سياسة دولية

ألمانيا تعيّن حاخاما بالجيش الألماني لأول مرة منذ 90 عاما

أول يهودي يدخل الجيش الألماني منذ 90 عاما - جيتي

عينت ألمانيا لأول مرة منذ 90 عاما، حاخاما كبيرا في الجيش الألماني، في خطوة هي الأولى منذ أن طرد الزعيم الألماني أدولف هتلر اليهود من القوات المسلحة في الثلاثينيات.

والحاخام هو ابن أحد الناجين من "المحرقة" بحسب ما ذكرت شبكة "سي أن أن" الأمريكية.

وتعد الخطوة رمزية لكنها ذات أهمية كبيرة للجالية اليهودية في ألمانيا، فيما يؤدي الحاخام اليمين في كنيس يهودي في شرق ألمانيا.

والشهر الماضي، اعتذرت ألمانيا عن دورها في قتل آلاف من قبيلتي هيريرو وناما في ناميبيا قبل أكثر من مئة عام ووصفت المذبحة رسميا لأول مرة بأنها إبادة جماعية، بينما وافقت على تمويل مشروعات تتجاوز قيمتها مليار يورو.


وقتل الجنود الألمان نحو 65 ألفا من قبيلة هيريرو وعشرة آلاف من قبيلة ناما خلال حملة بين 1904 و1908 بعد ثورة على استيلاء المستعمرين على الأراضي، وهو ما وصفه المؤرخون والأمم المتحدة منذ وقت طويل بأنه أول إبادة جماعية في القرن العشرين.

وعلى الرغم من أن ألمانيا سبق وأقرت "بمسؤولية أخلاقية" عن جرائم القتل، فإنها تجنبت تقديم اعتذار رسمي عن هذه المذابح لتفادي دعاوى التعويضات.

وفي بيان لإعلان اتفاق مع ناميبيا أعقب مفاوضات استمرت لأكثر من خمسة أعوام، قال وزير الخارجية هايكو ماس إنه يتعين تسمية الأحداث التي وقعت خلال الحقبة الاستعمارية الألمانية باسمها "دون مراوغة أو تمويه".

وأضاف: "سنسمي هذه الأحداث رسميا بمسمياتها وفقا لمنظور وقتنا الحالي: إبادة جماعية".

وتابع: "في ضوء المسؤولية التاريخية والأخلاقية لألمانيا سنطلب الصفح من ناميبيا وأحفاد الضحايا".

وأشار ماس إلى أن ألمانيا وافقت على تمويل مشروعات بنية تحتية ومشروعات تنمية بقيمة 1.1 مليار يورو ستفيد على نحو مباشر المجتمعات المحلية التي تضررت من الإبادة الجماعية.

وذكرت وسائل إعلام في ناميبيا أن الأموال ستخصص لمشروعات البنية التحتية والرعاية الصحية وبرامج التدريب على مدى أكثر من ثلاثين عاما.

بدأت المفاوضات الرسمية بين ألمانيا وناميبيا في 2015 لمناقشة هذا الأمر وفي 2018 أعادت برلين جماجم ورفات أخرى خاصة بأفراد القبائل من ضحايا المذبحة كانت تستخدم في تجارب خلال الحقبة الاستعمارية لتأكيد مزاعم التفوق العرقي لأوروبا.

وكانت ألمانيا، التي خسرت كل مستعمراتها بعد الحرب العالمية الأولى، ثالث قوة استعمارية بعد بريطانيا وفرنسا. ومع ذلك، تم تجاهل ماضيها الاستعماري لعقود من الزمن بينما ركز المؤرخون والسياسيون بشكل أكبر على إرث الجرائم النازية.