قضايا وآراء

فيلم جاكي شان المدعوم إماراتيًا سقوط أخلاقي مريع

1300x600

لم تشهد الساحة الفنية سقوطا أخلاقيا وقانونيا مثل سقوط الممثل العالمي جاكي شان الذي بدأ بتصوير فيلم في منطقة الحجر الأسود جنوب دمشق المدمرة والمهجرة على يد النظام السوري، حيث يستغل شان معاناة آلاف السوريين وبيوتهم المدمرة ليحكي قصة حدثت في بلد منكوب آخر وهو اليمن!!

الفيلم المسمى "Home Operation" ترعاه الصين والإمارات أشد الأنظمة معاداة للحقوق والحريات وبتسهيل من النظام السوري الذي حضر مسرح التصوير بعبقريته الدموية منذ سنوات وكأنه على موعد مع فيلم شان فلا حاجة لأن تتكلف شركة الإنتاج وتعد مسرحا يناسب أحداث الفيلم.

كلا الدولتين الإمارات والصين غارقتان في جرائم دولية لا تعد ولا تحصى، فليس من المفاجئ أن تستغلا مسرحا لجرائم النظام السوري لإنتاج فيلم يحكي قصة حدثت في اليمن وهو البلد الذي يشهد أسوأ أزمه إنسانية بفعل الهجمات العسكرية التي شنتها الإمارات في إطار تحالف مع السعودية.

الممثل جاكي شان خدع العالم بأفلامه الجذابه وهو في حقيقة الأمر لا يختلف عن الكثيرين من الفنانين في منطقة الشرق الأوسط الذين أنتجوا أفلاما ومسلسلات زورت الماضي والحاضر بهدف الربح المادي وغسل جرائم الأنظمة الديكتاتورية ودعم وجودها في وجه الاحتجاجات الشعبية.

 

لن يسمح المجتمع الإنساني باستغلال ما تعرض له الشعب السوري وجعله مادة للتسلية بهدف التربح المادي، لذلك فإن الوقت لا زال متاحا أمام شان وفريقه وشركة الإنتاج للإنسحاب من هذا العمل المشين والاعتذار للشعب السوري.

 



في عام 2019 دعم شان الحكومة الصينية في مواجهة المظاهرات الشعبية التي اندلعت في هونغ كونغ وأدلى بتصريحات تلفزيونية شبيهة بتلك التي يدلي بها الفنانون العرب في مثل هذه الأحداث، بأن الأمن والأمان نعمة يجب عدم التخلي عنهما ومن حق النظام القيام بما يلزم للحفاظ عليهما مهما كلف الثمن.

لا يمكن لفنان عالمي محترم يتمتع بأدنى معاني القيم والأخلاق أن يوافق على مشروع فيه استخدام واستغلال مفضوح لمعاناة عشرات الآلاف من البشر إلا إذا كان عديم الأخلاق ويلهث وراء الربح المادي.

على شان وفريقه وداعميه أن يعلموا أن هذا الفيلم سيواجه بتحديات قانونية، فالعائلات التي هجرت من هذه المنطقة والتي فقدت أحبابها منتشرون في كل أرجاء العالم وهم شهود على جرائم النظام وميليشياته ولن يقفوا مكتوفي الأيدي صامتين أمام أبشع استغلال تشهده الساحة الفنية.

لن يسمح المجتمع الإنساني باستغلال ما تعرض له الشعب السوري وجعله مادة للتسلية بهدف التربح المادي، لذلك فإن الوقت لا زال متاحا أمام شان وفريقه وشركة الإنتاج للانسحاب من هذا العمل المشين والاعتذار للشعب السوري.