ملفات وتقارير

لماذا سكت الحوثيون سبع سنوات عن استهداف الإمارات؟

مسؤول حوثي: "الاعتداء على اليمن ليس نزهة.. وحان للإمارات أن تدفع الثمن"- الأناضول

فتح استهداف جماعة الحوثي للعمق الإماراتي بهجمات متتالية في وقت سابق من كانون الثاني/ يناير الفائت، الباب واسعا أمام تساؤلات عدة، أبرزها: لماذا سكت الحوثيون لسبع سنوات عن استهداف الإمارات وهي الشريك الأبرز للسعودية في حرب اليمن؟

ويوم الاثنين، أعلن الحوثيون، عن استهداف العاصمة أبوظبي وإمارة دبي بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة، فيما أشارت وزارة الدفاع الإماراتية إلى "اعتراض وتدمير صاروخ باليستي أطلقته الجماعة تجاه أراضيها دون وقوع أية خسائر".

وجاء هذا الهجوم، ضمن هجمات بدأتها الجماعة الحوثية على مصالح ومواقع إماراتية، بمسيرات وصواريخ باليستية في 17 و25 كانون الثاني/ يناير الفائت.

"جمدنا ضربها سابقا"

وفي هذا السياق، أوضح عضو المجلس السياسي في جماعة الحوثي، محمد البخيتي أن جماعته فرضت قواعد اشتباك جديدة مع الإمارات تقضي باستمرار قصف العمق الإماراتي وبشكل تصاعدي.

وقال البخيتي عبر حسابه على موقع "تويتر": "عندما أعلنت الإمارات انسحابها ـ في العام 2019 ـ جمدنا ضرب عمقها".

وأشار القيادي الحوثي إلى أن التصعيد الأخير للإمارات ـ في إشارة إلى العملية العسكرية التي قامت بها قوات مدعومة إماراتيا ضد مسلحي الجماعة في الأسابيع الماضية ـ فرض قواعد اشتباك جديدة بحيث ينتهي بضربات محدودة للعمق الإماراتي.

وأضاف: "إلا أن هذا التصعيد مكننا من فرض قواعد اشتباك جديدة تقضي باستمرار قصف العمق الإماراتي وبشكل تصاعدي حتى وقف مشاركتها في العدوان (التحالف بقيادة السعودية) بشكل كامل".

وبحسب عضو المجلس السياسي بجماعة الحوثي فإن "الاعتداء على اليمن ليس نزهة.. وحان للإمارات أن تدفع الثمن"، مؤكدا أن تجميد ضربها في السابق كان بهدف "منحها فرصة للانسحاب بماء الوجه إلا أنها خسرتها".

"دعمها للانقلاب"

فيما رأى رئيس مركز "يمنيون" للدراسات، فيصل علي، أن سكوت الحوثيين طيلة السنوات الماضية عن استهداف الإمارات يعود إلى أنها دعمت انقلاب الحوثي-صالح في نهاية 2014 ضد الحكومة الشرعية اليمنية، بينما خفف وجود صالح وعائلته ضمن قيادة الانقلاب من حدة الحوثي ضد الإمارات منذ انطلاق عاصفة الحزم في العام 2015، بينما تركزت الهجمات العسكرية ضد السعودية.

وقال علي في حديث لـ"عربي21" إن هناك عداء سياسيا طائفيا للسعودية أكثر من العداء للإمارات، حيث توجد مصالح إيران ومصالح الرئيس الراحل صالح، الرجل الثاني في انقلاب خريف 2014، ربما يفسر سكوت الحوثيين كل هذه الفترة.

وأشار إلى دعم الإمارات لقوات العمالقة والجيش اليمني التابع للشرعية في الأحداث الأخيرة والتي تسببت في انكسارات لجبهات الحوثي في محافظتي شبوة ومأرب (شرقا).. وقريبا ستنتقل المعارك إلى البيضاء (وسط البلاد)، حيث إن من المتوقع وقوع انكسارات أخرى للحوثيين هناك أيضا.

وأوضح رئيس مركز "يمنيون" للدراسات أن وجود أكثر من 30 ألف شركة إيرانية في دبي والإمارات يضع مصالح إيران في خطر.

وأردف: "بما أن الحوثي مجرد أداة إيرانية لا أكثر، لذلك فإنه يتم تحريكها وفقا لأجندة طهران، وفيما يبدو فإن عمليات الحوثي الأخيرة تأتي كنوع من الضغط الإيراني على الدولة الخليجية لتوقف عملياتها التي فضحت كذبة قوة الحوثي وإيران في اليمن".

