ملفات وتقارير

تحوّل مفاجئ.. إيران تدعم مرشحا رفضته لرئاسة حكومة العراق

الزرفي يقترب من عرض حكومته على البرلمان- تويتر

علمت "عربي21" من مصادر سياسية خاصة، السبت، عن تحول إيجابي مفاجئ بالموقف الإيراني من مرشح سابق لرئاسة حكومة العراق، كانت تضع عليه "فيتو صارم"، في وقت يقترب فيه رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي من عرض حكومته على البرلمان.


وأعلنت رئاسة البرلمان العراقي وصول كتاب رسمي من رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي إلى مبنى البرلمان، الأحد، يطلب فيه تحديد موعد جلسة البرلمان الخاصة بالنظر في منح الثقة لحكومته من عدمه.


تحوّل مفاجئ

 
وكشفت المصادر السياسية في حديث لـ"عربي21" طالبة عدم الكشف عن هويتها، عن اتفاق الكتل السياسية الشيعية القريبة من إيران في اجتماع عقد أمس السبت، على ترشيح مصطفى الكاظمي رئيس جهاز المخابرات العراقي، لرئاسة الحكومة بدلا من عدنان الزرفي.


المصادر أكدت أن "ترشيح مصطفى الكاظمي يحظى بموافقة إيران بعد اعتراضها السابق عليه، لكنها اليوم تجد فيه الشخصية الأنسب لرئاسة الحكومة الحالية عقب فشلها في إنهاء تكليف رئيس الحكومة الحالي عدنان الزرفي".


وأشارت إلى أن "القوى الشيعية ترى أن الكاظمي أقلل ضررا من الزرفي، الذي يعبر عن مواقفه بشكل صريح، وأنه يمثل تهديدا حقيقيا لمكتسباتها، بل حتى لوجودها، ولا سيما تلك التي تمتلك أجنحة مسلحة".

 

اقرأ أيضا: الزرفي يتحدى إيران.. ماذا يحصل إذا قبل برلمان العراق حكومته؟

وبخصوص التحول المفاجئ في موقف إيران، قالت المصادر إن "طهران تريد عبور مرحلة الفراغ الذي تركه قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني السابق، وتجنبا لانكسار هيبة القائد الجديد إسماعيل قاآني الذي لم يتمكن في زيارته الأولى إلى بغداد من توحيد البيت الشيعي ضد الزرفي".


ولفتت إلى أن "قادة القوى السياسية الشيعية تتخوف من عقد جلسة البرلمان لمنح حكومة الزرفي الثقة، لأن الأخير حقق تقدما حقيقيا في كسب تأييد نواب من الكتل الرافضة بعيدا عن قياداتها، ولاسيما إذا اعتمد التصويت السري في الجلسة".


التطورات هذه، تأتي بعد اخفاق الجنرال الإيراني إسماعيل قاآني الذي زار بغداد الثلاثاء الماضي، والتقى بقيادات سياسية شيعية، بتوحيد البيت الشيعي، بعدما فشل أمين عام المجلس القومي الإيراني علي شمخاني في المهمة ذاتها.


محاولات فاشلة

 
من جهته، رأى الباحث السياسي الدكتور سعدون التكريتي في حديث لـ"عربي21" أن هذه الأنباء حول دعم الكاظمي وما صدر، أمس السبت، من بيان لثماني فصائل مسلحة، يدل على فشل إيران في توحيد البيت السياسي الشيعي، واقتراب رئيس الحكومة المكلف عدنان الزرفي من نيل الثقة.


وقال التكريتي إن "الفصائل الشيعية الموالية لإيران سبق أن حاولت إسقاط الكاظمي بقوة حتى إلى وقت قريب، واتهمته مع رئيس الجمهورية برهم صالح، بمساعدة الولايات المتحدة في مقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، إضافة إلى ترويج إلى أنه ضمن مشروع أمريكي، كما يحصل اليوم مع الزرفي".


وأعرب المحلل السياسي العراقي عن اعتقاده بأن محاولة الأحزاب الشيعية خلال تصدير اسم الكاظمي في الوقت الحالي، تشير إلى أنها تسعى بكل ما أوتيت من قوة لمنع وصول الزرفي إلى سدة الحكم".


وأشار إلى أن "الكاظمي ربما يكون أهون الشرين بالنسبة لإيران والقوى الموالية لها في العراق، لأنه غير معروف ويمكن أن يؤدي مهمة محددة في إجراء الانتخابات، لكنه لا يخبر دهاليز السياسة والسياسيين، مثل الزرفي، الذي ربما يكون الشخص الذي ينهي نفوذ المليشيات ويقترب أكثر من واشنطن".

 

اقرأ أيضا: بعد زيارة قاآني.. هل تدنت حظوظ الزرفي بتشكيل حكومة العراق؟

ولفت التكريتي إلى أن "الزرفي يمتلك خبرة سياسية كبيرة، ومطلع على تفاصيل كثيرة ولا يخفي مساعيه في بناء دولة عراقية ذات علاقات خارجية متوازنة، ولا سيما بين الولايات المتحدة وإيران، إضافة إلى إعادة هيبة الدولة، وحصر السلاح بيدها".


وفي بيان شديد اللهجة هاجمت ثماني فصائل شيعية موالية لإيران، أمس السبت، أعلنت فيه موقفها "الثابت والمبدئي الرافض لتمرير المكلف بتشكيل الحكومة، عدنان الزرفي"، ووصفته بأنه "عميل لأمريكا". وذلك عقب تقديم الزرفي برنامجه الحكومة إلى رئاسة البرلمان، والذي أكد المحلل السياسي وائل الركابي أنه "يفتقر لموافقة أغلبية القوى الشيعية لأنه يخلو من فقرة إخراج القوات الأجنبية والأمريكية التي أصدرها البرلمان سابقا".


وشدد الركابي في حديث لـ"عربي21" أمس السبت على أن "موضوع تمرير حكومة الزرفي لا يمكن أن يتحقق إطلاقا، وأن فصائل المقاومة والحشد الشعبي لن تسمح بمرور رئيس وزراء لا يحميهم أولا، ولا يسعى إلى إخراج القوات الأمريكية".


وحول ردة فعل القوى الموالية لإيران في حال مُررت حكومة الزرفي بالبرلمان، أعرب الركابي عن تصوره بأنه "إذا جرى تمرير حكومة رئيس الوزراء المكلف تحت أي سبب أو ذريعة، فسيكون في حينها لفصائل المقاومة رد كبير، لن يستطيع لا الزرفي ولا الأمريكان الوقوف أمامه".