المرأة والأسرة

ما محاذير لعب الصبي بدمى الفتيات؟

يرفض الوالدين أحيانا أن يلعب الطفل الذكر بدمية أخته- جيتي

من المتعارف عليه في أغلب المجتمعات بأن الطفل الذكر يُفضل أن يلعب إما بالمسدسات وإما بالسيارات، بالمقابل تلعب الطفلة بدمية العروسة، ونجد كليهما يلعب مع أقرانه من نفس جنسه.


ويرفض الوالدان في العادة أن يلعب طفلهم الذكر بدمية أخته، معتبرين هذا التصرف أمرا خاطئا، ويسعون لتوجيهه للعب في الألعاب التي يعتبرونها خاصة بالذكور، فهل توجيه الطفل لنوع معين من الألعاب صحيح؟


التنميط الجنسي

 
ترد أخصائية الإرشاد التربوي والأسري نوال أبو سكر على هذا السؤال بالقول: "نحن كمربين ومربيات وأولياء أمور، ينبغي لنا عدم التدخل في رغبات الطفل، بتوجيهه نحو ألعاب معينة أو الابتعاد عن أخرى".


وتوضح نوال لـ"عربي21: "لأن الطفل الذكر حتى لو قام باستخدام ألعاب البنات فسيستخدمها حسب جنسه، فيقوم بالعطف أو الدفاع عن الدمية "العروسة"، ولا ضير في ذلك برأيي، لأنه سيكون مؤقتا ثم سيعود لما يناسب جنسه من ألعاب".


وأشارت إلى أنه يحدث للطفل في عمر 3 إلى 5 سنوات، ما يسمى بالتنميط الجنسي، أي معرفة الطفل بما يناسب جنسه، فتبدأ البنت بتقليد والدتها من حيث اللباس والسلوك فنلاحظ أنها بدأت للميل لاستخدام المستلزمات النسائية، واللعب بدمية وكأنها ابنتها فتطعمها وترضعها وما إلى ذلك، وأما الولد فيميل نحو تقليد والده كاللعب بالسيارات الصغيرة واستخدام الأدوات الميكانيكية وتضخيم نبرة صوته".


وأضافت: "وتجدر الإشارة إلى أن التنميط الجنسي يحدث تلقائيا، من خلال اكتساب الطفل نمطه من والده من جنسه، أي لا يحتاج لأن نقوم بتعليم الطفل افعل هذا أو لا تفعل ذاك".

أنواع الألعاب لدى الطفل


من جهته قال أخصائي الطب النفسي زهير الدباغ لـ"عربي21": "لا يجب أن يُفرض على الطفل شكل ونوعية وطبيعة لعبه أو ألعابه، فمن خلال اللعب يتعرف الطفل على اهتماماته ويبدأ ببناء شكل علاقته مع المحيط، والذي هو متنوع ولا يقتصر اهتمام الفرد بمجال معين ذكرا كان او أنثى".


وتابع الدباغ: "لكني بالمقابل أؤيد أن يشجع الطفل على اللعب مع الأطفال من جنسه، لأن ذلك يساعده ويضيف الى قدرته على تشكيل وتحديد هويته الجنسية وبالتالي بناء شخصيته".


ضرورة التوجيه

وحول فائدة أو ضرر لعب الطفل الذكر بدمية العروسة قال الدباغ: "لا ضرر بذلك، ومنعه من هذا يشكل له ضررا كبيرا لن يتجاوزه مستقبلا، مما يجذبه بطريقة عكسية لذلك عند الكبر".


من جهتها قالت أخصائية الإرشاد التربوي نوال أبو سكر: "لا أجد أي أهمية أو ضرورة في لعب الطفل الذكر بألعاب البنات، خاصة مع وجود والدته أو غيرها من غير جنسه في محيطه".


وتابعت: "إلا أنه من الجيد أن نقوم بتوجيهه في هذه المرحلة أن هذا السلوك يناسب الذكور وهذا السلوك يناسب الإناث، وذلك حتى يحدث ما تكلمنا عنه سابقا وهو التنميط الجنسي".


وختمت حديثها بالقول: "يجب التأكيد على أن موضوع الفرق بين الجنسين غير متعلق بمجتمعات شرقية أو غربية، بقدر ما هو متعلق بطبيعة فطرية ينشأ عليها الطفل سواء كان ذكرا أم أنثى".


قتل الابداع

 
بالمقابل قالت الباحثة " أثينا دونالد" في تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية: "إن الألعاب التي تستهدف الفتيات الصغيرات توجّههن بعيدًا عن العلوم والهندسة قبل أن يصلن إلى سن المدرسة".


وأشارت أستاذة الفيزياء التجريبية في جامعة كامبريدج البريطانية إلى أن الألعاب التي يتم تسويقها عند الفتيات تؤدي في كثير من الأحيان إلى اللعب السلبي، بدلاً من تأجيج الخيال وتشجيع الأطفال على تطوير مهارات أكثر إبداعًا".


وأوضحت بأن "توجيه الفتيات تجاه ألعاب معينة بحد ذاتها، تولد حالة من الخمول اتجاه الميول الإبداعية، مضيفة: "نحن بحاجة إلى تغيير طريقة تفكيرنا في الأولاد والبنات وما هو مناسب لهم منذ سن مبكرة جدًا، هل اختيار نوع الالعاب مهم؟ أنا أؤمن بذلك".


وأضافت: "ألعاب الفتيات عادة ما تؤدي إلى السلبية - تمشيط شعر باربي، على سبيل المثال - وليس بناء أو تخيل أو أن يكون مبدعاً مثل ألعاب (Lego أو Meccano)".