صحافة دولية

NYT: لماذا غابت السياسة الخارجية عن مؤتمر الجمهوريين

تقول "واشنطن بوست" إن ترامب فشل في تحقيق أهدافه الخارجية- جيتي

لم تحضر قضايا السياسة الخارجية في مؤتمر الحزب الجمهوري الذي انتهى ليلة الخميس بخطاب ناري هاجم فيه الرئيس دونالد ترامب منافسه الديمقراطي جو بايدن وحذر الأمريكيين من انتخابه.

 

والسبب وراء عدم ظهور القضايا الخارجية بشكل بارز، هو الانتصارات الخارجية القليلة في عهد ترامب، بحسب "نيويورك تايمز".

 

وأوضحت الصحيفة في تقرير أعده مايكل كراولي أن المؤتمر القومي للحزب الجمهوري صور الرئيس دونالد ترامب بالقائد الأعلى للقوات المسلحة القوي الذي هزم الأعداء وبحث عن حلفاء جدد. ولكن الكلام المتباهي غطى على الطموحات الكبرى في السياسة الخارجية التي لم يكن قادرا على الوفاء بها.

 

وتابع أن "سياسته الخارجية الجريئة مع كوريا الشمالية لإقناعها وقف برامجها النووية انهارت، فيما تحدت إيران سياسة أقصى ضغط ورفضت المساومة معه. ووصلت خطته للتسوية السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين إلى طريق مسدود، وباتت الصفقة التجارية مع الصين حلما بعيدا".

 

وفي الوقت الذي لم يف فيه ترامب بوعده سحب القوات الأمريكية من الشرق الأوسط، فالجيش الأمريكي لا يزال يقاتل رغم اتفاقية السلام التي وقعها مع طالبان. وفي سوريا تناوشت القوات الأمريكية التي تعهد ترامب بسحبها، هذا الأسبوع مع قوات روسية، البلد الذي يواصل استفزازاته رغم محاولات التقارب مع الرئيس فلاديمير بوتين. وفي فنزويلا سخر الحاكم الإشتراكي نيكولاس مادورو من محاولات الولايات المتحدة الإطاحة به. وقال إريك إلدرمان، مساعد وزير الخارجية في ظل إدارة جورج دبليو بوش: "هناك الكثير من الأعمال غير المنجزة ويمكن القول إنها لم تكتمل".

 

وعلق إلدرمان الذي يعتبر ناقدا شديدا لترامب ووقع في الفترة الماضية على رسالة مع 70 من الساسة المحترفين ومسؤولي الأمن القومي الجمهوريين شجبوا فيها الرئيس، أن الواقع أسوأ، حتى في القضايا التي دعم فيها استراتيجية إدارة ترامب مثل التركيز على المنافسة مع الصين وروسيا، إلا أن ترامب لم يكن متساوقا بشكل تام مع السياسة الرسمية "ليست لديه قضية، في الحقيقة". 


ولدى الديمقراطيين قائمة من الموضوعات غير المنجزة. فقد أصدرت لجنة العمل للأمن القومي، وهي مجموعة من مسؤولي السياسة الخارجية السابقين ممن عملوا في إدارة باراك أوباما مذكرة بعنوان "أربعة أعوام من الصفقات الفاشلة"، وانتقدوا فيها تحركات ترامب في الصين وإيران وكوريا الشمالية وأفغانستان.

 

وجاء في المذكرة: "بدلا من أن يلوح بمؤهلاته كصانع سلام، كشف ترامب عن نفسه أنه ليس إلا مندوب مبيعات لزيت الثعابين" أي مهرج.

 

وجاء فيها أيضا: "لم تتحقق صفقاته التي تبجح بها وما قدمه بدا فارغا ولا يساوي شيئا أكثر من الحبر الذي كتب به".

 

ويقول حلفاء الرئيس إن ترامب لم يتم الثناء عليه بما هو أهله من ناحية ما قام به من إنجازات. وأهم من ذلك تمزيقه المعاهدة النووية التي وقعها سلفه مع إيران عام  2015.

 

وبعدما وعد بأنه سيسحق تنظيم الدولة، أشرف على الحملة العسكرية التي أدت لهزيمته، حتى لو بدأ التخطيط والتنفيذ للحملة في عهد أوباما.

 

وفي خطابه أمام المؤتمر يوم الثلاثاء أشار وزير الخارجية مايك بومبيو إلى هذه الإنجازات بالإضافة للقتل المستهدف "للقائد الشرير" أبي بكر البغدادي.

 

وفي كلمته من القدس المحتلة التي قصد منها تذكير الناخبين الأمريكيين بنقل السفارة الأمريكية إليها، عدد بومبيو إنجازات ترامب ومدح حملة الضغط على إيران وقتل القيادي العسكري في الحرس الثوري قاسم سليماني في 3 كانون الثاني/يناير هذا العام.

 

وتطرق عدد من المتحدثين بشكل متكرر إلى محاولة ترامب إنهاء الحروب اللانهائية مما يجعله أول رئيس منذ جيمي كارتر لم يرسل القوات الأمريكية إلى مسرح حربي جديد.

 

وأكدوا على شعاره "أمريكا أولا". وقال سفيره السابق في ألمانيا ريتشارد غرينل: "في سنواته الأربع لم يبدأ حربا جديدة".

 

ولكن الرئيس بدأ في الفترة الأخيرة بالحديث عن حاجته لأربع سنوات أخرى لإنجاز ما وعده. وقال إن الكثير من أعداء أمريكا ينتظرون هزيمته في تشرين الثاني/نوفمبر وخسارة الديمقراطيين تجعلهم يستسلمون.

 

اقرأ أيضا: حملة مناهضة ترامب داخل حزبه تبدأ تحركها.. تملك خبرة هائلة