حقوق وحريات

13 سفيرا يجتمعون لمناقشة "حقوق الإنسان" بمصر.. ماذا بعد؟

انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان في مصر خصوصا في السجون - أرشيفية

في موقف قلما يتكرر؛ قام 13سفيرا أجنبيا، بزيارة مؤسسة حقوقية مصرية الخميس، لمناقشة ملف القاهرة الحقوقي الذي يمس عشرات الآلاف من المصريين الذين يعانون من سياسات النظام الحاكم القمعية.

رئيس "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان"، والحقوقي المصري جمال عيد، أعلن عن زيارة سفراء وممثلي دول: كندا، وفرنسا، وألمانيا، وهولندا، وإيرلندا، والمملكة المتحدة، وإسبانيا، والنرويج، وإيطاليا، وأستراليا، ونيوزيلندا، والسويد، والاتحاد الأوربي، لمقر الشبكة.

وأكد عيد، عبر صفحته بـ"تويتر"، أن النقاش دار حول حقوق الإنسان ودورها بحماية واستقرار المجتمع، وأوضاع بعض سجناء الرأي بمصر.

وأعلنت أيضا السفارة الألمانية بالقاهرة عن قيام السفير الدكتور نون بزيارة الشبكة العربية مع السفراء وممثلي السفارات الآخرين وأنه تعرّف على تحديات وعقبات عملهم، مؤكدة أن "حماية حقوق الإنسان والمجتمع المدني النشط تظل أمرا ضروريا لتحقيق الاستقرار والتقدم".

ويأتي هذا الاجتماع في القاهرة بينما تشهد مصر أو تشهد أوضاعا مأسوية حقوقيا، وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان.

"سوابق لا تؤشر بخير"

وفي تعليقه يعتقد وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى سابقا، الدكتور عزالدين الكومي، أنه لن يأتي من وراء ذلك الأمر خير، مشيرا إلى أن "مثل هذه الأمور من المفترض أن تكون خطوة في مجال حقوق الإنسان والدعوة لاحترامها ولفت نظر العالم للانتهاكات التي يمارسها هذا النظام من جميع أنواع العنف والقهر ضد مواطنيه".

 الكومي، أكد لـ"عربي21"، أن الوضع الحقوقي في مصر "يمثل كارثة إنسانية، مع إرهاب الدولة للمواطنين الذين يعيشون وضعا مأساويا لم تشهده البلاد بزمن الجمهورية ولا عهد الملكية".

 وأوضح أن "الوضع تخطى كل الخطوط الحمراء؛ من اعتقال للنساء بل واغتصابهن، والقتل خارج إطار القانون، واعتقال ما بين سبعين وثمانين ألف مصري ببعض التقديرات".

 

اقرأ أيضا: منظمة حقوقية تطالب بالإفراج الفوري عن باحث معتقل بمصر

وقال السياسي المصري إن "معظم هؤلاء السفراء لأوروبا التي جاءت بقضها وقضيضها لحضور مؤتمرات دعم هذا النظام بينما كانت دماء 9 من شبابه الذين أعدمهم لم تجف".

وأكد أن أولئك السفراء وتلك الدول "لم يوجهوا حتى اللوم والعتاب لهذا النظام؛ بل جاء رؤساء وممثلو حكومات لدعمه، وغضوا الطرف عن سائر انتهاكاته، مع علمهم أن الشباب الذين أعدموا راحوا ظلما بقضايا وأحكام مسيسية يصدرها قضاء دون استيفاء قواعد العدالة".

"انطباع السيسي المتفهم"

من جانبه يرى المحامي والحقوقي عمرو عبدالهادي، أن "عدم اعتقال الحقوقي جمال عيد، إلى الآن يؤكد أن منظمات المجتمع الدولي ترفض أن تتواصل مع لجنة حقوق إنسان السيسي، أو لجنة الحريات بالبرلمان المصري، أو حقوقيين السبوبة أمثال حافظ أبو سعدة، ونهاد أبو القمصان".

عبدالهادي، أوضح أنه "ولذلك لا يستطيع السيسي، القبض على جمال عيد، ليترك نافذة بسيطة وفي نفس الوقت إرهاب عيد، من فتره لأخرى حتى لا يتجاوز الحدود بذلك الملف".

ويعتقد أن الأمر بالنسبة لهؤلاء السفراء ومندوبي الدول الغربية هو "شيء من قبيل ترتيب الأوراق ومتابعة الملف دون تصعيد لا أكثر؛ لأنهم يعلمون جيدا أن أمريكا وإسرائيل راضية عن السيسي، وترفض اتخاذ أي إجراء ضده".

وقال السياسي المصري، إنه "ولذلك فإن متابعة السفراء الغربيين لملف حقوق الإنسان في مصر هي متابعة الموظف لعمله الروتيني، وانعقاد الاجتماع في القاهرة يأتي لإعطاء انطباع عن السيسي، أنه متفهم لذلك، وهو لا يستطيع رفض طلبهم، لكن الالتفاف على الطلب هو الأفضل له".

"شعارات فقط"

وحول حجم ذلك الحشد من السفراء في اجتماع واحد بالقاهرة، وهل هو ضد السيسي أو يمثل ضغطا عالميا ضده؟ يرى الباحث المصري أحمد مولانا، أنها "رسالة دعم لبعض المنظمات الحقوقية ذات الارتباطات الغربية في ظل التضييق الذي تتعرض له، لكنها لا تمثل ضغطا جديا على نظام السيسي".

وبحديثه لـ"عربي21"، أوضح عضو المكتب السياسي بالجبهة السلفية، رؤيته بالقول إن "السيسي، يتمتع بعلاقات خارجية وثيقة مع قادة الدول التي زار سفراؤها الشبكة العربية".

وبسؤاله حول مدى اعتبار دعم السفراء لفئة معينة من المعتقلين والوقوف بجانب منظمات بعينها ازدواجية في معايير تلك الدول حول حقوق الإنسان؟ أكد مولانا بقوله إن "الدول الغربية تقدم مصالحها على دعم حقوق الإنسان حيث تستخدم الأخيرة في إطار الشعارات فقط".

ولفت إلى أنها "تدعم بعض المنظمات وثيقة الصلة بالغرب دون أن تكون لدى الدول توجهات حقيقية بالضغط على النظام المصري لتعديل أو تحسين أوضاع حقوق الإنسان في مصر".

"خوف من نظام بديل"

وفي توصيفه للأمر قال الناشط السياسي حسن حسين، إن "هناك قلقا واضحا من المجتمع الدولي تجاه ملف حقوق الإنسان في مصر، نظرا لحالة الاحتقان الشعبي المتزايد، الذي قد يؤدي إلى انفجار يقضي على الأخضر واليابس، ويؤدي إلى تأسيس نظام سياسي جديد على أنقاض هذا النظام القمعي المستبد".

الكاتب الصحفي، أضاف لـ"عربي21"، أنه لدى الغرب مخاوف من أن تأتي على قائمة أولويات أي نظام مغاير "تقييم الدول التي ساندت ودعمت وتجاهلت هذا النظام بملف حقوق الإنسان، وما قد يترتب على ذلك من مواقف وردود أفعال تجاه تلك الدول".

وختم بقوله: "ومن هنا جاء اهتمام سفراء تلك الدول بفتح حوار مع أحد أهم مؤسسات حقوق الإنسان بمصر".