ملفات وتقارير

محللون يقرأون دلالات توقيت ظهور البغدادي بعد 5 سنوات

نشرت التسجيل مؤسسة الفرقان الإعلامية التابعة للتنظيم وظهر فيه البغدادي- تويتر

ظهر زعيم تنظيم الدولة، أبو بكر البغدادي، أمس الاثنين، بعد أكثر من 5 سنوات على آخر ظهور مصور له في الموصل، عبر تسجيل قصير.

 

ونشرت التسجيل مؤسسة الفرقان الإعلامية، التابعة للتنظيم، وظهر فيه البغدادي وهو يجلس على الأرض، وبجانبه سلاح رشاش ومخزن للذخيرة، وبلحية غلب عليها الشيب، إلى جانب ثلاثة أشخاص، متوعدا بأن التنظيم سيثأر لقتلاه وأسراه.


توسع وتمدد العمليات


وعلق الخبير في الجماعات الإسلامية، مروان شحادة، على الفيديو بالقول: "جاء هذا الظهور بعد غياب خمس سنوات، وبعد أن توسع التنظيم وتمدد في عملياته الإرهابية في مناطق عدة بالعالم، خاصة الرخوة أمنيا مثل أفريقيا و سريلانكا، التي لم يكن يُتوقع أن يتم توجيه ضربات فيها".


وأكد شحادة في حديث لـ"عربي21": "على أن هذا الظهور جاء بعد تداول الإعلام الكثير من الشائعات بأن البغدادي قُتل أو تم القبض عليه"، ليدحض البغدادي بالظهور مجددا تلك الشائعات.

 

من جهته، قال المحلل السياسي، أحمد أبو علي، في حديث لـ"عربي21"، إن "البغدادي يريد إرسال رسالة بأن هناك مرحلة استراتيجية جديدة سيبدؤها تنظيمه، ويبدو أنها ستكون على شكل تكوين خلايا صغيرة، حيث أشار إليها خلال حديثه في التسجيل، عندما تحدث عن العمليات التي قام بها تنظيمه في السعودية وسريلانكا".


رسائل متعددة


وحول الرسائل التي أراد البغدادي إرسالها، رأى أبو علي أن "البغدادي يبدو أنه يريد أن يوصل للقوى المناوئة لجماعته أن تنظيمه لم ينته بعد، وبدأ ذلك جليا من مكان الجلوس الهادئ، وظهور البغدادي لأول مرة مع ما يبدو أنهم مسؤولين من الدائرة الضيقة المحيطة به".

 

اقرأ أيضا: بينها تونس وتركيا.. البغدادي يتصفح ملفات هذه الدول

بدوره، قال شحادة إن "الجمهور المستهدف في هذه الرسالة أطراف عدة، أولها، المستوى الدولي، وتهديده للدول الغربية قاطبة، وعلى رأسها أمريكا وفرنسا".

 

أما الرسالة الأخرى، فكانت للدول العربية، وعلى رأسها السعودية، وباقي الدول المشاركة في تحالفها.

 

وأشار شحادة إلى رسائل أخرى أراد البغدادي أن يوصلها، كانت مخصصة لأتباعه ومؤيديه، مفادها بأن التنظيم ما زال قويا وصلبا، وأن معركته هي صبر وثبات، وهي حرب استنزاف طويلة الأمد، ليؤكد أن تنظيم لم يسخر معاركه بعد".

 

ولفت إلى أن البغدادي "ركز على تضحيات وبطولات عناصره وقياداته من السعودية، التي تعد له حاضنة لهذا التنظيم، في إشارة منه إلى أن قياداته الأولى ليست عراقية، بل من دول الخليج ومناطق أخرى".

 

وتابع: "لذلك جاءت هذه الرسالة لعناصر التنظيم للقيام بعمليات، وبخاصة الذئاب المنفردة منهم، الذين يحملون نفس الأفكار والأيديولوجيا لتوجيه ضربات في مناطق متعددة في العالم".

 

وحول تطرق البغدادي لهجوم سريلانكا، صوتيا فقط، أشار شحادة إلى أن البغدادي هدف للمواءمة مع توقيت التنفيذ، "وأعتقد بأن التجهز للقاء كان قبل العملية، وفيما بعد تم تغيير المكان لأسباب أمنية حتى لا يحصل اختراق، وتم بعث رسالة صوتية فقط للتعليق على هجمات سريلانكا والسعودية".


دلالات عرض ملفات الولايات


وظهر في الفيديو شخص يقدم للبغدادي ملفات كُتب عليها أسماء مناطق مثل: تركيا واليمن والقوقاز مسبوقة بكلمة ولاية.

 

اقرأ أيضا: هكذا بدا البغدادي في أول ظهور مصور منذ سنوات (شاهد)

وحول دلالات ذلك، أجاب المحلل السياسي، أحمد أبو علي، بالقول: "فيما يتعلق باليمن، فالأمر غير مستغرب، لا سيما أن التنظيم في اليمن موجود، وله عمليات سابقة معروفة لدى الجميع، ولكن يبدو أن البغدادي وتنظيمه سيعطون اليمن أولوية كبيرة في المرحلة المقبلة".

 

وتابع أبو علي: "أما فيما يتعلق بتركيا، فهو الأمر الذي يدعو للريبة والقلق، لا سيما أن التنظيم له ثأر كبير مع تركيا بعد المعارك الطاحنة التي خاضها الجيش التركي ضد التنظيم خلال عملية درع الفرات، والتي كان لها أثر جوهري في إسقاط معاقل التنظيم بمحافظة حلب".


بدوره، قال مروان شحادة إن "هذه الملفات ومسمياتها فيها دلالات عدة، أولا: أراد التنظيم إرسال رسالة بأن تركيا وروسيا حاضرتان بقوة في ذهنه، من حيث أنهما ساحتين لتوجيه ضربات في المستقبل القريب أو البعيد".


وتابع: "أما الدلالة الثانية، فإن من يقدم التقارير للبغدادي هي اللجنة المفوضة، ويبدو أن الشخص الذي كان يجلس ويقدم هذه الملفات له هو رئيس تلك اللجنة بإدارة شؤون تنظيم الدولة، وأعتقد بأنه أراد الإشارة لهيكلة التنظيم".

 

وأضاف: "يحاول التنظيم إعلاميا أن يدلل على أنه لم ينته، وأنه يعيد ترتيب صفوفه، وأن العمليات المتزامنة التي قام بها في السعودية وسريلانكا وبوركينا فاسو، أعطت قوة معنوية لقيادة هذا التنظيم وعلى رأسها البغدادي وعناصره، وهو يريد من ذلك حشد وتعبئة عناصر جدد".