مدونات

أرجوان عسقلان

CC0
هل أصبحت الدماء سائلا أحمر فقط؟! هل اعتدنا رؤية النزيف والأشلاء والجثث المحترقة؟! الصور تتكرر كثيرا. يصبح العدد هو المهم، ونتناسى النجيع الأحمر المراق على التراب في المدن المهدّمة في زمن الخراب.

رجعت بصحبة قطرة دم واحدة، فرأيت وجه الجاني. رأيت الخبز المقدّس في كل مرة يوزَّع على المادة اللئيمة. رأيت عربات الحديد يمتطيها كهنة يطلّون برؤوس مخيفة كالشياطين، يملأ جوفهم غبار رطب يأتي من مغارات التاريخ المنسي، مغارات كانت تعجّ بالخرافات المهترئة والآمال المريضة لمملكة ربٍّ لم يحفظ شعبه فعذّبه مرّة تلو أخرى، حتى سئم وسئم الوعود فبحث عن موطئ قدم ووجود. زاغت الأبصار، وحارت العقول، ومنذ "بابل" رافقته عواصف ليليث، حاملة ذكريات الإله الاليمة، وعلى جدار الزمن نقشت الذكريات فتحوّلت إلى غدر ونار، قسوة وسُعار.

كل من حولكم أغيار.. إنهم عبيد لكم.. دماؤهم سائل أحمر فقط، وأشلاؤهم وقود لنار معابدكم. أبيدوهم، "فكلّ أرض كنعان والجبلين وكل لبنان ومن جبل حرمون إلى مدخل حماة ملك لإسرائيل، فقسِّمها بين الأسباط".. "هكذا قال الرب ليوشع".
على شاطئ كنعان. من رأس الناقورة إلى عسقلان ظلّ الرجال يغوصون حتى المساء.. يجمعون المحارات التي أودعوها أمنياتهم وقصص عشقهم، لتتحوّل الأمنيات إلى الأرجواني الأحمر، فتخطف أضواء منارات البحر البعيدة، ويتنادى العشاق من الآفاق.

أما قطرة الدم، فكان الأرجواني القاني متعلقا بها يستنجدان معا بالبحر والمنارات البعيدة.