سياسة دولية

تساؤلات عن سبب إصرار البابا على زيارة العراق رغم المخاطر

تشير التوقعات إلى اجتماع نحو 10 آلاف شخص غير مُلقحين لحضور قداس بابوي بملعب فرانسو الحريري في مدينة أربيل- الفاتيكان

تساءل موقع "ذا ديلي بيست" الأمريكي، عن أسباب إصرار بابا الفاتيكان، على إتمام خطة زيارته إلى العراق، والمقرر لها أن تتم في الخامس من آذار/مارس المقبل، رغم الظروف الأمنية الضاغطة وكذا تفشي فيروس كورونا بمعدلات مرتفعة هناك.

 

وتعرضت عدة مدن في الشمال والوسط خلال الأيام الماضية لموجة هجمات عنيفة، استهدفت التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة هناك، إلى جانب تسجيل الحكومة العراقية معدلات مرتفعة من الإصابة بكورونا خلال المدة الأخيرة والتي دفعت لقرارات إغلاق وحظر صارمين في كثير من المناطق.

 

ولعل اللافت في تساؤل الموقع الأمريكي، هو قرار البابا إلغاء رحلات كان مقررا له القيام بها لكل من تايلاند واليابان، وتم تأجيلها في العام 2019 دون مخاطر شبيهة.

 

وتشير التوقعات إلى اجتماع نحو 10 آلاف شخص غير مُلقحين معا لحضور قداس بابوي في ملعب فرانسو الحريري في مدينة أربيل بشمال العراق.

واتخذ الفاتيكان احتياطات غير عادية لحماية القادمين مع البابا، حيث حصل كل من يسافر معه، بما في ذلك هيئة الصحافة بالفاتيكان، على جرعتين من لقاح فايزر-بيونتيك.

وسيقام الحفل الديني في أربيل في مكان يتسع لـ50 ألف مقعد، لكنه سيسمح بطاقة استيعابية لـ20 في المئة.

 

اقرأ أيضا : الصدر يرحب بزيارة البابا للعراق وينتقد الاعتراضات

 

ويفترض "ذا ديلي بيست" عدم تلقيح الحشد، فمن غير المتوقع أن يبدأ العراق طرح لقاح كوفيد حتى وصول أول 3 ملايين جرعة منتظرة هذه الأيام.


ويقول موقع ذا ديلي بيست إن أكبر تهديد للبابا قد يكون تصاعد العنف في بغداد، حيث ستهبط طائرته الجمعة المقبلة.

 

وسقطت صواريخ كاتيوشا داخل المنطقة الخضراء شديدة الحراسة بالقرب من السفارة الأمريكية، الاثنين الماضي، للمرة الثالثة خلال أسبوع. 

وفي 15 شباط/فبراير، أدى هجوم آخر على قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة بالقرب من مطار أربيل إلى مقتل متعاقد مدني وإصابة آخرين.

وقال أدريان هيزلر، كبير المسؤولين الطبيين في شركة هلكس إنترناشيونال للصحة والسفر والأمن الدولي، لموقع ذا ديلي بيست، إن خطط القداس البابوي في ملعب فرانسو الحريري تتماشى مع نهج أوروبا والولايات المتحدة تجاه التجمعات الكبيرة، بما في ذلك ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي، بحيث يمكن التحكم في الحشود بشكل جيد نسبيا. 

وأضاف: "سيكون قلقي الأكبر هو الجماهير غير المنضبطة من الناس التي قد تتجمع حول المطارات والكاتدرائية والطريق".

ويشير هيزلر إلى إمكانية أن يستغل البابا فرانسيس زيارته للترويج للقاحات التي وصفها بـ"التزام أخلاقي" لوضع حد للوباء. كما قال الفاتيكان إن أي موظف يرفض تلقي اللقاح سيتعرض للفصل. 

وكان الفاتيكان ذكر أنه يحتفظ بالحق في إلغاء الرحلة إذا أصبحت الأمور خطيرة للغاية، لكن الخطط تمضي قدما في العراق. 

 

وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بحث الأحد، ترتيبات زيارة البابا إلى البلاد مع سفير الفاتيكان لدى بغداد، ميتجا لسكوفر، وسط أنباء عن عزمه توقيع "وثيقة إخاء" مع المرجع الشيعي علي السيستاني.

وقال الكاظمي؛ إن زيارة البابا ستسهم في "ترسيخ الاستقرار، وإشاعة روح التآخي في العراق وفي عموم المنطقة"، بحسب بيان لرئاسة الوزراء العراقية.

وأضاف البيان أن جهود البابا "مشهود لها حول العالم في الحد من الصراعات، وتغليب الحكمة والعقل، وإعلاء قيمة الإنسان فوق كل المصالح السياسية والنزاعات والحروب".

وقال سفير الفاتيكان لدى العراق؛ إنه ممتن لجهود الحكومة العراقية في "تسهيل إجراءات الزيارة التاريخية التي سيقوم بها البابا فرنسيس إلى العراق".

وتقرر أن يلتقي البابا بالمرجع الشيعي علي السيستاني في داره في النجف، وهو لقاء فريد من نوعه بين البابا الذي يعدّ الزعيم الروحي للمسيحيين الكاثوليك، والسيستاني، الزعيم الروحي البارز لشيعة العراق، وأحد أكثر المراجع الدينية الشيعية تأثيرا في العالم.