صحافة دولية

WSJ: هذه دوافع السعودية لشراء ناد إنجليزي مغمور

هل تتم الصفقة وتشتري السعودية النادي؟ - جيتي

تحت عنوان "السعودية تركز نظرها على الكرة الإنجليزية ولكن البريميير ليغ لم يكن جاهزا" نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا من إعداد جوشوا روبنسون، وروري جونز، حول العرض السعودي لشراء نادي نيوكاسل يونايتد.

وجاء فيه بحسب ما ترجمته "عربي21" أن الكرة الإنكليزية وعلى مدى العقدين الماضيين فتحت الباب أمام الإستثمارات من الخارج والتي جلبت معها مليارات الدولارات لامتلاك عدد من النوادي البريطانية، ولكن عمليات الشراء لم تكن أبدا موضوعا لحقوق الإنسان والخلافات الجيوسياسية والقرصنة. 

و"لكن عندما وضع مستثمر رياضي مبتدئ نظره هذا العام على نادي نيوكاسل الذي أنشئ قبل 128 عاما ويعاني من حالة مالية سيئة، أجبر الدوري الإنجليزي الممتاز (بريميير ليغ) لتقييم عملية الشراء والسبب هو أن المشتري هي هيئة الاستثمار العامة السعودية التي يترأسها ولي العهد محمد بن سلمان.

ولم يواجه الدوري الإنجليزي الممتاز عملية تدقيق على مالك مثل هذه المرة، وأصبحت قصة نقل ملكية النادي موضوعا شائكا لم تشهد الكرة الإنجليزية مثله.

ويقف ضد عملية الشراء منظمات حقوق إنسان ومجموعة للبث التلفزيوني في قطر تتهم السعودية بإضعافها من خلال عملية قرصنة على البث لقناة "بي إن" التي دفعت 500 مليون دولار للدوري الإنجليزي مقابل حق بث مبارياته خلال السنوات الثلاثة الأخيرة.

 

اقرأ أيضا: إندبندنت: "نيوكاسل" سيبيع سمعته الجيدة للنظام السعودي

وأضاف التقرير: "طريقة معالجة الدوري الممتاز كل هذا مرتبط بالفحص السري للملاك والمدراء والذي يجب على كل مشتر أن يجتازه قبل شراء ناد من نوادي الدوري الممتاز. وتم سابقا إجراء عمليات فحص لمنع المجرمين من إدارة نوادي الدوري.  كما تنص قواعد الدوري على استبعاد أي مالك "أرتكب جرما  يعتبر عملا غير نزيه أو ما يساويه في القوانين الأجنبية". 

ويجادل دعاة حقوق الإنسان أن هذه القواعد تمنح الدوري الممتاز مساحة لمنع السيطرة على النادي الذي يقولون إنه جزء من محاولة تبييض صورة المملكة من خلال الرياضة. ويشيرون تحديدا لقتل وتقطيع الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول عام 2018.

 ومن الناحية العملية لا يبدو أن الدوري منع عملية بيع ناد من نواديه بناء على الفحص الذي بدأ العمل به منذ عام 2004. ولم يقل الدوري إن كان هناك أحد فشل بالفحص.

وفي رسالة كتبتها منظمة العفو الدولية "أمنستي" إلى الدوري الممتاز واطلعت عليها الصحيفة جاء فيها إن "الدوري الممتاز يضع نفسه في موضع يصبح فيه ضحية لمن يحاولون استخدام بريق وهيبة الدوري للتغطية على أفعال لا أخلاقية ارتكبوها".

ورفض مدير الدوري الممتاز ريتشارد ماسترز التعليق على تفاصيل القضية ولكنه رد على الرسالة بالقول: "أستطيع التأكيد أن العملية تذهب أبعد مما يتطلبه القانون الإنجليزي ويتم تطبيقها بدقة وعلى كل مشتر محتمل لنادي من نوادي الدوري الممتاز". 

