ملفات وتقارير

انتقادات لحمدين صباحي بعد حديثه عن اعتقال "الجمل"

صباحي قال: أنا وجمال مرتاحان الآن لأن تراب الوطنِ ولو في الزنزانة أحبُّ إليه من فضاء الغربة- أرشيفية

تعرض المرشح الرئاسي السابق المصري حمدين صباحي لانتقادات حادة من معارضي النظام المصري بعد منشور له مثير للجدل عن الصحفي المعتقل حديثًا جمال الجمل.

 

وكان جمال الجمل قد عاد إلى مصر من إسطنبول الأسبوع الماضي بعد غربة دامت لما يقارب خمسة أعوام، واعتقل بمطار القاهرة الدولي فور وصوله، واستمر إخفاؤه قسريًا لخمسة أيام، ظهر بعدها في نيابة أمن الدولة مع أنباء عن نقله إلى سجن طرة، بدعوى وجود حكم بالحبس بتهمة إهانة القضاء في إحدى مقالاته قبل سفره من مصر عام 2016.

 

وكان خبر عودة الجمل إلى مصر قد أثار جدلًا واسعًا بين النشطاء، الذين أكدوا أنه لم يكن قرارًا حكيمًا من الجمل، وأنه رغم أي ضغوط تواجدت في الغربة فلا يجب عليه أن يلقي بنفسه إلى التهلكة بعودته إلى مصر مع علمه أن السلطة تعتقل أي معارض لها فور وصوله. وقد سارعت نخب القوى المعارضة للنظام المصري إلى الإعلان عن تضامنها مع جمال الجمل، كما طالبت العديد من المنظمات الحقوقية بالإفراج عنه.

 

أما حمدين صباحي فقد كتب عبر "فيسبوك" أمس الاثنين قائلا:" أنا وجمال مرتاحان الآن. لأن ترابَ الوطنِ ولو في الزنزانة، أحبُّ إليه من فضاء الغربة. عودٌ حميدٌ يا طيراً لا يتقن هجرةَ عشه".

 

اقرأ أيضا: كيانات معارضة تخاطب واشنطن وبروكسل حول اعتقال الكاتب الجمل

المنشور أثار غضب الكثيرين، حيث أكدوا أن حديثه عن الوطن "كزنزانة" هو أمر "مقزز" وفق وصف النشطاء وأنه نوع من التطبيع مع فكرة قبول العيش في زنزانة داخل الوطن على العيش بحرية في الغربة، مؤكدين أن ذلك نوع من الذل والخنوع لنظام ظالم ولقوى سياسية تقبل أي نوع من الإذلال.

 

وأشار النشطاء إلى أن صباحي لم يدن اعتقال الجمل في منشوره بل بدا وكأنه مرحب بعودته دون النظر إلى شروط تلك العودة، معتبرين ذلك "استسلاما مخجلا للواقع البائس الذي تحياه مصر"، فضلا عن أنه تأخر كثيرا - وفق النشطاء - في الحديث عن جمال الجمل.

 

وتساءل النشطاء عن حديث صباحي عن شعوره بـ"الراحة" هو وجمال، قائلين: "هل الراحة وأنت تقطن في فيلتك هي نفس راحة جمال الجمل وهو يبيت في المعتقل؟".

 

وجمال الجمل كاتب مصري مستقل، تم منعه من الكتابة في مصر على خلفية معارضته للنظام المصري، واستمر في كتاباته خلال فترة تواجده في تركيا، حاول خلالها البقاء على مسافة واحدة من الجميع بما يضمن له تقديم النصح للنظام وللقوى السياسية الأخرى.

 

وكان السيسي قد اتصل بجمال الجمل هاتفيًا لمدة عشرين دقيقة في 9 أيلول/سبتمبر 2014 لمعاتبته على مقال كتبه الأخير في جريدة "المصري اليوم" انتقد فيه طريقة إدارة الدولة، وهو ما استتبعه إيقافه عن الكتابة وإغلاق جميع الأبواب في وجهه.