صحافة إسرائيلية

WP: معاداة نتنياهو لبايدن لن تخدمه في واشنطن

في 2019 وبعد عدة سنوات من تباهي نتنياهو بعلاقته مع ترامب، قالت نسبة 25 بالمئة من الديمقراطيين إنها ترى في إسرائيل حليفا- جيتي

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا لجاكسون ديهيل تناول فيه موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن.

وسلط التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، الضوء على موقف أعضاء الكونغرس الجمهوريين من نتائج الانتخابات وفوز بايدن، الذين تجنبوا الاعتراف به كرئيس منتخب وواصلوا إصدار بيانات لإرضاء دونالد ترامب، لكن المثير للدهشة، وفقا للكاتب، أن يتبنى هذه السياسة زعيم بلد من أهم حلفاء الولايات المتحدة.

وقال إن "إسرائيل بلد يعتمد على إجماع الحزبين في واشنطن لتمرير مساعدة سنوية بمليارات الدولارات ودعم أمنها الأساسي"، معتبر أن رد نتنياهو على انتخاب بايدن جاء "متفوقا على ردة فعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الوقحة والحاقدة".

وكان موقف نتنياهو المتحيز لترامب صارخا، مثل اليافطة التي علقت في تل أبيب وتحمل صورتهما معا علامة أنهما قويان.

وعندما أعلن الإعلام الأمريكي عن فوز بايدن في 7 تشرين الثاني/نوفمبر انتظر نتنياهو حتى اليوم الثاني لتقديم التهنئة، وجاء متأخرا عن آخرين قريبين لأمريكا. ولم يوجه نتنياهو تهنئته إلى بايدن، ولم يعترف في تغريدته بفوز بايدن. وبعد 14 دقيقة، أرسل نتنياهو تغريدة خاصة لترامب يشكره فيها "على الصداقة التي أظهرها لدولة إسرائيل ولي شخصيا".

ومنذ ذلك الوقت تبنى نتنياهو موقفا متشددا ضد واحد من أهم تعهدات بايدن في السياسة الخارجية وهي عودة الولايات المتحدة للتفاوض مع إيران. ويُعتقد أن إسرائيل تقف وراء عملية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده في 27 تشرين الثاني/نوفمبر.

 

اقرأ أيضا: يديعوت: هكذا تحدث بلينكن عن إسرائيل والقضية الفلسطينية


ويقول ديهيل: "هذا الفعل الاستفزازي لن يبطئ نشاطات إيران النووية، بل على العكس سيسرعها. لكن قتل فخري زاده قد يخرب محاولة بايدن العودة للاتفاقية النووية".

ويرى ديهيل أن تحضير نتنياهو لإدارة بايدن "بدأ قبل الانتخابات"، مشيرا إلى أنه "في 14 تشرين الأول/أكتوبر أقرت لجنة حكومية إسرائيلية بناء 2260 وحدة سكنية، ثلثاها سيقام على أراض واقعة ضمن الدولة الفلسطينية التي يدعمها بايدن. إلى جانب 600 وحدة مخصصة للمستوطنات التي يحظر على إسرائيل التوسع فيها حتى ضمن خطة ترامب الأحادية الداعمة لإسرائيل والتي صادق عليها نتنياهو".

وربما دافع أنصار نتنياهو عنه مبررين شكره لترامب بأنه "أمر طبيعي، بعدما أغدق عليه الكثير من الهدايا بما فيها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس".

ووفقا للكاتب، فإن نتنياهو ضاعف من جهوده في واشنطن بطريقة لم يقم بها أي زعيم أجنبي، حيث تحالف مع الحزب الجمهوري، وعمل بقدر استطاعته على "تقويض جهود الرؤساء الجمهوريين المتعاقبين، وعول في الوقت نفسه على دعم الحزبين في الكونغرس الذي يصادق على المساعدة السنوية لإسرائيل".

لكن مقامرة نتنياهو كانت لها "ثمار مزيجة"، فصدام نتنياهو مع الرئيس بيل كلينتون، اعتبر عاملا في هزيمته بانتخابات 1999 الإسرائيلية. وبعد عودته إلى السلطة عام 2009 دعم وبشكل مفتوح المرشح الجمهوري ميت رومني ضد باراك أوباما في 2012. وفشل كما فشلت محاولاته في منع توقيع اتفاقية نووية بين أمريكا وحلفائها مع إيران، عندما ألقى خطابا في الكونغرس.

 

اقرأ أيضا: جنرال إسرائيلي يوصي بالحذر من سياسة بايدن تجاه الفلسطينيين

ولكن الدعم الديمقراطي لإسرائيل "لم يتغير"، خاصة عندما حاول نتنياهو تقييد يد أوباما لدعم الدولة الفلسطينية وتجميد المستوطنات في الضفة الغربية. والسؤال إن كان هذا سيتغير أم سيواصل نتنياهو تحدي بايدن بشكل مفتوح.

ومع مرور الوقت فقد تراجع دعم نتنياهو وإسرائيل في صفوف الحزب الديمقراطي بسبب دعمه للحزب الجمهوري، كما يقول الكاتب.

وفي استطلاع أجرته مجلة "إيكونوميست" و"يوغف" عام 2015 وجد أن نسبة 19 بالمئة من الديمقراطيين يحملون مواقف محبذة من الزعيم الإسرائيلي، مقابل 50 بالمئة لم تعبر عن مواقف داعمة له.

وفي 2019 وبعد عدة سنوات من تباهي نتنياهو بعلاقته مع ترامب، قالت نسبة 25 بالمئة من الديمقراطيين إنها ترى في إسرائيل حليفا.

ويظل بايدن من المدرسة القديمة بالحزب الديمقراطي ولديه سجل قوي في دعم إسرائيل ويعرف نتنياهو. ووفقا لتقدير الكاتب "لا يبدو أن بايدن يشترك مع مواقف أوباما وكلينتون من إسرائيل، ولو قرر التحرك ضد نتنياهو فسيجد على أكبر احتمال دعما لتحركه من داخل الحزب".

ويواجه نتنياهو مصاعبه الخاصة، فهو عرضة لمحاكمات بتهم الرشوة، ومن المحتمل انتخابات قادمة في العام المقبل. ويعتقد نتنياهو أن حربه ضد بايدن لن تؤذيه، لكن استمرار الإضرار بأسس العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية من السهل اكتشافه، بحسب ما قاله " ديهيل".