صحافة دولية

مجلة فرنسية تكشف عن تفاصيل زيارة الشاهد إلى باريس

الشاهد ركيز في زيارته على تأسيس شركات فرنسية على الأراضي التونسية- جيتي

 نشرت مجلة "جون أفريك" الفرنسية حوارا مع رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية التونسية الفرنسية جان بيار سيور، الذي تحدث عن التعاون التونسي الفرنسي وأهمية زيارة رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد لباريس.


 وقالت في الحوار الذي ترجمته "عربي21"، إنه خلال اللقاء الذي جمعه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقصر الإليزيه تحدث يوسف الشاهد، بالأساس، عن رغبته في تعزيز التعاون التونسي الفرنسي. وقد كان برنامج رئيس الحكومة بباريس حافلا بالاجتماعات التي تهدف إلى إقناع فرنسا بالاستثمار مجددا في تونس وفي جميع القطاعات.


 وفي حديثه إلى مجلة "جون أفريك"، قدم رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية التونسية الفرنسية جان بيار سيور وجهة نظره بشأن تفاصيل زيارة الشاهد إلى فرنسا. 

 

اقرأ أيضا: مواجهات بتونس بعد وفاة شاب في مركز للشرطة

وبين سيور أن رئيس الحكومة التونسية زار فرنسا برفقة عدد كبير من الوزراء على غرار وزير الداخلية، ووزير السياحة، ووزيري الشؤون الخارجية والصناعة، وهو ما يعكس استعداده التام لتطوير العلاقات وتكثيفها بين البلدين.


 وفي سؤال المجلة عن مدى أهمية التزام فرنسا بدعمها لتونس، أعرب سيور عن تضامنه مع النهج الديمقراطي التونسي باعتبار أن تونس الدولة العربية المسلمة الوحيدة التي أبدت التزامها بالتحول السياسي، واعتمدت دستورا مثاليا فضلا عن سلسلة كاملة من الإصلاحات.


 وذكر سيور أن "الندوة الفرنسية التونسية الأخيرة قد أثارت في نفسي الكثير من العواطف، حيث قدمت خلالها ثلة من المحاميات التونسيات مشروع قانون المساواة في الميراث. ومن المرجح أن تكرس هذه المسألة الحساسة للغاية المساواة داخل المجتمع، ولكن لتقديم الدعم الحقيقي لتونس لابد أن نتحدث بجدية بالغة عن التنمية الاقتصادية".


 وردا عن التساؤلات المتعلقة بالتقدم الذي أحرزه الشاهد خلال هذه الزيارة خاصة من الناحية الاقتصادية، عبر سيور عن إعجابه بالخطاب البراغماتي الذي ألقاه رئيس الحكومة التونسية، مساء الخميس، أثناء لقاء جمعه بجمعية أرباب العمل الفرنسية، وخلال اللقاء الثاني الذي عقده مع اتحاد المشاريع الصغيرة والمتوسطة صباح يوم الجمعة.


وبين سيور أنه نظرا لوجود العديد من الوعود السابقة التي قطعت ولم يتم الوفاء بها، اختار الشاهد هذه المرة التركيز على تأسيس شركات فرنسية على الأراضي التونسية ليس في إطار التعاقد الخارجي فحسب، بل فيما يتعلق بالمشاريع الصناعية الكبرى أيضا. 


وقد أعلن ماكرون عزمه على مضاعفة الاستثمارات الفرنسية بحلول سنة 2022، إذ يمثل هذا الأمر التحدي الذي ترغب الوكالة الفرنسية للتنمية في تحقيقه، وهو ما دفع يوسف الشاهد إلى إيلاء أهمية قصوى إلى اجتماعاته مع مديري جميع المؤسسات الصناعية.


 وتعليقا على التطورات التي حققها البلدان في قطاع السياحة، أشار سيور إلى أن عدد السياح الفرنسيين في تونس سجل تراجعا واضحا بسبب الهجمات الإرهابية خلال سنة 2015، إلا أننا نشهد تحسنا واضحا حيث بلغ عددهم حوالي 800 ألف سائح في سنة 2018.


 وشملت مجهودات مجموعة الصداقة البرلمانية التونسية الفرنسية فيما يتعلق بهذا القطاع تنظيم مؤتمر لهذا الغرض إلى جانب العمل على طمأنة منظمي الرحلات السياحية في فرنسا وإعلامهم بوجود تعاون فرنسي تونسي في مجال الأمن والاستخبارات.

 

اقرأ أيضا: خطأ "قاتل" لسفير فرنسا في تونس يثير غضب التونسيين

 أما بالنسبة لإعفاء الطلاب التونسيين من الزيادة في الرسوم الدراسية في الجامعات الفرنسية بداية من السنة الدراسية القادمة، صرح سيور بأن هذا الاقتراح مازال قيد التفاوض. وقد درست مجموعة الصداقة البرلمانية التونسية الفرنسية هذا الموضوع، الثلاثاء الماضي، بحضور السفير الفرنسي بتونس أوليفيي بوافر دارفور. كما تحدث يوسف الشاهد عن هذا الاقتراح في اليوم التالي أثناء لقاء جمعه برئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه.


وذكرت المجلة أن سيور عبّر عن قلقه بشأن خطة الحكومة الفرنسية المتعلقة بإعفاء الطلاب التونسيين من الزيادة في الرسوم الدراسية في الجامعات الفرنسية، إذ يطالب الرئيس ماكرون ورئيس الوزراء إدوار فيليب بإعادة النظر في هذا القرار باعتبار أنه يعد، على حد قوله، أمرا سيئا بالنسبة للجميع.


 وأوردت المجلة أن جان بيار سيور ينصح رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد بمزيد التحاور مع الرئيس ماكرون خلال اجتماعهما القادم من أجل إعادة النظر في هذه المسألة، مبررا أن القيام باستثناء لصالح تونس سيكون بمثابة الظلم تجاه بقية الدول الأفريقية.