وعبر البعض داخل هيئة الاستثمار العامة عن استغرابه للإهتمام بنادي نيوكاسل، فهو في المرتبة 13 ولم يفز أبدا بكأس الدوري الممتاز ويملكه مايك أشلي المعروف بسرعة غضبه، وبنى إمبراطورية تجارية من خلال بيع المواد الرياضية بأسعار مخفضة ويكرهه مشجعو النادي. 

وفي الوقت الذي يتساءل فيه البعض داخل هيئة الاستثمار العامة عن حكمة شراء ناد غير مهم، تواجه السعودية نفسها معوقات تدفعها للبحث عن ناد متواضع. فالمملكة تواجه انهيارا في أسعار النفط أجبرتها على خفض النفقات التي يستفيد منها السعوديون. 

وتعتقد المملكة، أن نادي نيوكاسل لعب في كل المباريات الشعبية وهو كاف لتحقيق أهدافها، ويعطي هيئة الإستثمار العامة فرصة لبناء النادي من جديد وزيادة ربحيته وتحسين صورة السعودية كما فعلت الإمارات مع نادي مانشستر سيتي.

وتقيم أماندا ستيفلي التي جاءت ثانية في قائمة أثرياء بريطانيا علاقة جيدة مع الكرة الإنكليزية والخليج وقضت العقد الأول من القرن الحالي في توطيد علاقاتها مع الإمارات، حليفة السعودية، وساعدت الشيخ منصور بن زايد على شراء مانشستر سيتي. 

وقامت ستيفلي وممثلين عن الأخوين روبن بإنشاء خمس مؤسسات منفصلة  تتعلق بشراء نيوكاسل، وذلك حسب أوراق مقدمة لمؤسسة تسجيل الشركات لتحقيق متطلبات شراء النوادي المتعددة. 

ومع أنها ليست مساهمة في مانشستر سيتي إلا أن شركتها "بي سي بي بارتنرز" لا يمكن المشاركة في عملية الشراء نظرا لعلاقتها مع نادي مانشستر سيتي. وفي نفس الوقت وافق أشلي على منح ستيفلي تسهيلات ائتمانية في اتفاق منفصل لعقد نيوكاسل. وأنشأت هيئة الاستثمار العامة  شركة استثمار في بريطانيا مديرها ياسر الرميان، رئيس هيئة الإستثمار العامة. 

ولدى الرميان علاقة قوية مع كارلا ديبلو منتجة برامج تلفزيون الواقع والتي ساعدت في صفقة نيوكاسل. وتقول هيئة الإستثمار السعودية إنها لم تدفع راتبا لها كمستشارة.

وتقول الصحيفة إن مشجعي النادي يكرهون أشلي ويرون أن إدارته فترة مظلمة في  تاريخ النادي نظرا لعدم استثماره في المواهب الكروية وطالما ناشدوه لبيع النادي.

 وقال رئيس مشجعي نيوكاسل يونايتد ألكس هيرست: "حتى أكون صريحا أي شخص يمكنه شراء النادي وسيكون هناك بعض المشجعين المترددين بسبب حقوق الإنسان ولكن غالبية المشجعين فرحين لعملية البيع".

إلا أن المشجعين وجدوا أنفسهم بدون قصد وسط حرب بالوكالة بين السعودية وقطر. وأطلقت الأخيرة آخر طلقة لها الأسبوع الماضي وطلبت من الدوري الممتاز منع عملية الشراء. واتهمت "بي إن" السعودية بدعم شركة "بي أوت كيو" التي تسرق حقوق البث وتبث عبر قمر صناعي تموله السعودية ودول أخرى. 

وشجب الدوري الممتاز العمل وقال إن تسع شركات محاماة في السعودية رفضت تولي القضية لمحاكمة المشتركين داخل السعودية.

 وانتقلت الحرب بين السعودية وقطر إلى الإنترنت حيث بدأ حساب جديد على تويتر ببث صور للاعبي نيوكاسل وصور محمد بن سلمان ورسائل مؤيدة للسعودية ومعادية لقطر. وقال مارك أوين، استاذ الرقمية الإنسانية بجامعة حمد بن خليفة في الدوحة إن السعودية تحاول خلق دعاية وهمية داعمة لعملية الشراء.