صحافة دولية

الغارديان: ترحيب فلسطيني بنهاية زمن نتنياهو.. ولكن

الفلسطينيون لا يرون فرقا يذكر بين سياسات نتنياهو ومختلف رؤساء حكومات الاحتلال- جيتي

نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا للصحفيين حازم بعلوشة وسفيان طه وبيتر بيمونت، وترجمته "عربي21"، قالوا فيه إن هناك شعورا بالارتياح في الأراضي المحتلة ولكنه مشوب بالخوف من أن "شيئا لن يتغير"، مع خروج نتنياهو.


ويقول كريم حسنيان، 44 عاما، وهو عالم نفس فلسطيني يعيش في قطاع غزة، المكان الذي لا يزال يحسب تكلفة الحرب المدمرة الأخيرة بين إسرائيل وحماس: "إنها نهاية عصر نتنياهو المظلم". 


ولكنه يستدرك سريعا بالقول: "إنها بداية حقبة مظلمة جديدة. فلن يختلف الائتلاف الجديد عن الائتلاف السابق. لا تزال إسرائيل تحتل فلسطين. لن نرى نهاية الاحتلال في السنوات المقبلة".


ولا يزال الفلسطينيون في غزة يتعاملون مع الأمور بعد الحرب التي دامت 11 يوما مع إسرائيل في الشهر الماضي، والتي شهدت تدمير الأبراج بالقنابل.


وقال التقرير إن الطريقة التي ينظر بها الفلسطينيون في الأراضي المحتلة إلى التغييرات في الحكومات الإسرائيلية معقدة دائما، ولكن احتمال رحيل نتنياهو عن منصب رئيس وزراء إسرائيل، أقل من ذلك.


وكون الفلسطينيين في الأراضي المحتلة لا يصوتون في الانتخابات الإسرائيلية، فليس لهم رأي في القرار، على الرغم من حقيقة أن السياسة الإسرائيلية لها عواقب بعيدة المدى في تحديد كيفية تشكيل الحياة الفلسطينية.


وكانت ردود الفعل من غزة إلى الضفة الغربية، بعد الإعلان عن تشكيل حكومة ائتلافية محتملة من شأنها أن تنهي 12 عاما من الحكم المستمر لبنيامين نتنياهو، متضاربة لا محالة.


وقال حسنيان: "لقد رأينا عددا كبيرا من الحكومات الإسرائيلية لكن بناء مستوطنات [يهودية] جديدة واضطهاد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة لم يتوقف"، معبرا عن النظرة المتشائمة للكثيرين.


ومع ذلك، إذا كانت هناك ميزة جديدة واحدة، فإنها محيرة للكثيرين، في ائتلاف مقترح يسعى إلى الجمع بين اليسار وأقصى اليمين، وهي مشاركة حزب يمثل المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل في الحكومة، قائمة منصور عباس الموحدة. وقال حسنيان: "من الغريب أن يكون منصور عباس جزءا من هذا التحالف".


كان لدى باسم أبو شنب، 37 عاما، مدرس في غزة، نفس الرأي حيث قال: "أنا سعيد لأن المجرم نتنياهو لن يعود إلى السلطة مرة أخرى.

 

هذه نهاية كل مجرم. لكن نفتالي بينيت ويائير لابيد، الزعيمان الإسرائيليان اللذان يخططان للتناوب على منصب رئيس الوزراء لن يكونا قادرين على إحداث تغيير حقيقي في العلاقة مع الفلسطينيين".


وأضاف: "سنبقى كما كنا دائما: في علاقة مواجهة مع الاحتلال، بغض النظر عن هوية رئيس الوزراء، لأن التجارب السابقة تقول إنه لا يوجد فرق حقيقي في السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين".


لكن بالنسبة للبعض في غزة، فإن أخبار الحكومة الجديدة المقترحة لا أهمية لها، حيث قالت لطيفة النفار (36 عاما) وهي ربة منزل: "أنا لا أتابع الأخبار من إسرائيل.. لا يهمني من سيكون في السلطة. ولا أعرف بينيت أو لابيد. ما يهمني هو حياتي هنا".

 

اقرأ أيضا : الليكود: حظر حسابات دعت للتظاهر ضد حكومة "لابيد- بينيت"


وأضافت: "نحن نعيش تحت الحصار منذ سنوات عديدة. أصبحت حياتنا صعبة. ليس نتنياهو هو من فرض الحصار، ولكن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة هي التي تفرض نفس السياسة علينا في غزة.. نريد أن نعيش في ظروف أفضل. لا أعرف من المسؤول عن هذا.. ما يهمني هو أن نعيش في سلام وفي ظروف أفضل".


ليس سكان غزة وحدهم من يؤمنون بهذا الرأي. في رام الله بالضفة الغربية، يمتزج الارتياح بشأن الرحيل المتوقع لنتنياهو مع الإحساس بأن الأمور لن تتغير بشكل جوهري، هذا إذا حدث تغيير أصلا.


يقول جمال الخطيب، 62 عاما، أستاذ في جامعة القدس في رام الله، مشيرا إلى وجهات النظر القومية اليمينية المتشددة لنفتالي بينيت، رئيس الوزراء الأول المقترح في التناوب المخطط للائتلاف: "لقد انتقلت الحكومة من اليمين المتطرف إلى اليمين الأكثر تطرفا. لكن هناك فرح بخروج نتنياهو من الحكومة، وهذا ما يعتبره الفلسطينيون جزءا من الانتصار الذي حققته المقاومة".


وأضاف: "وحدنا نستطيع تغيير السياسة الإسرائيلية بوحدتنا وثباتنا. نحن لا نُعول على الحكومات الإسرائيلية، لأن التاريخ أثبت أنهما وجهان لعملة واحدة".


أبو أسعد مطير، 55 عاما، من سكان مخيم قلنديا للاجئين، يردد نفس المشاعر، ويشير إلى أن الحرب الأخيرة في غزة، بدلا من أن تفيد نتنياهو، فقد ساهمت في إسقاطه. "أنا سعيد جدا برحيل نتنياهو، وما يجعلني أكثر سعادة هو أن الحرب على غزة والمقاومة أسقطتا نتنياهو".


لكنه يضيف: "المستوطنات ستستمر في مصادرة المنازل والأراضي. ولأن المجتمع الدولي لن يمارس ضغوطا على حكومة إسرائيل، فلن يتغير شيء".