صحافة إسرائيلية

"يديعوت": أزمة حكومية حادة.. و5 طرق لمنع الانتخابات

طلب غانتس من نتنياهو أن يقر مشروع "قانون هاوزر" في غضون 24 ساعة- جيتي

تناولت صحيفة إسرائيلية خمس طرق محتملة من أجل منع تقديم انتخابات الكنيست الإسرائيلي، التي ستكون الرابعة خلال عام ونصف، مؤكدة استمرار "الأزمة الحادة" بين الشركاء في الحكومة الإسرائيلية الحالية.
 
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، في خبرها الرئيس اليوم، أن "الساحة السياسية في إسرائيل عادت أمس لنقطة البداية، وإلى الأزمة الحادة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الوزراء البديل بيني غانتس زعيم حزب "أزرق أبيض" في موضوع الميزانية". 
 
ولفتت إلى أن "الطريق المسدود الذي علقا فيه، يهدد بتدهور إسرائيل نحو معركة انتخابية رابعة في غضون سنة ونصف، وكان يخيل للحظة أن "الليكود" و"أزرق أبيض" توصلا لحل وسط يمنع مؤقتا التوجه لصناديق الاقتراع، ويؤجل الموعد الأخير لإقرار الميزانية بمئة يوم أخرى تبدأ في 24 آب/ أغسطس 2020، وهو الموعد الأخير لإقرار الميزانية". 
 
وأعلن نتنياهو، أنه استجاب لطلب الوزير يوعز هيندل والنائب تسفيكا هاوزر بتأييد مشروع قانون كتلتهما، كما أعلن "أزرق أبيض" و"شاس" عن تأييدهما لمبادرة الحل الوسط، غير أنهم -بحسب الصحيفة- "استيقظوا أمس مع أزمة جديدة"، فقد أعلن "الليكود" أنه لن يؤيد مشروع قانون النائب هاوزر إلا بالقراءة العاجلة، وفقط حال توصلوا إلى اتفاق مع "أزرق أبيض" في موضوع الميزانية، سيؤيدون القانون بالقراءة الثانية والثالثة".

 

اقرأ أيضا: 4 سيناريوهات لحكومة نتنياهو-غانتس.. من سيندم وينسحب؟
 
وفي حزب غانتس، "يشكون أن هذه المناورة من نتنياهو هدفها كسب الوقت، ومنعهم من أن يؤيدوا غدا مشروع القانون المتفجر لحزب "يوجد مستقبل"، الذي بموجبه لا يمكن لرئيس الوزراء مع لوائح اتهام أن يشكل حكومة، وعليه، فإنهم في الحزب ينتظرون اللحظة الأخيرة كي يقرروا كيف يصوتوا، حين يكون تأييد القانون معناه من ناحية "الليكود" كسر القواعد، والتوجه إلى الانتخابات". 
 
كما طلب غانتس من نتنياهو، أمس، أن يقر مشروع "قانون هاوزر" في غضون 24 ساعة، فرد نتنياهو: "لا حاجة لا لـ24 ساعة ولا لـ24 دقيقة، توجد ميزانية جاهزة"، مضيفا: "فقط إذا توقف غانتس عن الصدام بنا وإدارة حكومة داخل الحكومة، سيكون رئيسا للوزراء". 
 
وتساءلت "يديعوت": "قبل أقل من أسبوعين من الموعد النهائي للحسم، هل يوجد طريق للامتناع عن الانتخابات التي لا يريدها أحد؟"، موضحة أن هناك 5 سيناريوهات أو طرق محتملة. 
 
تأجيل إقرار الميزانية 


الأول؛ "تأجيل إقرار الميزانية"، وهي بحسب الصحيفة "إمكانية واقعية وأكثر معقولية لمنع الانتخابات، التي ستطرح على التصويت غدا بالقراءة العاجلة، ولكن حتى عليها لا يوجد توافق؛ فالليكود مستعد لتأييدها بالقراءة العاجلة، أما "أزرق أبيض" فيطالب بتشريع سريع". 
 
ونوهت بأن "هدف الليكود خوض مفاوضات على ميزانية لسنة واحدة بين القراءة العاجلة والقراءة الثانية والثالثة، وعندها يقرر إذا كان سيؤيد أو سيتوجه إلى الانتخابات، وهدف "أزرق أبيض" إقرار القانون، وخوض مفاوضات على ميزانية إسرائيل في الأسابيع القادمة، بحيث لا يكون معنى لإقرار ميزانية لسنة واحدة لشهرين أو ثلاثة اشهر". 
 
