ملفات وتقارير

هذه رسائل ودلالات بث فيديو استهداف الحافلة الإسرائيلية

محللون: كان بمقدور المقاومة أن تستهدف قادة كبارا ولكنها أثبت احترامها للتفاهمات ولدور الوسطاء- تويتر

أكد مختصون فلسطينيون، أن الفيديو الذي بثته غرفة العمليات المشتركة للمقاومة الفلسطينية بغزة لاستهداف حافلة إسرائيلية عسكرية، حمل العديد من الرسائل والدلالات التي على "إسرائيل" أن تلتقطها قبل أن تتدحرج الأوضاع لحرب شاملة.

وفي إطار الرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، بثت المقاومة فجر اليوم، مقطع فيديو يوثق عملية استهداف حافلة جنود إسرائيليين بصاروخ "كورنيت" شرقي منطقة جباليا شمالي قطاع غزة.

وأظهر الفيديو، قدرة المقاومة على الرصد الدقيق لتحركات آليات وجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، وعلى ما يبدو أن رجال القسام انتظروا حتى يتم تفريغ الحافلة من الجنود الإسرائيليين، قبل أن تستهدفها وتدمرها، وهو ما يحمل وفق مراقبين رسالة للاحتلال الإسرائيلي حول قدرة المقاومة على استهداف جنود الاحتلال عندما تقرر ذلك.

 

اقرا أيضا :  فيديو لحظة استهداف المقاومة حافلة جنود إسرائيلية (شاهد)


وأوضح الخبير في الشؤون الأمنية محمود مرداوي، أن صاروخ "كورنيت" الذي دمر حافلة الجنود الإسرائيليين، "يرسل رسالة للعدو عن طبيعة الردود التي تنتظره في حال تمادى ولَم يقدر الأمور جيدا".

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "هذا المشهد؛ يؤشر للعدو ما يمكن أن يواجه جنوده لو فكروا باحتلال مناطق في القطاع وما ينتظرهم".

ورأى مرداوي، أن "الصاروخ كرد عسكري كانت بحاجة له المقاومة، وكرد سياسي يذكر العدو بأن الاتفاقات التي يوقع عليها ثم لم يلتزم بها ستؤدي به إلى هذه النتيجة".

قوة الرصد


من جانبه، أوضح الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، أن "أهم" رسائل الفيديو الذي بثته المقاومة الفلسطينية، لتدمير حافلة إسرائيلية، هي "دقة التصوير والتصويب، وقوة الرصد، وحجم النار".

ورأى في حديثه لـ"عربي21"، أن "لهذا الفيديو ستكون تداعيات على الوضع النفسي للمستوطنين الإسرائيليين المقيمين في منطقة غلاف غزة، ولسان حال المقاومة الفلسطينية يقول لهم: هذه المنطقة لم تعد جنة لكم وعليكم مغادرتها فوارا".

ونوه الدجني، إلى أنه كان بمقدور المقاومة أن تستهدف قادة كبارا، ولكنها أثبتت احترامها للتفاهمات ولدور الوسطاء؛ الأمم المتحدة ومصر وقطر".


اقرا أيضا :  "القسام": مليون إسرائيلي بمرمى صواريخنا إذا تمادى الاحتلال


من جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي، إياد القرا، أن الفيديو يؤكد "أننا أمام مقاومة قادرة على الفعل بدقة ومهارة عالية، وإيقاع الخسائر الكبيرة في صفوف جنود الاحتلال"، مؤكدا أنه "في حال تدحرجت الأوضاع نحو مواجهة أكبر فسيكون الوضع خارج السيطرة".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "وفي حال قررت المقاومة الضرب فإنها ستضرب بقوة"، مقدرا أن "رئيس أركان جيش الاحتلال، غادي آيزنكوت، ورئيس الشاباك نداف أرغمان، ووزير الحرب أفيغدور ليبرمان، في طريقهم إلى المسلخ (السياسي) بفعل ما كشفه هذا الفيديو".

دائرة اللهب

 

ولفت القرا، إلى أن الفيديو يشي بوضوح، بأن "المقاومة موجودة بقوة في المناطق الحدودية، ولديها أهداف دقيقة، وقادرة على إحداث الخسائر في صفوف قوات الاحتلال"، مؤكدا أن "المقاومة على استعداد لأن توسع دائرة اللهب والنار لأبعد مدى، ولا تتردد إذا ما قررت الرد على الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني".


من جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي، عبد الله العقاد، أن "فيديو الباص، ضربة من العيار الثقيل للشارع الصهيوني، الذي أرادت قيادته تسويق نصر خادع من خلال عملية أمنية نوعية أحبطتها يقظة المقاومة الفلسطينية".

ونوه في حديثه لـ"عربي21"، أن "الاحتلال حرص بكل قوة على أن يحول دون نشر هذا الفيديو، وذهب في حملة استهدافات متلاحقة ابتدأها بقصف متواصل لقناة الأقصى الفضائية والعديد من البنايات المدنية".

وأوضح العقاد، أن بث الفيديو في هذا التوقيت "حمل العديد من الرسائل، الأولى: أن المقاومة ما زالت تتحكم بالرد، ولا تريد أن تتسع دائرة النار إلا إذا تأبط قادة الاحتلال شرا"، لافتا إلى أن الرسالة الثانية، أن "هذه المعركة ستنهي مزاد المزايدات الداخلية بين أقطاب حكومة الاحتلال اليمنية المتطرفة".

وأضاف: "لقد ازدادت تلك المزايدات حتى وصلت غلى درجة المهاترات بين وزيري الحرب ليبرمان ووزير التعليم بينت الذي يطمع بذات الموقع".

وأما الرسالة الثالثة، فهي "تؤكد أن الذهاب للتهدئة أو الالتزام ببنود التهدئة 2014 لم تنتزعه غزة ومقاومتها من ضعف، كما أنه لم يلتزم الاحتلال بتنفيذ استحقاقاته منة وتفضلا"، موضحا أن "الجبهة الداخلية للاحتلال، أدركت حقيقة ما كان يخشاه الجيش؛ أن البديل ليس نزهة".