صحافة إسرائيلية

تقدير: غياب تدريجي للأمم المتحدة كلاعب إقليمي في غزة

ترغب إسرائيل في دور أقل لقطر وحركة حماس في القطاع وفي دور أكبر للسلطة- عربي21

في الوقت الذي تتسبب فيه السياسة الإسرائيلية بإعاقة تنفيذ التفاهمات الإنسانية المقرة في تشرين الأول/ أكتوبر 2018 مع المقاومة الفلسطينية عقب مسيرات العودة في قطاع غزة، فإن مستوى التوتر ما يلبث أن يتصاعد مجددا في القطاع، ما يدفع الوسطاء في مصر وقطر والأمم المتحدة إلى التداعي للحيلولة دون اندلاع عدوان إسرائيلي جديد على القطاع.

لكن اللافت أن التقييمات الإسرائيلية باتت تتحدث عن تدهور متسارع لدور الأمم المتحدة في النزاع المتجدد في غزة، في ظل ما تقدمه المنظمة الدولية من "كتف باردة" لأبي مازن، وغضب حماس من دورها المتدني، في حين أن تل أبيب تبدي لامبالاة تجاهها، وكل ذلك يعني أن مكانة الأمم المتحدة كوسيط في المنطقة آخذة في التدهور في الآونة الأخيرة، ويمكن أن يكون هذا الاتجاه ضارًا أيضًا بإسرائيل".

جاكي خوجي الكاتب الإسرائيلي ذكر في مقال بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21" أن "القراءة الإسرائيلية تتحدث عن أن المصالحة الجديدة بين مصر وقطر ستمهد الطريق للهدوء الحالي الذي يسود القطاع، بحيث تدفع قطر لمصر ملايين الدولارات شهريًا، وبالمقابل سينقل المصريون الوقود لإدارة حركة حماس، وتم التوقيع على الاتفاقية دون تدخل إسرائيلي، ودون دور من الأمم المتحدة".

وأضاف أن "القلق الإسرائيلي يكمن في أن تراجع دور الأمم المتحدة في غزة يعني إفساح المجال أمام تنامي دور الجهات الأخرى مثل مصر وقطر وحركة حماس.. ورغم ما تلعبه السلطة الفلسطينية من دور مع إسرائيل والأمم المتحدة لإضعاف دور حماس، من خلال ما تقوم به وراء الكواليس، فإن من المتوقع أن تلعب الحركة دورًا أكثر جدية في إعادة تأهيل قطاع غزة، بعد تآكل مكانة مبعوث الأمم المتحدة إلى المنطقة".

 

اقرأ أيضا: قلق إسرائيلي من غياب خطة أمريكية لمواجهة النووي الإيراني

لا يعرف مدى مصداقية التقديرات الإسرائيلية عن تراجع مكانة الأمم المتحدة في غزة، رغم أن مبعوثي الأمين العام للأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط هم في الغالب دبلوماسيون من ذوي الخبرة الدولية، وآخرهم الدبلوماسي النرويجي ثور فانسلاند، الذي حل محل سلفه وزير الدفاع البلغاري السابق نيكولاي ملادينوف، وهم يتواصلون مع كبار صانعي القرار في أعلى المستويات الأمنية والسياسية في إسرائيل.

صحيح أن المبعوث الدولي من وجهة نظر إسرائيلية مطالب بأن يبادر بخطوات مفيدة، ويبتكر باستمرار حلولاً إبداعية مقبولة لجميع الأطراف في غزة، لكن ذات الرؤية تتحدث عن أن هذا الدور بات رمزيا، ما يعكس تدهور مكانة مكتبه في كل حدث دبلوماسي حدث هنا، وبالتالي فقد أصبح لاعبا أقل حيوية مما كان عليه حتى وقت قريب.

في الوقت نفسه، تقدر المحافل الإسرائيلية أنه بالتزامن مع هذا التراجع لدور الأمم المتحدة في غزة، فقد بدأ آخرون يضعون أقدامهم الخشنة على عتبة الباب في القطاع، في محاولة لتحل محله، لا سيما المبعوث القطري محمد العمادي، الذي أصبح مفضلا لجميع الأطراف المضطلعة بالنزاع القائم في غزة، سواء لإسرائيل أو مصر أو الإدارة الأمريكية.