سياسة دولية

سوريا واليمن تتصدران أولويات سياسة تركيا الخارجية في 2019

تشاووش أوغلو أوضح أولويات السياسة الخارجية لبلاده بكلمة أمام البرلمان- جيتي

تناول وزير الخارجية التركي، تشاووش أوغلو، الأربعاء، خلال كلمة ألقاها في البرلمان التركي،  السياسة الخارجية التركية خلال العام الجديد 2019، متحدثا عن ملفات عدة في الإقليم.

الملف اليمني

وصرّح وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الأربعاء، بأن بلاده أدرجت حل الأزمة اليمنية المستمرة منذ 4 أعوام، ضمن أولوياتها في العام الحالي.


وأوضح تشاووش أوغلو أن تركيا ستعمل على عقد اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي خلال الفترة المقبلة، بهدف تناول سبل حل الأزمة اليمنية.


الانسحاب الأمريكي

وفي معرض حديثه، اعتبر وزير الخارجية التركي، أن الولايات المتحدة تواجه صعوبات في الانسحاب من سوريا، وأن تركيا تدعم وحدة الأراضي السورية ولا تتردد في اتخاذ الخطوات اللازمة شرقي نهر الفرات.

وأشار تشاووش أوغلو إلى وجود العديد من القضايا الهامة في أجندة السياسة الخارجية التركية، وأن الملف السوري هو من بين الأولويات.

وأوضح أن بلاده تبحث في الوقت الراهن كيفية تنسيق عملية انسحاب الولايات المتحدة من سوريا.

 

اقرأ أيضا: رئيس العراق يلتقي أردوغان غدا بأنقرة.. وهذه أبرز الملفات

 

وبيّن أن التنسيق بشأن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا جرى تناوله خلال زيارة مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي جون بولتون، ورئيس الأركان الأمريكي جوزيف دانفورد، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش" جيمس جيفري، إلى العاصمة التركية أنقرة، الثلاثاء.

وأكّد تشاووش أوغلو أن هناك مساعي من بعض الدول لجعل الولايات المتحدة تتراجع عن قرار الانسحاب.

وتابع وزير الخارجية التركي: "نقيّم هذه القضايا بشكل مفصل مع نظرائنا".

 

خطاب بولتون

وجدّد رفض بلاده بشدّة للذرائع والخطابات الصادرة من الجانب الأمريكي، من قبيل "لا تقتلوا الأكراد"، وأن الرئيس رجب طيب أردوغان، أكّد على ذلك بشكل صريح أمس خلال كلمته بالبرلمان.

وقال: "نرى هنا أن الولايات المتحدة تواجه صعوبات في الانسحاب من سوريا.. الخروج يكون صعبًا بعد كل هذا التقارب مع منظمة إرهابية (ي ب ك/بي كا كا)".

وشدّد على أن "الانفصال عن المنظمة الإرهابية يكون صعبًا بعد كل هذا الارتباط، وأن هذا واحد من الصعوبات التي تواجهها الولايات المتحدة".

وقال: "نرى أيضا صدور أصوات مختلفة من مؤسسات داخل الولايات المتحدة بخصوص الانسحاب من سوريا". 

 

اقرأ أيضا: بولتون يغادر أنقرة عقب رفض أردوغان استقباله


من جهة أخرى، قال تشاووش أوغلو إن تركيا تريد أيضا إلى جانب الدول الغربية، تنسيق هذه العملية مع روسيا وإيران باعتبارها تتعاون معهما في مسار أستانا.

وأعلن أنه لم تحدث مشكلة في تطبيق الاتفاق التركي الروسي بشأن محافظة إدلب السورية، حتى اليوم.

وقال إن تركيا لا تتمنى أن تحدث مشاكل في المرحلة القادمة بشأن تطبيق الاتفاق المذكور، موضحا أن "هناك صعوبات ميدانية، لكننا نتغلب عليها (..) لا نتردد في تنفيذ خطواتنا شرقي الفرات".

وعبّر تشاووش أوغلو عن دعم بلاده لوحدة أراضي وحدود سوريا.

وأكّد أن التحضيرات متواصلة من أجل عقد القمة الثلاثية لرؤساء تركيا رجب طيب أردوغان، وروسيا فلاديمير بوتين، وإيران حسن روحاني، المقررة في روسيا.

الاتحاد الأوروبي

وفي ملف آخر، قال تشاووش أوغلو، إن بلاده والاتحاد الأوروبي يبذلان جهودًا متبادلة لتبني موقف إيجابي بشأن عضوية تركيا في الاتحاد. 


وتابع تشاووش أوغلو: "نعمل على تعزيز العلاقات مع مؤسسات الاتحاد الأوروبي، وهناك جهود متبادلة لتبني موقف إيجابي بشأن مسيرة عضوية تركيا في الاتحاد".


يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي أعلن في 12 كانون الأول/ ديسمبر 1999، الاعتراف بتركيا كمرشح رسمي لعضويته الكاملة، وتوصلت الحكومة التركية والاتحاد الأوروبي في 18 آذار/ مارس 2016 إلى ثلاث اتفاقيات حول الهجرة، وإعادة قبول اللاجئين، وإلغاء تأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك. 


وحول مسيرة المفاوضات بين القبارصة الأتراك والروم، لفت تشاووش أوغلو إلى أن إعادة إطلاق المفاوضات في الجزيرة المقسمة لا يبدو ممكنًا بسبب انتخابات البرلمان الأوروبي. 


وأكّد تشاووش أوغلو أن عدم إيجاد حل للأزمة القبرصية يعود لرفض القبارصة الروم تقاسم أي شيء مع القبارصة الأتراك، شركائهم في الجزيرة. 


ومنذ عام 1974، تشهد جزيرة قبرص انقساما بين شطرين، تركي في الشمال، ورومي في الجنوب، ولاحقا رفض القبارصة الروم خطة أممية عام 2004 ترمي إلى توحيد الجزيرة.

إعمار العراق

وقال وزير الخارجية التركي إن العراق يتطلع بقوة لمشاركة تركيا في إعادة الإعمار، واصفا زيارة الرئيس العراقي برهم صالح إلى أنقرة الخميس الماضي، بـ"المفيدة للغاية".

وأضاف: "العراق لديه آمال كبيرة تجاه تركيا للمشاركة في إعادة إعماره".

وأشار إلى أن الجانب التركي بحث مع صالح قضايا عدة، بينها مشاركة تركيا في إعادة إعمار المدن المتضررة، والطاقة، والتجارة، وفتح معابر جديدة، ومنع الرسوم الجمركية المزدوجة.

ولفت إلى تطابق وجهات الجانبين بخصوص تعزيز العلاقات الثنائية التي وصفها بـ "الاستراتيجية".

وكان صالح قال في مؤتمر صحفي عقده مع أردوغان خلال الزيارة، إن العراق يريد شراكة وتعاوناً استراتيجياً مع تركيا، و يتطلع إلى دور تركي فاعل في إعادة إعمار العراق. 

وعلى صعيد آخر، أشار تشاووش أوغلو إلى وجود تباين في الرأي مع موسكو في بعض القضايا لا سيما شبه جزيرة القرم، مبينا أن ذلك لا يشكل عقبة في اتخاذ خطوات استراتيجية معها.

وأعلن أن رئيس بلاده رجب طيب أردوغان، سيجري زيارة إلى روسيا في الفترة المقبلة، دون مزيد من التفاصيل.

وأشار إلى أن القمة الثلاثية المقبلة بين روسيا وتركيا وإيران حول سوريا، ستعقد في روسيا.