ملفات وتقارير

بعد زيارة وفد أمريكي.. هل بدأت واشنطن الضغط على حفتر؟

مسؤولون أمريكيون التقوا حفتر الاثنين- أ ف ب (أرشيفية)

أثارت زيارة وفد أمريكي رفيع المستوى إلى الشرق الليبي ولقاء اللواء، خليفة حفتر في هذا التوقيت مزيد من التساؤلات والتكهنات حول ضغوط من قبل "واشنطن"، لوقف عدوان الأخير على العاصمة وإرغامه على الانخراط في التسوية السياسية.


وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن مسؤولين أمريكيين كبارا من بينهم السفير الأمريكي في ليبيا ريتشارد نورلاند التقوا أمس الاثنين، خليفة حفتر، من أجل وقف الأعمال القتالية والوصول إلى تسوية سياسية للنزاع الراهن، وضرورة معالجة أزمة المليشيات وتوزيع الموارد بحيث يستفيد منها جميع الليبيين، وفق بيان للوزارة.


"ورقة الروس"

 
وذكرت الخارجية الأمريكية أن الوفد ضم كلا من: نائب مستشار الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فيكتوريا كوتس، والنائب الأول لمساعد وزير الطاقة الأمريكي للشؤون الدولية ماثيو زايس، ونائب مدير الاستراتيجية والمشاركة والبرامج في قوات "الأفريكوم"، العميد ستيفن ديميليانو.

 

اقرأ أيضا: وفد أمريكي يلتقي حفتر ويحذره من الدور الروسي في ليبيا

وأشار بيان الوزارة إلى أن الوفد الأمريكي رفيع المستوى، ناقش مع "حفتر" أزمة تزايد النفوذ الروسي في ليبيا واستغلال "موسكو" للصراع الحالي على حساب الشعب الليبي، دون ذكر مكان الاجتماع".


وطرح اللقاء المفاجئ مع "حفتر" تساؤلات من قبيل: هل بدأت "واشنطن" عمليا خطوات الضغط على الجنرال المنشق؟ وهل ستنجح في ذلك؟


"خطوة إيجابية"

 
من جهته، أشار الضابط الليبي السابق وعضو مجلس الدولة الحالي، إبراهيم صهد إلى أن "تزايد الاهتمام الأمريكي بالملف الليبي الآن يعتبر خطوة إيجابية، وأن أهم الرسائل التي حملها الجانب الأمريكي في اجتماعه بحفتر هي أزمة التدخل الروسي ودور الأخير في التمكين لهذا التدخل".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "الولايات المتحدة الأمريكية انزعجت جدا من الكشف عن وجود "مرتزقة روس" يقاتلون مع "حفتر"، لذا جاء المسؤولون الأمريكيون الكبار ليطالبوا بشكل رسمي بوقف العدوان على العاصمة من قبل "حفتر"، وفق تقديراته.


ضغوط أوروبية على "واشنطن"

 
وبدوره رأى الناشط السياسي الليبي، موسى تيهو ساي أن "واشنطن تحاول إغلاق الطريق أمام الدب الروسي الذي يحاول عبر "حفتر" أن يضمن له وجودا دائما في المياه الدافئة بالبحر المتوسط، وهذا الصراع ليس جديدا لكنه نزاع قديم متجدد توجد فيه أطراف أخرى مثل تركيا وبعض دول أوروبا".

 

اقرأ أيضا: الجيش الأمريكي يعلن "فقدان" أثر طائرة بلا طيار في ليبيا

وأشار في تصريحه لـ"عربي21" إلى أن "هذه الدول الأوروبية تمارس ضغوطات على أمريكا لتأدية دور أكبر في ملف ليبيا بعد التدخل المعلن من قبل الروس، ومن المحتمل أن يتزايد الصراع بين روسيا وأمريكا وأوروبا إذا واصل الروس الوجود والدفع بشركاتهم الأمنية في الصراع الليبي"، حسب كلامه.
وتابع: "في حالة التشابك الحالي، يبقى "حفتر" أمام وضع لا يحسد عليه فإما الخضوع للإملاءات الأمريكية أو استمرار الاصطفاف مع الروس وإعادة مشهد شبيه بالسوري في ليبيا"، كما قال.


"عصا وجزرة"

 
وقال الكاتب والمدون الليبي، فرج فركاش، إن "البيان الأمريكي الأخير يؤكد البدء باستخدام سياسة "العصا والجزرة" في ليبيا، وفيها نوع من حفظ ماء وجه للأطراف المتقاتلة خاصة الطرف المهاجم "حفتر" بعد فشل عدوانه، ولا يمكن فصل هذا عن تصريحات وزير داخلية الوفاق الأخيرة حول أزمة المليشيات والبدء بمعالجتها".


وأكد أنه "لا بد من آلية واضحة تضمن رجوع نوع من الثقة بين الأطراف، وربما ستتمثل في إعادة إحياء توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية وإدماج هذه المجموعات تحت قيادة واحدة بعيدا عن الانتماءات السياسية، وهذا من شأنه أن يمهد لاستئناف الحوار بين الأطراف المتنازعة، حسب تصريحه لـ"عربي21".