صحافة دولية

MEE: مئات الجنود السودانيين دخلوا اليمن عبر السعودية

عناصر من الجيش السوداني في إحدى مناطق القتال باليمن- جيتي

قال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، إن مئات الجنود السودانيين، دخلوا إلى السعودية، في طريقهم للقتال باليمن الأسبوع الماضي، وهو ما يؤشر لتصاعد مشاركة الخرطوم في الحرب باليمن.

وكانت الخرطوم قالت في كانون الثاني/ يناير الماضي، إنها ستقلص وجودها العسكري في اليمن، من 5 آلاف جندي إلى مجموعة صغيرة تتألف من 650 جنديا، بعد أن كان تعداد مقاتليها هناك يصل إلى نحو 15 ألف جندي كجزء من التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات للحرب مع الحوثي بحسب الموقع.

ونقل الموقع البريطاني، في تقرير ترجمته "عربي21"، عن مصادر سعودية خاصة به، قولها، إن 1018 ضابطا وجنديا سودانيا، دخلوا إلى المملكة بواسطة القوارب، في الـ 22 من أيلول/سبتمبر الماضي، عبر منفذ جوازات مدينة جازان جنوب شرق البلاد القريبة من الحدود اليمنية.

 

وقال مصدر مطلع طلب عدم ذكر اسمه إن طائرتين سودانيتين تقلان عسكريين سافرتا أيضا من الخرطوم إلى مطار نجران جنوب السعودية في اليوم السابق.

 

 

إقرأ أيضا: توقيع اتفاق سلام بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية بجوبا

 

وتاليا النص الكامل للتقرير :

علم موقع ميدل إيست آي أن مئات الجنود السودانيين دخلوا إلى المملكة العربية السعودية في طريقهم إلى اليمن الأسبوع الماضي، بما يشير إلى أن السودان يزيد من مشاركته في الصراع في اليمن.

في شهر كانون الثاني/يناير، أعلن السودان عن أنه يقوم بتقليص وجوده العسكري في اليمن من حوالي 5000 جندي إلى مجموعة ضئيلة لا تتجاوز 650 عنصرا.

 

وكان السودان قبل ذلك قد نشر ما يقرب من خمسة عشر ألف جندي هناك كجزء من التحالف السعودي الإماراتي الذي يقاتل حركة الحوثيين.

إلا أن مصادر خاصة سعودية أبلغت موقع "ميدل إيست آي" أن 1018 ضابطا وجنديا في الجيش السوداني دخلوا المملكة بحراً في الثاني والعشرين من أيلول/سبتمبر، عابرين من خلال نقطة مراقبة جوازات تقع في مدينة جازان في جنوب الغرب قريباً من الحدود اليمنية.

وقال مصدر مطلع يحتل موقعاً مرموقاً، طلب عدم الإفصاح عن هويته بسبب حساسية الموضوع، إن طائرتين سودانيتين تقلان أفراداً في الجيش سافروا قبل ذلك بيوم من الخرطوم إلى مطار نجران في جنوب المملكة العربية السعودية.

أما الطائرة الأولى، التي كانت تقل 123 راكباً، فوصلت في السابعة وثلاث وعشرين دقيقة مساء. وأما الطائرة الثانية فكانت تقل 128 راكباً.

وبحسب المصدر غادرت الطائرة الأولى عائدة إلى الخرطوم في الثامنة وسبع وعشرين دقيقة مساء وعلى متنها 122 راكباً، بينما غادرت الطائرة الثانية في الثامنة وتسع وخمسين دقيقة مساء وعلى متنها 128 راكباً.

وقال المصدر، الذي استخدم آخر اسم يطلقه التحالف على عملياته التي ينفذها في اليمن: "جلبت الطائرات السودانية ضباطاً وجنوداً للمشاركة في عملية إعادة الأمل."

التوترات العسكرية المدنية
وكان السودان في عهد حكومة عمر البشير قد دخل في حرب اليمن في عام 2015 بطلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وكانت قواته تنشط بشكل خاص على امتداد ساحل البلاد المطل على البحر الأحمر.

ثم ما لبث أن خلع الجيش البشير في نيسان/إبريل 2019 أثناء انتفاضة شعبية استمرت لشهور. ومنذ ذلك الحين والسودان يحكم من قبل مزيج من الحكام العسكريين والمدنيين. وبدأ المدنيون في العمل على سحب القوات من اليمن.

إلا أن بضع مئات من قوات الدعم السريع بقوا في عدن التي تسيطر عليها الإمارات وفي المناطق الحدودية بين السعودية واليمن.

وفي كانون الثاني/يناير قال يمنيون في مقابلات مع موقع "ميدل إيست آي" إنهم يرحبون بانسحاب المقاتلين السودانيين لأنهم كما جاء على لسان أحد المواطنين في منطقة المخا "كانوا كابوساً".

ونقلت وسائل الإعلام السودانية في الأسبوع الماضي أن قوات الدعم السريع أرسلت 28 مدنياً من غرب دارفور للقتال في اليمن.

كثيراً ما يبرز إلى السطح خلاف بين حكام السودان العسكريين والمدنيين، الذين أنيطت بهم مهمة الانتقال إلى ديمقراطية كاملة، ومن أمثلة ذلك الجدل بشأن الموضوع الشائك المتعلق بالتطبيع مع إسرائيل.

يقال إن الولايات المتحدة اشترطت مقابل رفع العقوبات عن السودان والتوقف عن تصنيفه "دولة راعية للإرهاب" الاعتراف بإسرائيل، وهي الخطوة التي يشجع عليها الإماراتيون، حلفاء الخرطوم في اليمن، ويتحمس لها قادة الجيش السوداني.

فيما لو تم إبرام مثل هذه الصفقة، على خطى المعاهدات المشابهة التي أبرمت برعاية الولايات المتحدة بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين، فإن ذلك سيكون نجاحاً مهماً للسياسة الخارجية التي تنتهجها إدارة ترامب عشية الانتخابات الرئاسية التي ستجري الشهر القادم.

إلا أن الرأي العام السوداني بمجمله يعارض التطبيع مع إسرائيل الأمر الذي يسبب حرجاً شديداً لرئيس الوزراء عبدالله حمدوك الذي تعهد بإنقاذ اقتصاد بلاده وتحسين سمعته في المحافل الدولية.