولم يشفع له ذلك عندهم فقاموا بشرائه من النيجر وأودعوه السجن"، على حد قول السفير.