صحافة دولية

صحيفة إسبانية: هذه فضائح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

وعد جونسون بأن مبلغ 350 مليون جنيه إسترليني يمكن أن يذهب إلى نظام الصحة العامة الوطني بدل الاتحاد الأوروبي- جيتي

نشرت صحيفة "الكونفيدينسيال" الإسبانية مقال رأي للكاتبة سيليا ماثا تحدثت فيه عن الفضائح التي تحوم حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وقالت الكاتبة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه ربما لم يسمع أحد من قبل عن الطالب شهمير ساني (23 سنة)، الذي تلقى في حزيران/يونيو 2016، قبل يومين فقط من الاستفتاء التاريخي الذي أدى إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تبرعا بقيمة 625 ألف جنيه إسترليني.

بحلول ذلك الوقت، كانت الحملة الرسمية للمتشككين في الاتحاد الأوروبي "فوت ليف" (بقيادة بوريس جونسون ومايكل جوف) على وشك إنفاق مبلغ قدره سبعة ملايين جنيه إسترليني. من أجل فكرة استخدام ساني لإنشاء مجموعة مستقلة أخرى باسمهم للدفع لشركة "بيانات" تعمل مع فيسبوك، وخصصوا لها مبلغا كبيرا من المال.

هذا الشاب لم ير ولو جنيها واحدا. فقد قام محامو الحملة الداعية لمغادرة الاتحاد الأوروبي بتوجيهه خلال كل خطوة، وإخباره بما يجب القيام به ومكان التوقيع.

 

اقرأ أيضا: رفض أوروبي لعرض بريطاني قبل 8 أيام من انتهاء "بريكست"


من جانبها، أدركت لجنة الانتخابات أن هذا كان أبرز انتهاك لقانون التمويل في تاريخ المملكة المتحدة. كان "التنسيق" بين الحملات ممنوعا أيضا بموجب القانون، ما لم يتم الإعلان عن الإنفاق بشكل مشترك، وهو ما لم يحدث.

أوضحت الكاتبة أنه عندما يتم القبض على رياضي يتعاطى المنشطات، فإن الجدل لا يدور حول ما إذا كان قد استخدم الكثير أو القليل جدا من أي مادة، وإنما تفتك منه الميدالية دون تفكير. وفي حال السماح بوجود مخالفات في الديمقراطية، فماذا يمكن أن يحدث فيما بعد؟

عندما تم الكشف عن كل ذلك، كان ستيفن باركنسون (أحد العقول المدبرة للحملة الداعية لمغادرة الاتحاد الأوروبي) يعمل بالفعل مديرا سياسيا لرئيسة الوزراء آنذاك تيريزا ماي. ونشر بيانا رسميا أكد فيه أنه لم يقدم سوى بعض النصائح إلى شهمير ساني.

حسب الكاتبة، يبدو أن "انتهاك القانون أصبح اليوم الاستراتيجية الأكثر فعالية لكسب حملة سياسية، لأنه لا توجد عواقب. إن الجرائم ضد الديمقراطية لا تعتبر جرائم حقيقية من قبل الطبقة السياسية. النظام معطل والقوانين لا تعمل، والمنظمون ضعفاء والتكنولوجيا تغتصب الديمقراطية".

وذكرت الكاتبة أن كريستوفر وايلي، الموظف السابق في كامبريدج أناليتيكا، كشف كيف عملت هذه الشركة الخاصة على استغلال البيانات الشخصية للمستخدمين في فيسبوك دون نيل موافقتهم خدمة لأغراض سياسية.

 

اقرأ أيضا: استئناف محادثات تجارة ما بعد "بريكست" وسط خلافات كبيرة

وقد تسببت هذه الفضيحة في إغلاق الشركة، لكن العقول المدبرة التي تقف وراءها يواصلون تحريك بيادقهم على الساحة الدولية.

كما تبين أيضا أن جونسون، الذي تحول إلى "نجم" الحملة الرسمية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كان في الواقع شخصا كاذبا، حيث قاد سيارته عبر البلاد بحافلة كبيرة واعدا بأن مبلغ 350 مليون جنيه إسترليني، الذي من المفترض أن المملكة المتحدة سترسله إلى الاتحاد الأوروبي، يمكن أن يذهب إلى نظام الصحة العامة الوطني.

في المقابل، تبين أن الرقم خاطئ ولم تصل الأموال. وبعد شهر واحد فقط، منح البريطانيون هذا السياسي غريب الأطوار أكبر انتصار لحزب المحافظين منذ عهد تاتشر (مارغريت رئيسة وزراء بريطانيا السابقة).

من جانبه، أسس نايجل فاراج (المقرب من ترامب الذي لديه علاقات وثيقة مع موسكو) حزبا سياسيا جديدا في المملكة المتحدة. ومُنح ستيفن باركنسون، الذي خالف القانون وكشف عن علاقته بشهمير ساني، والذي يدرك كل المشاكل التي خلقها هذا الشاب، لقب اللورد بفضل خدماته التي قدمها للبلاد.