ملفات وتقارير

هل يوقف تسلم النظام "أس300" طلعات إسرائيل فوق سوريا؟

روسيا تريد تسليم النظام السوري منظومة الدفاع الصاروخية "أس300"- أ ف ب

يثير تسلّم النظام السوري منظومة "أس300" للدفاع الجوي من روسيا، تساؤلات عما إذا كان ذلك يؤذن بنهاية عهد الضربات الجوية الإسرائيلية على مواقع عسكرية للنظام، وأخرى تابعة لإيران وحزب الله في سوريا.

وكانت روسيا، قد أعلنت الاثنين، على لسان وزير الدفاع، سيرغي شويغو، أن تسليم منظومة "أس300" للنظام السوري خلال أسبوعين، وذلك على خلفية تحميل إسرائيل المسؤولية عن حادثة تحطم طائرة الاستطلاع "إيل-20" قبل أسبوع، مشيرا إلى أن "روسيا مضطرة لاتخاذ الإجراءات الكافية لتعزيز أمن القوات الروسية في سوريا بسبب الغارات الإسرائيلية".

وفي تعليقه على ذلك، أكد الخبير العسكري، اللواء فايز الدويري، أن منظومة "أس300" المتطورة التي تستطيع اكتشاف أهداف حتى 250 كيلومترا، ليست فعالة بقدر كاف ضد مقاتلات الشبح الأمريكية المتطورة من طراز "إف 35" التي تمتلكها إسرائيل.

تحديد الحركة

لكن ذلك لا يعني، بحسب الدويري، أن المجال الجوي السوري أمام الطائرات الإسرائيلية سيكون كسابق عهده، إذ يعني امتلاك النظام لهذه المنظومة تحديد حركة المقاتلات الإسرائيلية في الأجواء السورية بصورة كبيرة.

وأوضح لـ"عربي21" أن منظومة "أس300" لا تمنع توجيه الضربات الإسرائيلية لأهداف سورية بالكامل، بسبب امتلاك تل أبيب طائرات من طراز "الشبح"، إلى جانب حيازتها لأكثر من وسيلة تمكنها من متابعة الأهداف في سوريا، من بينها الصواريخ.

 

اقرأ أيضا: روسيا تسلم الأسد "أس300" خلال أسبوعين وتتخذ هذه الإجراءات

ولدى التركيز على حديث روسيا عن تسليم روسيا هذه المنظومة للنظام خلال أسبوعين، تساءل الدويري عن "الجهة التي ستتولى التحكم بهذه المنظومة، وعما إذا كانت ستتولى هذه العملية نظرا لعدم استعداد طواقم النظام لذلك؟".

 

وقال: "ما زلنا بانتظار الكثير من التفاصيل، حتى نستطيع الجزم بمدى قدرة هذه المنظومة على الحد من تحرك الطائرات الإسرائيلية في المجال الجوي السوري".

إعادة حسابات

من جانبه، قال الخبير العسكري، اللواء المنشق عن النظام، محمد الحاج علي، إن امتلاك النظام لهذه المنظومة الروسية سيجبر إسرائيل على إعادة حساباتها قبل تنفيذ مقاتلاتها طلعات جوية في المجال الجوي السوري.

لكنه في الوقت ذاته، نوّه في حديث لـ"عربي21" إلى فعالية منظومات التشويش الإسرائيلية في الحد من فعالية هذه المنظومة التي دخلت الخدمة في سبعينيات القرن الماضي.

وأضاف الحاج علي: "ما من شك بأن هذه المنظومة لها تأثير كبير، غير أن إسرائيل لن تعدم الوسيلة، وهي تملك الحلول لتجاوز هذا الأمر".

ونزولا عند رغبة إسرائيل، امتنعت روسيا سابقا عن تسليم النظام هذه المنظومة، غير أن إسقاط طائرة الاستطلاع من طراز "ايل-20" بالخطأ من دفاعات النظام السوري الجوية، وتحميل مسؤولية ذلك لإسرائيل، دفع بموسكو إلى الموافقة أخيرا على إتمام الصفقة.

 

اقرأ أيضا: صحيفة روسية تكشف كم كتيبة "أس300" سترسل إلى سوريا

وفي نيسان/ أبريل الماضي، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، بأن حكومته لا تمانع تسليم المنظومة، بشرط عدم استخدامها ضد طائراتها.

 

وقال في حينها: "ما يهمنا هو أن الأسلحة التي ينقلها الروس إلى سوريا لن تعمل ضدنا".

مميزات "أس300"

وبالتركيز على مميزات المنظومة، يتضح أنها قادرة على اعتراض الأهداف الجوية حتى مسافة 250 كيلومترا، بارتفاع يتراوح من 10 أمتار إلى 30 كيلومترا، ما يعني أنها قادرة على تغطية الحيز الأكبر من كامل الجغرافيا السورية.

وإلى جانب ذلك، لها القدرة على اعتراض الطائرات والصواريخ الباليستية، ومراقبة 200 هدف، والاشتباك مع 24 هدفا في الوقت ذاته، فضلا عن قدرة عالية في مجال التشويش.