 

اقرأ أيضا: "الحوثي": قصفنا أبوظبي بالصواريخ الباليستية ودبي بالمسيّرات

"أداؤها العسكري خدم الحوثي"

من جانبه، قال الصحفي والكاتب اليمني، عبدالسلام قائد، إن هناك عدة أسباب لعدم قصف الحوثيين دولة الإمارات منذ سبع سنوات واستهدافهم لها مؤخرا، منها "إدراك الجماعة أن أي قصف صاروخي يستهدف الأراضي الإماراتية سيواجه بإدانة واسعة ورد فعل إماراتي متشنج سيؤثر عليهم كثيرا، كون الإمارات مركزا تجاريا إقليميا وتلتقي فيها مصالح شركات كبرى من بلدان عدة".

وأضاف قائد في حديث لـ"عربي21" أن جماعة الحوثيين هي جماعة وظيفية بيد إيران أكثر من كونها مشروع حكم سلالي طائفي، وبالتالي فهي تعمل وفقا لتوجيهات إيران.

وتابع: "وبما أن الإمارات تأتي في مقدمة دول المنطقة من حيث حجم التبادل التجاري مع إيران، والذي تجاوز في السنوات الأخيرة السبعة مليارات دولار، فليس مستبعدا أن عدم استهداف الحوثيين للإمارات طيلة السنوات الماضية كان استجابة لتعليمات إيرانية حتى لا تتضرر مصالحها التجارية مع أبوظبي".

وذكر الصحفي اليمني أن الحوثيين وإيران كانوا يدركون أن أولويات الإمارات في اليمن ليس من بينها إضعاف الجماعة وإعادة السلطة الشرعية إلى العاصمة صنعاء، بل إنه بدا أن أجندة الدولة الخليجية التخريبية والتمزيقية لليمن تصب في صالح الحوثيين بشكل أو بآخر.

لذلك، فإنهم وفقا للمتحدث ذاته، كانوا ينظرون للإمارات كـ"صديق افتراضي"، أسهمت بشكل رئيسي في إضعاف السلطة الشرعية وعرقلتها من العودة إلى مدينة عدن، جنوبا، وحربها على حزب الإصلاح من خلال اغتيال قياداته وسجن منتسبيه وشيطنته إعلاميا، وكل ذلك يصب في مصلحة الحوثيين.

وقال الصحفي والكاتب اليمني: "إن الدور العسكري للإمارات في اليمن اقتصر -خلال السنوات الأخيرة- على التمكين لحلفائها في المحافظات المحررة، خصوصا في جنوب اليمن، ولم تعد تشارك في أي عمل عسكري ضد الحوثيين ولكل تلك الأسباب لم يهاجمها الحوثيون منذ سبع سنوات".

وأشار إلى أن التطورات العسكرية الأخيرة في شبوة ومأرب دفعت الحوثيين إلى قصف الإمارات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، للاعتقاد بأنها السبب الرئيسي في خسائرهم العسكرية الأخيرة في المحافظتين بعد مشاركة قوات العمالقة المدعومة إماراتيا، بفاعلية في المعارك هناك.

وأردف: "يعتقد الحوثيون أنهم بهجومهم على الإمارات سيجبرونها على سحب قوات العمالقة من جبهات مأرب على الأقل والعودة إلى الحدود الشطرية قبل تحقيق الوحدة الوطنية عام 1990.

وفي ما يتعلق بحديث الحوثيين عن اتفاق غير معلن بين الإمارات وإيران، فقد اعتبر الصحفي اليمني أنها "مجرد مزاعم يكررونها منذ طردهم من عدن، حينها زعموا أن الانسحاب من عدن كان وفق اتفاق مع التحالف".

وفي كل مرة يبررون هزائمهم بأنها كانت مجرد انسحاب وفق اتفاقيات مع الطرف الآخر، بحسب الصحفي قائد، لكنه استدرك قائلا: "وهذا لا ينفي أن هناك اتفاقات معلنة بين إيران والإمارات آخرها توقيع الطرفين مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مجال أمن الحدود البحرية في 1 آب/ أغسطس 2019".

وأمس الاثنين، قال أنور قرقاش، المستشار الرئاسي في دولة الإمارات، إن بلاده مصممة على أهدافها ورؤيتها الاستراتيجية نحو المساهمة في بناء منطقة مستقرة ومزدهرة للجميع.

وأكد قرقاش في تغريدة له على "تويتر"، أن "استفزاز الإمارات لن يجدي نفعاً".. مشيراً إلى أن "الإمارات لا ترى في تهديدات المنظمات الإرهابية وخيالاتهم المبنية على الأوهام أكثر من أمر عابر سيتم التعامل معه بما يضمن أمن الإمارت وسيادتها الوطنية".

واختتم قرقاش تغريدته قائلاً: "مخطئ من يمتحن الإمارات".

 

اقرأ أيضا: قرقاش ردا على هجمات الحوثيين: مخطئ من يمتحن الإمارات