ملفات وتقارير

اجتماع وزاري بالجزائر حول ليبيا.. ما علاقة الانتخابات وحفتر؟

أعلنت الجزائر عن اجتماع حول ليبيا يعقد يومي 30 و31 من آب/ أغسطس الجاري- جيتي

أثار إعلان دولة الجزائر عن استضافتها اجتماعا وزاريا يضم وزراء خارجية دول جوار ليبيا نهاية الشهر الجاري بعض التساؤلات حول أهداف الاجتماع وعلاقته بالانتخابات القادمة والمرشحين المحتملين.


وأعلنت الجزائر عن اجتماع حول ليبيا يعقد يومي 30 و31 من آب/ أغسطس الجاري يحضره وزراء خارجية كل من مصر، ليبيا، تونس، السودان، التشاد والنيجر وممثلون عن الأمين العام للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي بهدف مساعدة ليبيا على إيجاد حل سياسي سلمي لأزمتها وسيقتصر على الدول الحدودية المعنية مباشرة باستقرار ليبيا.


"ضغط"


وبحسب مراقبين فإن "اجتماع الجزائر الهدف منه الضغط على حكومة الوحدة الوطنية والمجلس الرئاسي الليبي من أجل إنجاز الانتخابات في موعدها، وربما يكون بمثابة خطوة استباقية من الجزائر لقطع الطريق على بعض الدول مثل مصر لمنع ترشح اللواء المتقاعد خليفة حفتر والذي تشهد علاقته بالجزائر توترا مستمرا".


ومؤخرا أغلقت قوات حفتر الحدود الليبية مع الجزائر وأعلنتها منطقة عسكرية يمنع التحرك فيها، ما أثار غضب الجزائر واعتبرته تصرفا فرديا ومستفزا، مهددة أي قوة بالاقتراب من الحدود مع الجزائر.

 

اقرأ أيضا: تأكيد ليبي وأمريكي على إجراء الانتخابات بموعدها المقرر

واجتماع الجزائر الوزاري يطرح أسئلة: ما الأهداف والعلاقة بالانتخابات والمرشحين؟ وهل تضغط الجزائر من أجل منع حفتر من الترشح أو التواجد في المشهد؟


"إحداث توازن"


من جهته، رأى عضو مجلس الدولة الليبي، محمد الهادي أن "الدور الجزائري بدأ يتضح وينشط أكثر بعد تمدد حفتر على الحدود الليبية المشتركة معها وخاصة أن الأخير مدعوم من قبل دولة مصر والمعروف اختلافها مع الجزائر بخصوص ملف ليبيا".


وأضاف في تصريحات لـ"عربي21" أن "الجزائر تحاول الآن القيام بدور فعال وقوي في الملف الليبي خاصة أن هذه رغبة من قبل الدولة الليبية، وهذه الخطوة وإن كانت متأخرة لكنها جيدة، وأعتقد أن الهدف منها هو الحضور القوي في ليبيا لإحداث توازن مع الدول الأخرى ولا يشغلهم كثيرا دعم الانتقال السلمي للسلطة في ليبيا عبر دعم الانتخابات، كون أغلب المبادرات المطروحة من قبل الجزائر ضعيفة وغير فاعلة"، وفق تعبيره.

 

"توافق جزائري مصري"


في حين أكد الأكاديمي المصري المتخصص في الشأن الليبي، خيري عمر أن "الاجتماع هو بمثابة إحياء مسار اجتماعات وزراء دول الجوار الليبي المنقطع منذ فترة، ودلالته أنه يشير إلى تقارب وجهات النظر بين الجزائر ومصر بخصوص الملف الليبي، وهذا التوافق بين البلدين سيدعم مسار الانتخابات القادمة ووصول وجوه جديدة إلى السلطة"، وفق تقديره.

 

اقرأ أيضا: موقع روسي: حفتر على بعد خطوة من إنشاء "دولة موازية"

وحول استهداف "حفتر" من قبل الجزائر استبعد "عمر" أن "يكون حفتر وترشحه من عدمه مثار جدل أو حديث خلال الاجتماع"، مستدركا: "لكن ربما يتم تناول جميع الأطراف السياسية والمرشحين المحتملين والأهم التوافق على الانتقال السلمي للسلطة"، كما صرح.


"أزمة تونس"


الصحفي من الجنوب الليبي، موسى تيهو ساي أشار إلى أن "الجزائر تتحسس بشكل كبير مما يحصل في تونس الآن، وكذلك من تنامي دور حفتر في الجنوب وبالقرب من حدودها، لذا تسعى للحد من تأثير هذين الأمرين".


وتابع: "الجزائر تحاول استعادة دورها الطبيعي إزاء الملف الليبي الذي بقي على مدى سنوات بعيدا عنها ولم تلعب أي دور فعال يمكن أن يخلق التوازن المطلوب في الأزمة الليبية، وهذا الاجتماع الذي يحضره وزراء دول لها دور سواء سلبي أو إيجابي في ملف ليبيا يأتي في هذا الإطار"، وفق قوله لـ"عربي21".