سياسة دولية

هل بات الاحتلال أمام حصار بحري كامل بعد التلويح بضربه في "جبل طارق"؟

هجمات جماعة الحوثي على سفن الاحتلال في البحر الأحمر أوقف خط الشحن بالكامل- جيتي
يواجه الاحتلال الإسرائيلي شبح حصار بحري شبه كامل، بعد التهديدات التي أطلقتها إيران، بإغلاق مضيق جبل طارق، أمام حركة السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، بعد توقف ميناء إيلات عن العمل بنسبة 95 بالمئة، جراء ضربات الحوثيين، وفقا للتقارير العبرية.

وفي حال نفذت إيران تهديداتها بمنع السفن المارة عبر مضيق جبل طارق إلى ميناء حيفا الوحيد الذي يعمل للاحتلال، والذي يعتقد أن يتم بحسب مراقبين، على يد عناصر جبهة البوليساريو في الصحراء الغربية، الذين أشاروا إلى وجود تعاون بينهما، سيزيد الضغط من أجل وقف العدوان على القطاع.

وكانت مواقع مغربية، نقلت عن تقارير غربية، أن إيران تتعاون مع جبهة البوليساريو، من أجل تنفيذ هجمات ضد مصالح دولة الاحتلال في المغرب عقب التطبيع بين الجانبين.

ووفقا للعديد من التقارير، فإن قرابة الـ99 بالمئة من البضائع الواردة للاحتلال، تصل عبر الممرات المائية، وإن مهاجمة السفن الإسرائيلية أو المتجهة إليها، يعقد الأمور بالنسبة لهم، ومن المرجح أن شركات الشحن الدولي، ستتجنب المخاطرة بالنقل إلى "إسرائيل"، كما حدث في البحر الأحمر، ويبقى المنفذ البري الوحيد للاحتلال هو الأردن.

وتستغرق عملية الشحن مرورا بالبحر الأحمر وقناة السويس، إلى ميناء أسدود 25 يوما، في حين تستغرق عملية الشحن البحري، عبر رأس الرجاء الصالح والمتوسط إلى ميناء حيفا، قرابة الـ34 يوما.




وكان العميد محمد رضا نقدي، العضو البارز في الحرس الثوري الإيراني، قال: "ننتظر قريبا إغلاق البحر الأبيض المتوسط ومضيق جبل طارق والممرات المائية الأخرى".

غير أن الطائرة المسيرة التي أعلن الاحتلال، عن إسقاطها في البحر المتوسط، وزعم أنها متوجهة إلى حقل كاريش للغاز، تثير التساؤلات حول احتمالية تنفيذ هذه المهمة عبر الفصائل العراقية، التي أعلنت أنها أطلقت الطائرة المسيرة.

وقد أجبر الحوثيون في اليمن، العديد من شركات الشحن الكبرى على إعادة توجيه سفنها لتجنب البحر الأحمر من خلال استهداف السفن التجارية بالطائرات بدون طيار والصواريخ بحسب صحيفة تليغراف.

ويوم السبت، تعرضت ناقلة نفط ترفع العلم الليبيري لهجوم بطائرة بدون طيار أثناء إبحارها في بحر العرب قبالة سواحل الهند، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها.

كما أنه تم الإبلاغ عن بعض الأضرار الهيكلية وتم سحب بعض المياه على متن السفينة، وكانت السفينة تابعة للاحتلال. وقالت شركة الأمن البحري البريطانية آمبري: "لقد اتصلت آخر مرة بالمملكة العربية السعودية وكانت متوجهة إلى الهند في ذلك الوقت".

ووفقا لموقع كراديل، فإن مسار البضائع التي تنقل إلى الاحتلال، عبر البحر الأحمر، توقف تماما، فيما تم تحويل مسار الشحن إلى رأس الرجاء الصالح، في رحلة طويلة للغاية، ستتسبب في ارتفاع هائل لأسعار الشحن والبضائع، ما يلحق بالمحصلة أضرارا كبيرة بالاحتلال.



واتهمت المخابرات الأمريكية، الجمعة، طهران بـ"التورط العميق" في التخطيط العملياتي لهجمات البحر الأحمر.

وتشير الاستخبارات الأمريكية إلى أن إيران توفر نظام مراقبة ضروريا للهجمات، بحسب ما صرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون.

وقالت واتسون: "لدى إيران خيار تقديم هذا الدعم أو حجبه، والذي بدونه سيكافح الحوثيون لتتبع وضرب السفن التجارية التي تبحر في ممرات الشحن عبر البحر الأحمر وخليج عدن بشكل فعال".

وأضافت: "كانت المعلومات الاستخبارية التكتيكية التي قدمتها إيران حاسمة في تمكين الحوثيين من استهداف السفن البحرية منذ أن بدأت الجماعة هجماتها في نوفمبر".

ورفض نائب وزير الخارجية الإيراني الاتهامات بأن بلاده متورطة في هجمات الحوثيين، قائلا إن الجماعة تتصرف من تلقاء نفسها.

وقال نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري لوكالة مهر للأنباء، إن "المقاومة لها أدواتها.. وتتصرف وفق قراراتها وقدراتها".

وأضاف أن "حقيقة تعرض قوى معينة، مثل الأمريكيين والإسرائيليين، لضربات من حركة المقاومة، تظهر أنه لا ينبغي بأي حال من الأحوال التشكيك في حقيقة قوة المقاومة في المنطقة". ‎