سياسة عربية

هل ينجح الدبيبة في إقناع دول الخليج بالتخلي عن حفتر؟

زيارة الدبيبة بدأت من الكويت- كونا
أثارت الجولة التي يقوم بها الآن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبدالحميد الدبيبة، إلى دول الخليج تساؤلات حول قدرته على إقناع هذه الدول بالتنسيق معه وحده، والتخلي عن "حفتر" ومشروعه العسكري، والمكاسب التي يجنيها من الخليج.

وأعلن مكتب "الدبيبة" الإعلامي بشكل مفاجئ عن عدة زيارات سيقوم بها رئيس الحكومة إلى دول الخليج، تبدأ بدولة الكويت ثم الإمارات والسعودية، وأخيرا قطر، بهدف البحث مع قادة هذه الدول توحيد موقفهم في الملف الليبي، دون ذكر محاور الزيارات"، حسب المتحدث باسم الحكومة.

"تساؤلات"

وشهدت العلاقات بين دول الخليج، خاصة "الإمارات والسعودية" وحكومة الوفاق السابقة، عدة توترات وصدام؛ نتيجة دعم هذه الدول لحفتر في عدوانه على العاصمة "طرابلس"، بل طالب عدة نشطاء وساسة الحكومة وقتها بقطع العلاقات مع الدولتين، لكن "السراج" رفض.

وجاءت زيارة "الدبيبة" المفاجئة لدول الخليج لتطرح بعض التساؤلات، من قبيل: ما مدى نجاحه في إقناع هذه الدول خاصة الإمارات بتغيير مواقفها ودورها في ليبيا؟ وما الإغراءات التي يمتلكها رئيس الحكومة الليبية لتحقيق ذلك؟

"تعطيل وفرض شروط"

من جهته، أكد عضو البرلمان الليبي، زياد دغيم، أن "اختيار الدبيبة لدولة كويت كأول محطة في الجولة الخليجية جاء لدورها الحيادي نحو ليبيا بشرقها وغربها، وأعتقد أن التواصل الدولي والإقليمي خطوة مهمة الآن إلى حد ما، لكنه من اختصاص المجلس الرئاسي وليس الحكومة".

وأضاف خلال تصريحاته لـ"عربي21": "مهام حكومة الوحدة الوطنية ورئيسها لا بد أن تركز على الداخل وحل مختنقاته، وهي مهمة كبيرة وشاقة، أما الزيارات إلى الخارج الآن، خاصة لبعض الدول المتداخلة في الملف الليبي، فيعني تعطيل وفرض شروط وطلبات على كاهل الدولة الليبية، التي تحاول التقاط أنفاسها"، بحسب تعبيره.

"توقيت مناسب"

في حين رأى وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر، أن "الزيارة تأتي في وقتها المناسب؛ بهدف ترسيخ الاتفاق السياسي الذي يواجه مشاكسات من حفتر، وضغوط على البرلمان، وابتزاز في الميزانية والمناصب، وهو سلوك لا ينسجم مع العهود التي قطعت في اتفاق جنيف، وتهدد هذا الاتفاق، كما أفشلت الصخيرات من قبله".

وأوضح خلال تصريح لـ"عربي21"، أن "بعض دول الخليج يمكنها القيام بدور إيجابي وأكبر، ومنها دولة الكويت، فهي دولة محايدة، وتحظى بمكانة كبيرة، وينبغي حثها على القيام بدور أكبر. أما الإمارات، فربما تقتنع بأن تسلك سلوكا سلميا؛ لضمان مصالحها، وحماية حكمها، وتتوقف عن المراهنة على قدرة حفتر في تحقيق أجندتها. أما زيارة قطر، فإنها تأتي في إطار التنسيق لدعم الاستقرار ودعم الحكومة الجديدة"، وفق تقديراته.

"جس نبض"

وقالت عضوة هيئة صياغة الدستور الليبي، نادية عمران، إن "الزيارة جاءت في إطار بلورة العلاقات، وتحديد المواقف، وجس النبض لدى تلك الدول، أما واقعيا وفعليا، فلن تكون هناك نتائج واضحة لبعض الدول، خاصة المتورطة في الصراع الليبي".

وتابعت لـ"عربي21": "كما يعتمد ذلك أيضا على مدى بسط حكومة الوحدة الوطنية سلطتها الفعلية على كامل الأراضي الليبية، ومدى التقدم في تسوية الخلافات. أما بخصوص المحاور، فأعتقد أن ملف المرتزقة والوضع الأمني سيكونان على رأس الموضوعات المطروحة خلال الزيارات"، كما توقعت.