صحافة إسرائيلية

كوريا الشمالية تجني الملايين من وراء بيع الرمال

الشبكة قالت إن الصين تعد أكبر المستوردين للرمال الكورية- أرشيفية

نشرت شبكة "سي إن إن" تقريرا تحدثت فيه عن توجه كوريا الشمالية لإحداث خطوة اقتصادية كبيرة، يتوقع أن تدر عليها الملايين من وراء بيع الرمال.


وقالت الشبكة في تقرير ترجمته "عربي21"، إن مركز دراسات الدفاع المتقدم (C4ADS) ومقره واشنطن، رصد عملية بيع للرمال تقدر بملايين الدولارات تشمل 279 سفينة، التي يبدو أنها تتحايل على العقوبات الدولية، وذلك في أعقاب رصده عشرات السفن تبحر بشكل غامض إلى كوريا الشمالية.


وقالت الشبكة إن "بيونغ يانغ تم اتهامها سابقا ببيع الفحم وسلع أخرى ثمينة، بكميات كبيرة جدا، في أعماق البحار للالتفاف عن أعين المتطفلين من ضباط الجمارك، الذين عليهم فرض عقوبات الأمم المتحدة على كوريا الشمالية. فبدلا من نقل البضائع إلى ميناء قابل للتدوال، يقومون بنقلها من سفينة إلى أخرى ويكذبون بشأن مصدرها".


وبينت أنه يمكن لهذه التحويلات "من سفينة إلى أخرى" أن تجني عشرات الملايين من الدولارات لنظام كيم جونغ أون، الذي يعاني من ضائقة مالية. 


وأضافت الشبكة عن تجار الرمال: "قد تبدو عملية النقل هذه غير ضارة، ولكن كوريا الشمالية ممنوعة من تصدير الأرض والحجر بموجب عقوبات الأمم المتحدة التي تم تمريرها في كانون أول/ ديسمبر 2017. إن تجارة الرمال الكورية الشمالية يعد انتهاكا للقانون الدولي".

 

اقرأ أيضا: زعيم كوريا الشمالية يحضر اجتماعا ويناقش الصناعة الكيماوية

وقال محققو الأمم المتحدة في تقرير نشر في نيسان/إبريل، إنه على الرغم من هذه الإجراءات، فقد جمعت كوريا الشمالية ما لا يقل عن 22 مليون دولار العام الماضي باستخدام عملية "تصدير رملية كبيرة"، وزودت بها إحدى الدول التي لم يذكر اسمها، كما أن هناك معلومات استخبارية تدعي أن بيونغ يانغ أرسلت مليون طن من الرمال إلى الخارج من أيار/مايو 2019 حتى نهاية العام.


ونقلت الشبكة عن لوكس كو ولورين سونج، وهما مراقبان في المنظمة، أنهم راقبوا السفن لعدة أسابيع قبل أن يلاحظوا أنها تتبع نمطا معينا، وبعد أن لجؤوا إلى صور الأقمار الصناعية، اكتشفوا أنها تحمل الرمال.


وقالت سونج: "وجدنا الكثير من التقارير التي تشير من أوائل التسعينيات حتى الوقت الحاضر، إلى أن كوريا الشمالية كانت تقوم دائما بتصدير الرمال إلى الكثير من الدول المجاورة لها".


ولكن ما هي أهمية الرمال؟

 
بنيت الحضارة الحديثة على أنواع مختلفة من الرمال؛ إنه المكون الرئيسي للخرسانة والزجاج وحتى المعالجات التي تشغل الأجهزة الإلكترونية. تستهلك البشرية حوالي 50 مليار طن من الرمال سنويا، أكثر من أي مورد طبيعي آخر على هذا الكوكب بالطبع باستثناء الماء.
قد يبدو للجميع أن الرمال موجودة بكميات لا منتهية، إلا أن حفر الكثير من الأرض وإزالة الرمال بكميات كبيرة، قد يكون له عواقب بيئية.
ووفقا للشبكة، فيبدو أن بيونغ يانغ استفادت من تجارة الرمال لسنوات؛ فقبل عدة سنوات قامت كل من كوريا الشمالية والجنوبية بأعمال مهمة معا، كان من ضمن أهم الصادرات الرمال حيث باعت كوريا الشمالية من الرمال بـ73.35 مليون دولار، إلى الجمهورية الكورية الجنوبية عام 2008.


الصين أكبر مستورد

 
وتعد الصين أكبر المستوردين للرمال الكورية، وخلال عام 2010 شهدت البلاد ازدهارا في البناء لم يسبق له مثيل في تاريخ العالم، استخدمت بكين الكثير من الخرسانة في 2011عام حتى عام 2013، أكثر مما استخدمته الولايات المتحدة في القرن العشرين بأكمله.


وعلى الرغم من تباطؤ ازدهار البناء اليوم مقارنة بأيام ذروته، إلا أن الصين ما زالت تستخدم الخرسانة أكثر من بقية دول العالم مجتمعة.

 

اقرأ أيضا: كوريا الشمالية تعتزم تعزيز قدراتها في مجال "الردع النووي"

ونفت بكين حتى الآن مزاعم ارتكاب أي مخالفات فيما يتعلق بعملية كوريا الشمالية، وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان لـ CNN، إن البلاد " أوفت دائما بالتزاماتها الدولية"، وتلتزم بعقوبات الأمم المتحدة.


وفي تقرير الأمم المتحدة، ردت الصين على المزاعم بقولها إن الدولة "تولي أهمية كبيرة للأدلة التي قدمتها اللجنة فيما يتعلق بتهريب الرمال"، ولكن السلطات في البلاد "لم تستطع تأكيد أن الرمال قد تم نقلها إلى الموانئ الصينية".


ولم ترد كوريا الشمالية علنا على هذه المزاعم، لكنها غالبا ما تشير إلى أن العقوبات المفروضة عليها هي "أعمال معادية" وتشكك في شرعيتها.


وقال كلّ من سونج وكو، إنه من المحتمل أن تكون كوريا الشمالية قد باعت حقوق التجريف لشركة صينية، والاحتمال الآخر أن بيونغ يانغ كانت تريد توسيع ميناء هايجو، فتعاقدت مع شركة صينية للقيام بالتجريف والسماح لهم بالحفاظ على الرمال كدفعة.


أيا كان السبب، قال كو: "هذه واحدة من أكثر الحالات الفريدة لأساليب التهرب من العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية التي شهدناها، وما زلنا حقا في حيرة".