صحافة إسرائيلية

تصريحات مثيرة لرئيس الموساد السابق عن السلام بالمنطقة

تحدث رئيس الموساد السابق عن تفاصيل حوارات جرت الملك الحسن الثاني- موقع زمن

أدلى رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي الأسبق، شبتاي شافيت، بتصريحات مثيرة حول السلام مع الفلسطينيين، والصراع في المنطقة كلها.

 

وهاجم شافيت في حوار مطول مع موقع "زمن إسرائيل" ترجمته "عربي21"، بنيامين نتنياهو، قائلا إن "كل قراراته تتعلق بمحاكمته، بما في ذلك مواجهته لوباء كورونا، لأنه يبحث عن سلم للنزول من الشجرة، وعن شخص يلومه، مع العلم أن وضعنا الدولي اليوم واحد من أسوأ ما كان عليه منذ عقود، ولا أعتقد أن السياسة الصحيحة تجاه الإيرانيين هي تهديدهم، لأنه عندما تقوم بالتهديد، يجب أن تكون قادرا على تنفيذه". 


وأضاف رئيس جهاز الموساد الأسبق أن "إسرائيل لا تستطيع عمليا منع إيران من الانضمام للنادي النووي، رغم أن الرئيس الحالي للموساد، يوسي كوهين، يبذل كل ما بوسعه لحرمانها من ذلك، مرورا بردعها عن استخدام القنبلة". 


شافيت، 80 عاما، الرئيس السابع للوساد، الذي عمل تحت إمرته ثلاثة من رؤساء الحكومة: إسحاق شامير، إسحاق رابين، وشمعون بيريس، ينوي حاليا نشر الترجمة الإنجليزية لكتابه "رأس الموساد" الصادر بالعبرية في 2018، وخضع لعدة جولات من الفحص الأمني؛ للتأكد من أنه لا يحتوي على أي معلومات حساسة.


اتفاق أوسلو
حول السلام الفلسطيني الإسرائيلي، قال شافيت إن "السؤال الموجه عادة بصيغة أنه لو لم يُغتال رابين، هل كانت عملية السلام مع الفلسطينيين ستنتهي بشكل مختلف، هذا سؤال افتراضي، لكن يمكنني تقدير أنه لو كان رابين على قيد الحياة، لاستمرت عملية السلام معهم، يستند هذا التقييم لحقيقة أنه في ولايته الثانية نضجت لديه الفرضية القائلة بأن الفرصة الوحيدة لتغيير الوضع بشكل أساسي هو السلام مع الفلسطينيين". 


وأشار إلى أن "رابين استند إلى أن إسرائيل قوية جدا: عسكريا واقتصاديا ودوليا، ويمكنها تحمل المخاطر، لذلك يجب علينا أن نفعل كل شيء ممكن، بما في ذلك الاستعداد لتقديم تنازلات، للوصول للسلام الذي سيكون حقا تغييرا استراتيجيا، مع أن رابين تم استدراجه لاتفاق أوسلو، هو شخصيا لم يقد هذا المسار، بل وجد نفسه مغشوشا؛ كانت الحقائق مخفية عنه؛ لم يتلق تقارير حقيقية من بيريس ورجاله". 


وأكد أن "رابين لم يكن لديه ذلك الحب الحقيقي لاتفاق أوسلو، لكنه تركه يستمر، أما حين توصل لاتفاق مع الأردن، فقد استحق عليه جائزة نوبل، في حين أنه لم يواصل المفاوضات مع سوريا، لأن حافظ الأسد لم يكن مستعدا لتقديم تنازلات للتوصل لصيغة يمكن الاعتماد عليها لمسودة اتفاق، رغم أن رابين اعتقد أنه إذا لم تخاطر، فلن تكون لديك فرصة الوصول لأي مكان، لقد كان على استعداد لتحمل المخاطر". 


وأوضح أنه "في حال استمرت عملية السلام مع سوريا، لكان تاريخ سوريا كله مختلفا، وليس فقط العلاقات الإسرائيلية السورية، مع أن رابين أرسلني للملك المغربي الحسن الثاني، لأطلب منه التحقق من طبيعة التنازلات التي رغب الأسد بتقديمها".


وكشف النقاب أن "رئيس المخابرات المغربية زار تل أبيب، ثم أخذه لرابين، وأعطاه تقريرا طويلا ومفصلا، ونقل له عبارة على لسان الأسد نصها التالي "أريد وضع قدمي في مياه بحيرة طبريا"، ما أقنع رابين بأن الأسد لم يكن جاهزا وليس مستعدا للسلام مع إسرائيل، لكن هذا لا يعني أن رابين كان سيوقف المفاوضات، بل كان سيستمر". 

 

اقرأ أيضا: مستشرق إسرائيلي: السعوديون يستخدمون النبي محمد لشرعنة التطبيع


بحيرة طبريا
على الصعيد الفلسطيني، أعلن شافيت أنه "لن يكون هناك ضم إسرائيلي في الضفة الغربية، لأن قرارات نتنياهو، خاصة بعد أن تم تقديمه للمحاكمة، تكتيكية تتعلق بمحاكمته، ولا يتخذ قرارات من أجل الدولة، أنا آسف على هذا الكلام، لكني أعتقد ذلك حقا، رغم أن نتنياهو في كل قضية يتعامل معها، يعمد لسياسة التخويف، ويبالغ بوصف الخطر، ويرسم لنفسه مكانا في التاريخ، ويريد للكل أن يتذكره". 


