صحافة دولية

WP: هل ستدعم فرنسا تغيير نظام لبنان السياسي بعد كارثة المرفأ

الصحيفة قالت إن الترحيب الذي لقيه ماكرون رافقته سخرية من المؤسسة السياسية اللبنانية المتهمة بالكارثة- جيتي

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للكاتب والمحاضر بجامعة هيوستون، روبرت زارستكي، حلل فيه زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العاصمة اللبنانية، في أعقاب الانفجار الهائل الذي دمر المرفأ وأجزاء كبيرة منه قبل أيام.


وأشار زارستكي في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن زيارة ماكرون السريعة للبنان عقب الانفجار قال عنها عدد من الساسة في فرنسا إن رائحة الاستعمار الجديد تفوح منها، لكن التاريخ يكشف كما هو الحال في كل مرة أن الحقيقة هي أكثر تعقيدا.


وشدد الكاتب على أن "منظور وأخلاقية زيارة ماكرون مثيران للدهشة، فبعد مغادرة المطار، ذهب مباشرة دون مقابلة الرئيس ميشال عون إلى مركز الانفجار الذي أودى بحياة أكثر من 150 شخصا ودمر معظم المدينة، وعندما خرج من موكب السيارات الذي جلبه إلى حي الجميزة الذي وصلته أضرار الانفجار، وجد نفسه محاطا بالسكان الذين تدفقوا، وصافح الأيدي الممتدة إليه، وعانق امرأة غلبها الدمع، ورحب به الناس بهتاف تحيا فرنسا".


وفي السياق، تابع زارستكي: "إلا أن الترحيب الذي لقيه ماكرون رافقته سخرية من المؤسسة السياسية اللبنانية المتهمة بالكارثة، والتي لم يرافق واحد من أفرادها ماكرون إلى مكان التفجير، وسمعت هتافات "عون إرهابي". ودعوات "السيد الرئيس أقرضنا مقصلتك".


ورأى أنه "ليس من الواضح ما هو دين فرنسا للمستعمرات القديمة أو في حالة لبنان، ففي أثناء زيارته للجميزة أعلن ماكرون ما وصفه بنهاية الوضع القائم في لبنان. وكان يقصد به نهاية حكم العشائر الدينية السياسية التي وصلت إلى الحكم عام 1990 بعد نهاية الحرب الأهلية، وبدأت مسيرة فساد أدت لشل البلد".


وشدد على أن "الجهود السياسية بقيادة فرنسا تحمل مخاطر ارتكاب أخطاء الجهود القديمة، كما قالت صحيفة لوموند، من ناحية الدخول في نفس الجمود الذي عملته النخبة الحالية، وقادت البلاد نحو الهاوية".

 

اقرأ أيضا: أوبزيرفر: انفجار بيروت جعل النخبة الفاسدة خائفة على سلطتها

ولفت زراستكي إلى أن "كلام ماكرون لم يكن مطمئنا بعد لقائه مع قادة البلاد، بمن فيهم حزب الله، ودعوته لحكومة وحدة وطنية. فقد قادت هذه الصيغة وعبر العقود الماضية إلى حكومة فرقة وطنية. فاتفاق السلام عام 1990 الذي وزع السلطات بين الموارنة وبقية الطوائف المسيحية والسنة والشيعة تحول إلى آلية لاقتسام الغنائم بينها. وأكد هذا الوضع الطابع الطائفي والفساد المزمن في البلد، ولم يعد بالإمكان إصلاحه أو تشكيله من جديد".


وتساءل: هل لدى ماكرون الوقت والوسائل لمتابعة تعهداته بطريقة هادفة؟ 

 

واستدرك الكاتب بالقول: "نفوذ فرنسا ليس عظيما في لبنان كما يقترح الاستعماريون الجدد، ففرنسا لا تتمتع بعلاقات اقتصادية قوية، فهي في المرتبة السادسة من قائمة الدول الأكثر تعاونا في مجال التجارة. ولم يعد لبنان بعدما أصبحت القضية الفلسطينية مهمشة يحظى بنفس الأهمية لفرنسا كما في السابق".


وبالنسبة للوقت، يقول زارستكي، إنه ليس لدى ماكرون الوقت الكافي قبل انتخابات عام 2022، فسيقضي العامين المتبقيين له في الرئاسة بمواجهة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والصحية التي حفزها فيروس كورونا، كما أن الفرنسيين لم يظهروا تحمسا لماكرون مثلما تحمس له اللبنانيون.

 

فشعبيته لم تزد عن 39% بين الناخبين الفرنسيين. وربما تحسنت أرقام ماكرون، لكن لا مجال لأن يزداد الالتزام والمصادر تجاه لبنان مهما كانت العلاقات خاصة".