سياسة عربية

"عربي21" ترصد معاناة أسرى فلسطينيين قطعت رواتبهم (شاهد)

مئات الأسرى قطعت رواتبهم من قبل السلطة الفلسطينية- جيتي

تستمر معاناة الأسرى الفلسطينيين المقطوعة رواتبهم، بفعل عدم وفاء الحكومة الفلسطينية لوعود متكررة أطلقتها، تعهدت فيها بحل مشكلات صرف مرتبات مئات الأسرى.


ويحيي الشعب الفلسطيني الجمعة 17 نيسان/ أبريل، "يوم الأسير الفلسطيني"، الذي يأتي هذا العام وما زال أكثر من 5000 أسير وأسيرة فلسطينية داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.

 


وشارحا معاناته، قال الأسير المحرر سفيان جمجوم (49 عاما)، أنه بدأ مشوار اعتقاله عام 1989، قبل مجيئ السلطة الفلسطينية، مشيرا إلى أن"الأسير الفلسطيني الذي أمضى زهرة عمره داخل السجن، يتقاضى راتب مثل أي جندي أو ضابط فلسطيني، فلا أحد يمن عليه بحقه وبلقمة عيشه".


ونوه المحرر الذي أمضى أكثر من 20 عاما في سجون الاحتلال ويقيم في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، في حديثه لـ"عربي21"، أن "الأسير هو ابن هذا الوطن، قاده إحساسه المرهف لخوض العمل الوطني دفاعا عن شعبه ووطنه بقرار ذاتي".


وأفاد جمجوم، أنه عندما اعتقل من قبل جيش الاحتلال، كان ما زال طالبا في جامعة الخليل، وكان يمتلك متجرا لبيع الملابس، لافتا إلى أن "الأسرى بعد غياب لسنوات في الأسر، يغادرون المعتقل وهم لا يمتلكون المال الذي يمكنهم من إعادة تأسيس حياتهم من جديد، ولذلك خصص لهم راتب شهري".


وأضاف: "ومع ذلك؛ نعاني الحرمان من هذا الوضع من سنوات طويلة، وراتبي قطع منذ 14 عاما"، موضحا أنه "بعد كل هذه المعارك التي خاضها الأسرى و الإضرابات، ما زالت رواتبنا مقطوعة، ووعود الرئاسة والمؤسسة الأمنية لم تنفذ".

 

اقرأ أيضا: الفلسطينيون يحيون يوم الأسير.. والفصائل تؤكد سعيها لتحريرهم

ونبه إلى أن "الأسرى المقطوعة رواتبهم، لا يستجدون أحد، ونحن لا نقبل أن يهان الأسير في وطنه، الذي ضحى وقدم من أجله الغالي والنفيس".


وأكد الأسير المحرر، بقوله: "سأنحت في الصخر، لضمان حياة كريمة لأسرتي، وإسعاد أطفالي وتوفير ما يلزمهم، لقد عشت الحرمان داخل السجن، وأريد أن أعيش حياة طبيعة مع عائلتي"، منوها إلى أن "الوضع صعب للغاية، ومع تفشي فيروس كورونا تضاعفت المعاناة".


وعن ما يقوم به لتمكنه من العيش، قال: "كنت قبل تفشي الوباء، أعمل مندوب مبيعات، وكنت أواصل الليل بالنهار في العمل، مدة 15 ساعة، وأتنقل من بلد لبلد، لتوفير ما يلزمنا".


وحول إجمالي عدد الأسرى المقطوعة رواتبهم، أوضح ، مدير عام وزارة الأسرى والمحررين في قطاع غزة، سعد أبو الخير، أن "عدد الأسرى المقطوعة رواتبهم من قبل الحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية، ممن لا زالوا قيد الأسر في سجون الاحتلال نحو 80 أسيرا".


ونوه في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "من بين الأسرى المقطوعة رواتبهم داخل السجون، من مر عليه أكثر من 25 عاما، مثل؛ الأسير حسن سلامة وسعد الغرابلي"، مستهجنا استمرار السلطة الفلسطينية في هذه السياسية العقيمة الممنهجة، التي تفاقم معاناة الأسرى وعائلتهم".


وعن الأسرى المحررين المقطوعة رواتبهم بسبب انتمائهم السياسي، أكد أبو الخير، عن وجود أكثر من "300 من الأسرى المحررين فقط من غزة، بينهم 189 قاموا بالتسجيل، يتلقون سلفة راتب من وزارة الأسرى في غزة، والباقي يحاول إرجاع راتبه من الحكومة في الضفة".


وعن أسرى الضفة، نوه أنه لا ليس لديه إحصائية دقيقة عن عدد الأسرى المقطوعة رواتبهم.
وكشف مدير عام وزارة الأسرى، عن وجود "لجنة مختصة" في رام الله، تعمل على "فرز وفلترة" أسماء الأسرى بحسب انتمائهم السياسي، مؤكدا أن "الحكومة الفلسطينية في الضفة ما زالت مستمرة في سياسية قطع رواتب الأسرى، وفي كل شهر هناك دفعة جديدة من الأسرى تقطع رواتبهم، حيث قطع في الشهر الماضي راتب 4 من الأسرى في غزة".