وأشار إلى أن "الرئيس دونالد ترامب حين أعلن خطة القرن، اعتبرها هدية لنتنياهو، وليس لإسرائيل، بدليل أنه حتى يومنا هذا، لم يشارك وزير الحرب بيني غانتس ووزير الخارجية غابي أشكنازي في مخطط الضم، حتى أن نتنياهو لم يعرض عليهما الخريطة المقترحة، واكتفى بإجرائه محادثات فردية مع مبعوث ترامب، آفي بيركوفيتش، فيما أجرى غانتس وأشكنازي محادثات منفصلة معه، وتحدثا معه بشكل منفصل".


وأوضح أنه "رغم أن نتنياهو هو صاحب فكرة الضم، فذلك الوقت كان يناسبه، لكن منذ أن طرحها مر وقت طويل، حدثت جميع الاضطرابات، أهمها جائحة كورونا وتأزم الوضع الاقتصادي، لدي الكثير مما أقوله عنه، لكنه ليس غبيا، فهو يعرف كيف يقدر الوضع بشكل لا يقل عن الآخرين، وضعه السياسي هش، الحكومة قد تسقط كل يوم، والاقتصاد في أزمة لا أتذكر مثلها، والوباء لم ينته، ويقولون أننا في بداية موجة جديدة". 


وأكد أن "وضع إسرائيل الدولي، باستثناء الولايات المتحدة، يعيش في أسوأ أوضاعه منذ عقود، ستكون انتخابات في الولايات المتحدة في نوفمبر، وإذا اعتمدت على الاستطلاعات، فإن جو بايدن سيكون الرئيس المقبل، وقد أبلغ بايدن نتنياهو بالفعل، أنه لن يكون لديه موافقة على خطة الضم، الأخير على علم بكل هذا، وفي تقديري، فهو يبحث عن سلم ينزل من الشجرة، وعن شخص يوقع عليه اللوم". 


النووي الإيراني
عند الحديث عن إيران، يقول شافيت إن "الكلام يبدو كما لو قد فات الأوان، ويبدو من المحتم أن يعلن الإيرانيون أنهم قوة نووية، لذا فإن أسوأ سيناريو أنهم لن يتخلوا عن قرارهم بشأن تصميمهم على تحقيق قدرة نووية مستقلة، منطقهم أننا بحاجة لتحقيق الحصانة، وبمجرد امتلاكنا للأسلحة النووية، فسنحصل على حصانة، كما هو الحال مع كوريا الشمالية". 


وأضاف أن "الإيرانيين حين لم ينهوا حرب العراق في السنوات الثماني بامتياز، جاءت نتائجها محفزا لهم لاتخاذ قرار استراتيجي بالذهاب لمجموعة كاملة من الأسلحة غير التقليدية: الصواريخ النووية، أرض- أرض، الأسلحة الكيميائية، والبيولوجية، السيبرانية، وهي جزء من السلاح غير التقليدي". 


وعند الحديث عن مستقبل العلاقات الإسرائيلية الإيرانية، ذكر شافيت أن "الشعب الإيراني ليس أمة متجانسة، فإلى جانب الأغلبية الفارسية، هناك 35 مجموعة عرقية مختلفة، ما يوحدهم الإسلام الشيعي، حتى أن الزعيم الروحي خامنئي من أصل أذربيجاني، وليس فارسيا، وهذا يعني شيئا مهما عن القدرة على السيطرة على بلد مساحته أكبر من أوروبا الغربية، ويبلغ عدد سكانه أكثر من 80 مليون نسمة". 


وأوضح أنه "عندما أتطلع للمستقبل، لا أستبعد حدوث تطورين: أحدهما تغيير النظام من الأسفل من المواطنين، المعارضة، واستياء الشعب، فيثور، ويؤدي لتغيير الحكومة، لكنها فرصة ضئيلة، وهناك فرصة أكبر بأن يغير الحرس الثوري معادلة القوى في طهران، وهذا احتمال قائم، وعواقب هذا الخبر السار أن إسرائيل ستتعامل مع أناس براغماتيين عقلانيين، لكن الخبر السيئ أن القوة قد تأتي لعقولهم، وتقودهم لقرارات غير سارة".


وختم بالقول إنه على الصعيد اللبناني فإن "استراتيجية الردع تنطبق على حزب الله، لا يجب أن نبدأ معه، ولكن يجب أن نضمن أن لدينا القدرة، حتى إذا بدأ الحزب بإطلاق عشرات الصواريخ على إسرائيل، فسندخل لبنان، على الأقل في الجنوب، ونحوله إلى حقل حراثة، يجب أن تكون هذه استراتيجيتنا، أولاً وقبل كل شيء، التحذير، وإن لم ينجح الردع، فينبغي التصرف بدون رحمة".