صحافة إسرائيلية

غضب إسرائيلي من نشر خريطة لشبكة العلاقات اليهودية بأمريكا

نشرت حركة المقاطعة العالمية خريطة توضيحية لشبكة الروابط اليهودية في ولاية ماساتشوستس الأمريكية- جيتي

فيما تواجه دولة الاحتلال جملة من المخاطر الأمنية المحدقة بها، لاسيما تلك التي تمتاز بالطابع العسكري، فإنها لا تخفي أنها أمام خطر داهم جديد لا يقل عن تلك المسلحة، وتتمثل بحركة المقاطعة العالمية "بي دي إس" التي تشن عليها هجمات سياسية ودبلوماسية متلاحقة، وتعتبرها واحدة من ألدّ أعدائها.


آخر خطوات "بي دي أس"، التي تسببت في إثارة غضب دولة الاحتلال وداعميها في الولايات المتحدة نشرها لخريطة توضيحية لشبكة الروابط اليهودية في ولاية ماساتشوستس الأمريكية، وتشمل المعابد والمدارس والجمعيات، بهدف "فضح الدعم المؤسسي المحلي لدولة الاحتلال التي تستعمر فلسطين"، ما دفع الاحتلال إلى وصف هذه الخطوة بأنها محاولة لشيطنة "إسرائيل".


تامير موراج مراسل صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، ذكر في تقرير ترجمته "عربي21" أن "ما أقدمت عليه "بي دي أس" تصعيد جديد من جانب من وصفه "اليسار الراديكالي" في الولايات المتحدة، بزعم أن الخريطة المنشورة تحتوي على عنصر التهديد المادي الضمني، لأنها تشمل عناوين المؤسسات اليهودية، وأسماء النشطاء والإداريين فيها، لكنها في الوقت ذاته تكشف عن البنية التحتية للمجتمع اليهودي هناك، فيما أكد الموقع الإلكتروني الذي نُشرت فيه الخريطة أن هدفه هو كشف الكيانات والشبكات المحلية التي تعيث "فسادًا"، حتى نتمكن من تفكيكها".


ونقل عن  "جيريمي بيرتون مدير المجلس اليهودي في منطقة بوسطن الكبرى، أن الخريطة الموزعة عبر حساب تويتر، مصحوبة بإشادة من منظمة MPA اليسارية  Massachusetts Peace Action ، وهي تتمتع بنفوذ كبير في الدوائر التقدمية وبين السياسيين المحليين، مع العلم أن اللوبي اليساري "جي ستريت" طهرت كجزء من شبكة العلاقات اليهودية الاستعمارية، وقد تضمنت الخريطة: رابطة مناهضة التشهير، المنظمة الصهيونية الأمريكية، منظمة الشباب اليهودي في بوسطن الكبرى، مجلس الكنيس في ماساتشوستس، مركز الدراسات اليهودية بجامعة هارفارد، والمؤسسات الخاصة التي يرأسها اليهود".


ليس سراً أن حركة المقاطعة العالمية وجميع الحركات المتفرعة عنها باتت تمثل تحديا لدولة الاحتلال وداعميها حول العالم، لأنها تمتلك شبكة علاقات محلية وإقليمية ودولية، وباتت تمثل مجموعات ضغط مؤثرة في الدول الغربية بالذات، ومنها الولايات المتحدة، فضلا عن كونها تستخدم الأساليب السلمية والقانونية، ما يفوت الفرصة على دولة الاحتلال من مغبة ملاحقتها، أو حظرها، أو ممارسة الضغوط عليها.

 

اقرأ أيضا: معاريف: مخاوف من تصاعد العداء للاحتلال وسط "نخب" أمريكا

في الوقت ذاته، لا يخفي الاحتلال الإسرائيلي أن النقطة المركزية التي تؤذيه من حركة المقاطعة جهودها التي باتت تؤتي أكلها من خلال تشبيهه بنظام الفصل العنصري الذي كان سائدا في جنوب أفريقيا في القرن العشرين، ما وجد ترجمته في صدور تقارير أممية وحقوقية تطلق على دولة الاحتلال أنها تطبق "الأبارتهايد" بحذافيره، الأمر الذي يفرض عليها عزلة دولية مع مرور الوقت، ويظهرها دولة منبوذة ومرفوضة، من العديد من دول العالم.