الالتزام بالاتفاق 


والسيناريو الثاني؛ "الالتزام بالاتفاق"، وهذه في "الحقيقة ليست موضع جدال؛ نتنياهو يخرق الاتفاق الائتلافي الذي وقع عليه؛ فالبند 30 في الاتفاق ينص على أنه بعد 90 يوما من ترسيم الحكومة، ستجاز ميزانية لسنتين (2020 و2021)، ويظهر في الاتفاق عقاب لا احتمال في أن يحترمه نتنياهو، بأنه إذا لم يلتزم رئيس الوزراء بالاتفاق فسيخلي مكانه لغانتس". 

 

اقرأ أيضا: اتفاق يؤجل أزمة حكومة إسرائيل.. وتحذير من تقديم الانتخابات
 
والمعنى أنه "يمكن منع الانتخابات حال التزم نتنياهو بالاتفاق، "بلا حيل ولا أحابيل"، وقدرت الصحيفة أن احتمال حدوث ذلك "متدن"، لأن نتنياهو يسمع كبار في الليكود يقولون له: "إذا تخليت عن ميزانية لعام واحد، سيتولى غانتس رئاسة الحكومة". 
 
غانتس يتنازل  

 

والثالث؛ أن "يتنازل غانتس"، في الوقت الذي "يتمسك بالاتفاق، وموضوعيا هو محق، ولكن هل تقع المسؤولية على كاهله؟ بالتأكيد، توجد طرق عديدة للكفاح ضد نتنياهو، الذي قرر عدم الالتزام بالبند موضع الحديث، ولكن الطريق الأكثر تطرفا هو السماح له بجر إسرائيل إلى الانتخابات". 
 
ونبهت "يديعوت" إلى أن عدة مؤشرات تؤكد أن غانتس، الذي "سمع كل التحذيرات، ورأى الأضواء الحمراء التي أشغلت بعد تشكيل الحكومة، لن يتراجع، لأنه متمسك باتفاق التناوب على رئاسة الحكومة". 
 
حلول إبداعية 


ويتعلق الطريق أو السيناريو الخامس بـ"إيجاد حلول إبداعية"، حيث تسبب "الخوف والرعب" من الذهاب لانتخابات رابعة بطرح العديد من المصادر السياسية "لعدة حلول مثيرة للاهتمام"، وطرح مسؤول في "الليكود"، "اقتراحا إبداعيا ولكنه غريب"؛ بحيث "تقر الحكومة ميزانية لسنة واحدة ولسنتين، ولكن الكنيست تقر ميزانية لسنة واحدة فقط للعام 2020". 
 
وبحسب الصحيفة، الهدف هو "الوصول في الحكومة إلى اتفاق ميزانية لسنتين؛ منعا لنتنياهو من حل الحكومة قبيل إقرار الميزانية القادمة في آذار/ مارس 2021، وفي محيط غانتس رفضوا الفكرة تماما، لأنه في مثل هذه الحالة يبقى بوسع نتنياهو حل الحكومة". 
 
كما اقترح مصدر سياسي كبير "إقرار ميزانية حتى 31 آذار/ مارس 2021"، وهذا "احتمال ضعيف".
 
حكومة ضيقة 

 

والسبيل الخامس والأخير، بحسب "يديعوت"، هو "تشكيل حكومة ضيقة"، حيث "يحاول في هذه الأيام نتنياهو تشكيل حكومة بديلة ضيقة من دون "أزرق أبيض"؛ لمنع انتخابات في الشتاء، ولكن هذه خطوة سياسية معقدة، وحتى بعد ربط حزب "يمينا" بمثل هذه الخطوة، يبقى مع 59 نائبا فقط".


والمعنى هنا أنه "سيحتاج لفارين آخرين من صفوف "أزرق أبيض"، "ديرخ ايرتس"، أو حزب "العمل"، وفي الماضي حاول نتنياهو تفكيك "كديما"، لكنه لم ينجح، كما من قريب حاول تجنيد فار من "أزرق أبيض" وفشل، واحتمال ذلك ليس عاليا اليوم أيضا".