سياسة دولية

بنك HSBC: يحظر التبرعات للفلسطينيين عبر "إنتربال"

البنك له سجل حافل بإغلاق الحسابات المرتبطة بشخصيات مسلمة بارزة- تويتر

قال موقع "ميدل إيست آي": إن بنك HSBC البريطاني، أبلغ عملاءه في المملكة المتحدة، بقراره وقف عمليات التبرع للفلسطينيين، الموجهة إلى مؤسسة "إنتربال" الخيرية، اعتبارا من الشهر المقبل.

ولفت الموقع في تقرير ترجمته "عربي21"، إلى أن البنك بعث برسائل في وقت سابق من هذا الشهر، إلى أصحاب الحسابات الذين يقدمون تبرعات منتظمة إلى المؤسسة الخيرية التي تتخذ من لندن مقرا لها، يبلغهم فيها بأن المدفوعات ستتوقف في الـ 17 من آيار/مايو، دون تقديم أي مبررات لهذا الإجراء.

ويعد قرار البنك ضربة كبيرة، لمؤسسة "إنتربال"، بسبب تزامنه مع شهر رمضان، وما تمثله المناسبة للمسلمين بشكل عام، أكثر من أي فترة في العام.

ووفقا لإحصابات اللجنة الخيرية البريطانية، تبرع المسلمون بأكثر من 100 مليون جنيه إسترليني خلال شهر رمضان، في عام 2016 فقط.

وأعرب رئيس مجلس أمناء "إنتربال"، إبراهيم هيويت، عن خيبة الأمل من قيام البنك، بهذه الخطوة خلال شهر رمضان، الذي يعد مناسبة هامة للجهات المانحة والمستفيدين، بالإضافة لأزمة فيروس كورونا التي نمر بها" مشيرا إلى أنه: "لا يوجد مبرر تم تقديمه لا للمتبرعين ولا للجميعات الخيرية".

وتعد مؤسسة "إنتربال"، والتي تأسست قبل 25 عاما، واحدة من المؤسسات الخيرية الرائدة، والتي تقدم الإغاثة للفلسطينيين، في الضفة الغربية وغزة ومخيمات اللاجئين في لبنان والأردن.

وقال "ميدل إيست آي"، إن العديد من المحتاجين الذين استفادوا من عمل مؤسسة "إنتربال"، على مدار الربع قرن الماضي، سيعانون بالتأكيد في حال لم تصل التبرعات لمؤسستهم.

 

اقرأ أيضا: صحيفة يهودية كبيرة تضطر للاعتذار لمؤسسة فلسطينية


وأوضح هيويت، أن الأشخاص الذين تخدمهم المؤسسة، أناس عاديون، يكافحون تحت الحصار لتوفير الحاجات الضرورة للحياة.

وأضاف: "إنتربال"، تحاول توفير ما يشبه الحياة الطبيعية، في ظروف غير طبيعية".

وقال الموقع البريطاني، إن بنك HSBC، وهو أحد أكبر البنوك حول العالم، له سجل حافل في إغلاق حسابات الشخصيات المسلمة البارزة، دون تفسير، فضلا عن سحب التسهيلات المصرفية، من عدد من قادة المنظمات والمجتمع المدني بين عامي 2014 و2015.

ولفت إلى أن منظمة "محامون بريطانيون من أجل إسرائيل"، وهي عبارة عن "لوبٍ" ضاغط لصالح إسرائيل، لعبت دورا في الإضرار بالمؤسسات الخيرية مثل "إنتربال"، عبر دفع البنك لسحب خدمات بطاقات الإئتمان.

وتذرعت المنظمة الداعمة لإسرائيل، في ضغطها على البنك، بتصنيفات الخزانة الأمريكية لـ"إنتربال" كمنظمة إرهابية عام 2003.

وجاء ذلك عقب اتهامها بدعم حركة حماس، والتي صنفتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية.

وتقدم "إنتربال"، مساهمات في تمويل وكالة الأمم المتحدة، لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، والتي قطعت الإدارة الأمريكية المساعدات عنها.

ورغم تحقيقين أجرتهما لجنة المؤسسات الخيرية البريطانية، مع "إنتربال"، عقب التصنيف الأمريكي بالإرهاب، إلا أنها كانت في كل مرة تخرج بريئة من جميع المزاعم بوجود نشاط غير قانوني لها.

وقال الموقع البريطاني، إن التحقيق الثالث مع "إنتربال"، أصرّ على أن تراجع إجراءات العناية والرقابة، على عملها، وكذلك قطع أي علاقة مع أي جمعيات خيرية لها صلة بحركة حماس، وهو ما أكدت لجنة المؤسسات البريطانية قيام "إنتربال" بالامتثاله له.

وسبق لـ"إنتربال" ربح عدة قضايا تشهير رفعت ضدها، أولاها من مجلس نواب اليهود البريطانيين عامن 2005، بعد وصف "إنتربال" بالمنظمة الإرهابية عبر موقعهم في الإنترنت.

كما قدمت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاعتذار لمؤسسة "إنتربال"، في العام 2006، ودفعت صحيفة إكسبرس تعويضات لها عام 2010، بسبب زعمها الارتباط بحركة حماس.

وكانت آخر القضايا العام الماضي، بعد دفع صحيفة "ديلي ميل" تعويضات بقيمة 120 ألف جنيه إسترليني، لـ"إنتربال"، وقدمت الاعتذار عن وصفها بالإرهاب، وقالت الصحيفة: "يؤكد الأمناء، أن إنتربال، لم تشارك أو أمناؤها في أي نشاط إرهابي من أي نوع، ونعتذر عن أي مضايقة".