صحافة دولية

FT: عائلة الأسد تنشر غسيلها القذر وشكاوى من مخلوف

مخلوف ظهر في فيديوهين يشكي تعامل النظام السوري معه ويناشد الأسد- حسابه على "تويتر"

تناولت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، الخلاف الذي دب بين أقارب بشار الأسد، رئيس النظام السوري، معتبرة أنهم نشروا "غسيلهم القذر". 

وقالت في تقرير ترجمته "عربي21"، إن شكاوى رجل الأعمال رامي مخلوف، من نظام ابن خالته الرئيس بشار الأسد تكشف عن وجود توترات داخل السلطة.

وتحت عنوان "ملياردير ضد الرئيس، خلاف عائلة الأسد يسيطر على سوريا"، قالت معدة التقرير تشولي كورنيش، إن السوريين أثناء رمضان يعيشون عادة على المسلسلات الرمضانية، ولكنهم يعيشون هذه المرة ملحمة عائلية حقيقية، لا تشبه غيرها من المسلسلات. 

وأكدت أن خلاف أقارب الأسد غير مسبوق داخل العائلة الحاكمة، التي تحيط نفسها بجدار من السرية.

 

وبعد تسعة أعوام في الظل، قام مخلوف الذي يدير مملكة تجارية، بتصوير نفسه في الأسبوع الماضي، وهو يشتكي بطريقة غير متوقعة. 

وتقول الصحيفة إن مخلوف كان يعتقد أنه محصن، ولا أحد يستطيع لمسه، نظرا لعلاقته القريبة من عائلة الأسد والقرابة معها، إلا أن مناشداته للرئيس تؤشر إلى تغيرات في بنية السلطة داخل العائلة الحاكمة، التي تمت إلى الطائفة العلوية. 

وتسيطر عائلة الأسد على سوريا منذ سيطرة حافظ الأسد على السلطة عام 1970. 

 

اقرأ أيضا: نجل رفعت الأسد يهاجم مخلوف ويشتمه بـ"الوقح" و"الطرطور"

ومع أن رفعت الأسد حاول الانقلاب على شقيقه حافظ عام 1984، إلا أن عائلة الأسد لم تنشر غسيلها القذر من قبل بهذا الشكل وفق لينا الخطيب مسؤولة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "تشاتام هاوس" في لندن. 

وتقول إن استخدام "فيسبوك" ساحة للحرب بين أقارب الأسد، يعني أن "الخطوط المباشرة مع الأسد قد انقطعت بشكل كامل". 

وتأتي المداهمات على إمبراطورية مخلوف المالية في وقت يحاول فيه الأسد تقوية سلطاته في البلاد التي دمرتها الحرب. 

وفي الوقت الذي ساعده فيه التدخل الروسي والإيراني على استعادة 70% من الأراضي التي خرجت من يده منذ بداية الحرب، إلا أن المعارضين لا يزالون يسيطرون على جيوب في شمال غرب البلاد، فيما يعاني الجنوب الذي استعاده النظام السوري من انعدام الأمن. 

وتعاني نسبة 80 في المئة من السكان في سوريا من الفقر. 

ولا يمثل مخلوف أي تحد حقيقي للأسد، إلا أنه كشف عن "توتر داخل الدائرة الأولى من النظام، في وقت باتت فيه الكعكة تصغر والتنافس والاتهامات المتبادلة حادة" كما يقول إميل هوكاييم، المحلل في شؤون الشرق الأوسط بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية. 

وأضاف أن "مخلوف ليس مستشارا (لزعيم العصابة) أو جنرالا، بل إنه يجلس درجة تحت بشار". 

 

مراكمة الثروة والفساد


ومخلوف متهم بمراكمة الثروة عبر الفساد، ولهذا فرضت عليه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي العقوبات، لأنه استخدم ماله لتمويل الجهود الحربية للنظام السوري. 

