اقتصاد دولي

تذبذب بأسعار النفط مع الحديث عن خفض تدريجي بالإنتاج

تسببت الإغلاقات العامة بتقلص الطلب على الوقود نحو 30 بالمئة- جيتي

قال مصدران في "أوبك+"، الخميس، إن التحالف الذي يضم أوبك ومنتجين من خارجها يبحث خططا لخفض إنتاج النفط لعامين على الأقل على أن يجري التنفيذ تدريجيا.

 

قاد ذلك إلى تذبذب بأسعار النفط ، انعكس بتراجعها من 1 إلى 2 بالمئة، بعدما حققت في وقت سابق ارتفاعا وصل من 6 إلى 8 بالمئة، عقب الحديث عن اقتراب إعلان المنتجين عن خفض غير مسبوق بالإنتاج يصل إلى 20 مليون برميل يوميا.

 

وبحلول الساعة 18:53 بتوقيت غرينتش، تراجعت العقود الآجلة لبرنت 0.32 دولار بما يعادل 0.97 بالمئة إلى 32.52 دولارا للبرميل، في حين انخفض الخام الأمريكي 0.64 دولار أو 2.55 بالمئة مسجلا 24.45 دولارا.

 

وكانت أسعار النفط قد ارتفعت بحلول الساعة 14:29 بتوقيت غرينتش، حيث حصلت العقود الآجلة لبرنت 2.24 دولار بما يعادل ارتفاعا بـ6.8 بالمئة إلى 35.08 دولارا للبرميل، في حين زاد الخام الأمريكي 2.18 دولار أو 8.7 بالمئة مسجلا 27.27 دولارا.

وقال مدير صندوق الثروة الروسي، الخميس، بأن روسيا والسعودية تغلبتا على خلافاتهما التي كانت تحول دون خفض كبير لإنتاج النفط من أجل دعم أسعار الخام المنكوبة جراء أزمة فيروس كورونا.

وقال كيريل دميترييف، وهو أيضا من كبار مفاوضي النفط الروس، في تصريحات لرويترز إن "خطوات خفض إنتاج الخام تتطلب دعم أوبك+، وهو تحالف يضم السعودية وروسيا، جنبا إلى جنب مع المنتجين الآخرين غير الأعضاء في المجموعة غير الرسمية".

وفي حال أقر المنتجون تخفيض الإنتاج بمقدار 20 مليون برميل، والذي يعادل 20 بالمئة من الإمدادات العالمية، بحسب ما أوضحت مصادر لرويترز، في وقت سابق، فإن هذا الخفض سيكون الأكبر على الإطلاق في تاريخ النفط.

 

وبلغ أكبر خفض للإنتاج توافق عليه أوبك على الإطلاق 2.2 مليون برميل يوميا خلال أزمة 2008 المالية.

وبحسب مصادر "رويترز" فإن "المحادثات (تعقد عبر الفيديو) يشوبها التعقيد بسبب خلاف بين السعودية، أكبر منتجي أوبك، وروسيا غير العضو بالمنظمة، وهما من أكبر منتجي النفط في العالم"، لكن مصادر من أوبك وروسيا قالت إنهما "تمكنتا من التغلب على خلافاتهما".

وسبق أن قال مصدر أوبك "ذاك اتفاق عالمي"، دون أن يوضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستشارك، وهو ما تصر عليه روسيا ومنتجو أوبك.

 

اقرأ أيضا: التفاؤل يعم أسواق النفط.. وترامب: "بدأنا بخفض الإنتاج"

 

وأشارت مصادر في أوبك إلى أن خفضا كبيرا كهذا ممكن إذا شاركت الولايات المتحدة. لكن واشنطن لا تُبدي استعدادا للمشاركة.

 

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن اتفاقا جديدا على الخفض "صعب" دون مشاركين آخرين.


وكانت الولايات المتحدة قد دُعيت لكن من غير الواضح إن كانت شاركت في الاجتماع المنعقد عن بعد.

 

وسبق أن قالت واشنطن إن الإنتاج الأمريكي ينخفض تدريجيا بسبب انخفاض الأسعار، لكن روسيا تقول إن ذلك ليس بمنزل تخفيض للإنتاج.

 

 

خط الأساس


ولم تتضح بعد المستويات التي تقترحها موسكو والرياض أن يكون الخفض منها. وكانت موسكو تقول إنه يتعين أن تكون التخفيضات من مستويات إنتاج الربع الأول من العام. وتقول السعودية إن خط الأساس يجب أن يكون من أبريل/ نيسان عندما قفز إنتاجها بشكل كبير.


وقال جولدمان ساكس ويو.بي.إس اليوم الخميس إن التخفيضات المقترحة، رغم ضخامتها، لن تكفي لمعالجة التراجع الهائل في الطلب العالمي، وتوقعا إمكانية انخفاض أسعار الخام إلى 20 دولارا للبرميل، بل وأقل من ذلك.

 

وقال جولدمان ساكس في مذكرة: "في نهاية المطاف، حجم صدمة الطلب هو ببساطة أكبر بكثير من أي خفض منسق للإمدادات".

 

وانهار الطلب على البنزين في الولايات المتحدة 48 بالمئة إلى 5.1 ملايين برميل يوميا في الأسابيع الثلاثة المنتهية في الثالث من أبريل /نيسان.

 

واجتماع أوبك+ اليوم سيعقبه مؤتمر بالهاتف غدا الجمعة لوزراء الطاقة بدول مجموعة العشرين، تنظمه السعودية أيضا.

 

وهناك توقعات بأن تأمر عدة ولايات أمريكية الشركات الخاصة بالحد من الإنتاج بموجب سلطات يندر استخدامها.

 

وتجتمع الجهة التي تنظم صناعة النفط في ولاية تكساس، أكبر ولاية منتجة للنفط في البلاد حيث تنتج نحو خمسة ملايين برميل يوميا، يوم 14 نيسان/ أبريل لبحث تخفيضات محتملة.

 

لكن ترامب لم يُبد أي رغبة في خفض إنتاج بلاده، بل وحذر من أن لديه خيارات كثيرة إذا أخفقت السعودية وروسيا في الاتفاق على تخفيضات للإنتاج.

 

اقرأ أيضا: النفط يرتفع مع تفاؤل الأسواق بنتائج اجتماع أوبك+

وأوردت وكالة تاس الروسية للأنباء أن أي تخفيضات ستستمر على الأرجح لثلاثة أشهر بدءا من أيار/ مايو المقبل.

وتسببت إغلاقات عامة عالمية لكبح انتشار الجائحة الفيروسية في تقلص الطلب على الوقود نحو 30 بالمئة، وساهمت في انهيار الأسعار ليفقد الخامان القياسيان أكثر من ثلثي قيمتهما.

 

وبلغت أسعار خام القياس العالمي برنت أدنى مستوى في 18 عاما الشهر الماضي ويجري تداول الخام بأقل من 34 دولارا للبرميل، أي عند نصف مستويات نهاية 2019، مما وجه ضربة عنيفة لميزانيات الدول المنتجة للخام وصناعة النفط الصخري الأمريكي عالية التكلفة.