صحافة دولية

لماذا تحاول إدارة ترامب حل الخلاف الخليجي في هذا التوقيت؟

ترامب رغم حسارته الانتخابات إلا أنه يعمل على ملف الأزمة الخليجية- جيتي

نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية، تقريرا تحدثت فيه عن زيارة كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره، غاريد كوشنر، إلى السعودية وقطر في محاولة لحل الخلاف الخليجي.


وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هذه الجهود تأتي في سياق مساعي البيت الأبيض لإقناع المزيد من الدول العربية بالانضمام إلى قطار التطبيع مع إسرائيل للحد من النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة.


وأوضحت الصحيفة أن زيارة كوشنر إلى الخليج تأتي في ظل تصاعد التوتر في المنطقة على خلفية مقتل العالم النووي الإيراني البارز، محسن فخري زاده، الذي يُعد مهندس البرنامج النووي الإيراني. 


وبحسب ما نقلته صحيفة "الغارديان" البريطانية‎ عن مصادر في إدارة ترامب، فإن كوشنر سيلتقي ولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان في مدينة نيوم السعودية، ثم مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

 

اقرأ أيضا: الاتفاق الخليجي المحتمل.. مصالحة كاملة أم هدنة مؤقتة؟

وسيضم الوفد المرافق لمستشار الرئيس، الممثل الخاص للبيت الأبيض للمفاوضات الدولية آفي بيركوفيتش، والممثل الخاص لإيران المنتهية ولايته برايان هوك، والمدير التنفيذي لمؤسسة تمويل التنمية الدولية الأمريكية آدم بوهلر. 


هل تنجح المساعي الأمريكية؟

 

وفقا لما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن حل النزاع القائم بين قطر وحلف المقاطعة الذي تقوده السعودية، سيكون من المواضيع المدرجة على جدول أعمال الزيارة. 

 

وفي حال نجح كوشنر في حل الخلاف بين المملكة العربية السعودية وقطر، سيكون ذلك إنجازا حقيقيا لإدارة ترامب التي فشلت كل محاولاتها السابقة في حل الأزمة التي بدأت في 2017 عندما قررت السعودية والإمارات والبحرين ومصر مقاطعة قطر.

 

وتقول الصحيفة إن زيارة كوشنر الحالية تأتي بعد فترة قصيرة من نجاح مساعيه الدبلوماسية التي أفضت إلى موافقة ثلاث دول عربية، هي الإمارات والبحرين والسودان، على تطبيع العلاقات مع إسرائيل. 

 

ويعتقد البيت الأبيض وفقا للصحيفة أن دخول السعودية ضمن مسار التطبيع من شأنه أن يشجع دولا عربية أخرى على السير في الطريق ذاته، وكل ذلك من أجل تقليص نفوذ إيران المتنامي في المنطقة. 

 

وتأتي زيارة كوشنر مباشرة بعد اغتيال المهندس النووي الإيراني محسن فخري زاده، الذي وجهت إيران على إثره أصابع الاتهام نحو إسرائيل.

 

اقرأ أيضا: حوار أمريكا والكويت الاستراتيجي: وحدة الخليج ضرورية الآن

 

وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" نقلا عن مصادر مطلعة، أن المملكة العربية السعودية تكثف جهودها حاليا لحل الخلاف المستمر منذ ثلاث سنوات مع قطر تحسبا للتغيير القادم في البيت الأبيض، حيث يتطلع الأمير محمد بن سلمان إلى كسب تأييد الرئيس المنتخب جو بايدن.

 

وبحسب الصحيفة الأمريكية، يشعر ولي العهد بعد انتصار بايدن وكأنه على صفيح ساخن، ويعتزم التوصل إلى اتفاق مع قطر لإظهار الرغبة في إحداث تغييرات ملموسة.

 

من جهتها، أكدت "الغارديان" أن المملكة العربية السعودية تخشى أن يعتمد جو بايدن سياسة أكثر تساهلا تجاه إيران، على غرار ما حدث في فترة باراك أوباما، وهو الأمر الذي أدى إلى توتر علاقات واشنطن مع حلفائها الإقليميين التقليديين. 

 

وأعلن جو بايدن سابقا نيته العودة إلى طاولة المفاوضات بشأن الاتفاق النووي مع إيران، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018 معلنة حزمة من العقوبات ضد طهران. 

 

ويعتقد الخبير الروسي ومدير الأبحاث بمعهد "حوار الحضارات" أليكسي مالاشينكو، أن التغيير المنتظر في الولايات المتحدة والقرارات، التي يمكن أن يتخذها بايدن في الملف الإيراني ليست ذات أهمية مركزية في هذه المرحلة لدول الخليج.

 

وبحسب رأيه، فإن رغبة دول الخليج نفسها في حل الخلافات بينهما هو العامل الأساسي الذي قد يؤدي إلى تغيير الوضع الراهن.

 

ويضيف مالاشينكو: "تخشى الدول الخليجية، وخاصة المملكة العربية السعودية من الأيديولوجيا الإيرانية والبرامج النووية. إذا تمكنت إدارة دونالد ترامب من استغلال هذا الظرف، والقيام بدور نشط في المفاوضات بين أطراف الأزمة ونجحت في حل الخلافات، سيكون ذلك انتصارا دبلوماسيا كبيرا للرئيس الحالي".