ووصف مخلوف نفسه في شريط مصور بـ"الداعم الأكبر" للقوى الأمنية. ولكن هناك إشارات بدأت تظهر العام الماضي، بأن قطب المال لم يعد مقربا للأسد أو دائرته المقربة. 

ففي كانون الأول/ ديسمبر الماضي، جمدت وزارة المالية أرصدته، وتلك المسجلة في لبنان، فيما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة نفط مسجلة في الخارج، لأنه لم يدفع الجمارك. 

ونفى مخلوف لاحقا أن تكون له علاقة بالشركة. 

 

اقرأ أيضا: التايمز: خلافات آل الأسد تخرج للعلن بفيديوهات رامي مخلوف

وفي نيسان/ أبريل الماضي، هاجمت السلطات المصرية سفينة شحن كانت محملة بالمخدرات التي تم حشوها في صناديق لتوزيع الحليب. وهي تعود لشركة يملكها مخلوف. 

ونفى مخلوف كذلك أن تكون له علاقة بالحادث، عندما تحدث في الفيديو. 

إلا أن ما دفع مخلوف إلى الخروج والحديث، ما حدث الشهر الماضي. فقد قررت وزارة الاتصالات إعادة النظر بالرسوم التي تدفعها "سيرياتل" والمنافسة لها "أم تي أن"، حيث طلبت منهما دفع 180 مليون دولار رسوما للرخصة التي تمت إعادة تقييمها. 

ودافعت الوزارة عن قرارها عندما قال مخلوف إن الأمر لم يكن له مبرر.  

ونظرا للسرية التي تحيط بالقصر الرئاسي وسياسته، فلا أحد يمكنه فهم السبب الذي جعل مخلوف يخرج للعلن. 

إلا أن الدولة تعاني من نقص المال وتراجع في قيمة العملة المحلية، فيما يشتكي رجال الأعمال من ملاحقة مصلحة الضريبة له، ومطالبته بدفع ضرائب تخلفوا عنها، ورسوم أخرى. 

كما أن الداعم الرئيس للأسد، روسيا، تورطت في حرب طويلة في سوريا التي تعاني كما يقول دبلوماسي روسي سابق من "فساد مستشر". 

أسماء الأسد

ولكن جذور الخلاف قد تكون أعمق، حيث قال شخصان يعرفان ما يجري داخل الدائرة المغلقة، وتحدثوا عن خلافات عميقة بين مخلوف وأسماء الأسد، السيدة الأولى في سوريا. 

وتترأس عائلة الأسد أكبر منظمتين للمساعدة في سوريا، حيث يتم تمرير الملايين من الدولارات عبرهما. 

الطائفة العلوية

ورغم كراهية قطاعات واسعة لمخلوف بسبب اتهامات الفساد ودعمه للنظام، إلا أنه يحظى بدعم من داخل الطائفة العلوية. 

وأكد مخلوف على نشاط جمعيته الخيرية في منطقة الساحل التي تعيش فيها الطائفة. 

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على الجمعية "البستان" عام 2017، لعلاقتها مع مليشيات محلية مؤيدة للنظام السوري. 

 

اقرأ أيضا: MEE: مخلوف لا يزال في سوريا رغم انتقاده النظام

وتقول الخطيب، إن مخلوف استخدم سلاح الفيديو لتصوير نفسه كحارس للطائفة العلوية ومصالحها، فيما حذر عدد من المعلقين من أن أي تحرك ضد مخلوف قد يخلق مشاكل داخلية داخل الطائفة. 

وكتب النائب السابق في البرلمان، شريف شحادة: "لا تعرضوا (منطقة الساحل) للنار والحروب والدمار"، متهما قوى الأمن بأنها تستهدف العاملين في "سيرياتل"، بدون أن تكشف عن هوية الجهة الأمنية. 

الأسد لم يرد على فيديوهات مخلوف، وطلب في خطاب ألقاه الاثنين الماضي، الحد من زيادة الأسعار ومواجهة الفساد، ولم يذكر ابن خاله.