سياسة عربية

هكذا وجهت المقاومة رسائل معنوية ونفسية في تصديها للاحتلال بغزة (شاهد)

مقاتل من القسام يلتقط صورة سيلفي مع دبابة متفحمة- إعلام القسام
بالتوازي مع العمليات العسكرية والمواجهة الدائرة في الميدان، تخوض المقاومة الفلسطينية، معركة أخرى مع الاحتلال، على الصعيد المعنوي، من خلال الحرب النفسية وحرب الصورة.

ومنذ اللحظة الأولى لعملية طوفان الأقصى، أثرت المشاهد التي بثتها المقاومة، لهجومها على مواقع الاحتلال، التي كانت تعتبر قلاعا محصنة، حول غزة، وشكل انهيارها صدمة في أوساطه وترك أثرا سلبيا على معنويات جيش الاحتلال، وخلق حالة من الإرباك، نتيجة حدوث ما لم يكن متوقعا.

لكن على صعيد العدوان البري منذ شنه الاحتلال على قطاع غزة، كان للصور واللقطات التي تبثها المقاومة، تأثير مختلف، خاصة مع ترويج الاحتلال، تحقيقه انتصارات ساحقة، وتدمير بنية المقاومة، والتي كانت تفاجئه في كافة المواجهات التي وقعت على أراضي القطاع، وألحقت به خسائر معنوية لا تقل عن الخسائر المادية، بسبب كشفها زيف كثير مما كان يروجه.


وأظهر المقاومون صورة التحدي للاحتلال، والتماسك، خلال عملياتهم، في ظل ما كان يروجه من تفكيك الوحدات العسكرية للمقاومة، ونستعرض في التقرير التالي، عددا من أبرز اللقطات المؤثرة معنويا خلال أشهر من العدوان على قطاع غزة:

سيلفي الدبابة المتفحمة

فقد بثت كتائب القسام، لقطات لاستهداف دبابات الاحتلال، بعد محاولتها التوغل في حي الشجاعية، والذي قوبلت فيه بمقاومة شرسة، أجبرتها على الانسحاب بعد تقدم في أطرافه.

وتظهر لقطات قيام أحد مقاتلي القسام، بالتقاط صورة سيلفي، مع دبابة احترقت إلى درجة التفحم بالكامل، بعد ضربها بقذيفة الياسين 105، في صورة عكست تماسك المقاومة وتمتعها بوقت كاف لالتقاط الصور في وسط المعركة، أمام ما كان الاحتلال يروجه عن سيطرته العسكرية على الحي.



"قلاية البندورة" وسرايا القدس

وفي مشهد آخر، اختار مقاتلا سرايا القدس، إعداد الأكلة الشعبية الفلسطينية "قلاية البندورة"،  في ظل المعركة، وتحت التحليق المكثف لطيران الاحتلال داخل نقطة تموضع لهما.

وكان المقاتلان يجهزان "قلاية البندورة" وهما يستعدان لقصف حشود الاحتلال، بقذائف الهاون، في صورة تفند ما يروجه الاحتلال من أن المقاومين يختبئون ويعانون من ظروف سيئة.



قناص و"مكسرات"

ورغم أن عمليات القنص، تفرض على المقاتل التزام الهدوء والترقب الطويل، بانتظار صيد ثمين مثل ضابط أو جندي لم يتحصن بصورة جيدة، إلا أن مقاتلين من كتائب شهداء الأقصى، كانا يأكلان ما يطلق عليه بفلسطين "البزر" أو المكسرات، وعلق نشطاء بالقول على المشهد إنها تؤكل في لحظات التسلية أو مشاهدة فيلم أو مسلسل ممتع، وهو ما يعكس حالة المقاتل الفلسطيني أمام جنود الاحتلال المتحصنين داخل المنازل.



صيحات مؤثرة

وبرزت بعض العبارات، التي كانت مؤثرة، ونالت صدى واسعا خلال المعارك، عبر ابتهاج المقاتلين بتدمير آليات الاحتلال، وهي عبارات شعبية تقال في حال حدوث أمر كبير، مثل "ولعت"، والتي قالها أحد مقاتلين من القسام والسرايا بعد تدميرهما دبابتين للاحتلال، واشتعال النيران فيهما.


المقاتل الأنيق

كما أن أزياء المقاتلين، الذين يقاتلون منذ أشهر طويلة وتحت حصار شديد، ومعارك طاحنة، بدت لافتة في العديد من المشاهد، لكن المقاتل الذي ارتدى المعطف الشتوي الطويل "البالطو"، بدا مميزا، وهو يحمل قاذف الياسين، ويبحث عن مدرعة النمر ويستهدفها.

وأطلق المتابعون على عنصر القسام، الذي ظهر بالبالطو، لقب "المقاتل الأنيق"، بسبب مظهر معطفه الأسود خلال المعارك.


تدمير مدرعة "رجلا على رجل"

وفي مشهد يظهر التحدي والاستهانة بالاحتلال، فضلا عن المهارة العالية، قام أحد مقاتلي القسام، بإطلاق قذيفة الياسين 105، على مدرعة النمر، من مسافة قريبة للغاية، وهو يجلس على طوبة بناء، ويضع رجلا على رجل.


حلل يا دويري
ومن اللقطات المميزة خلال المعارك، في منطقة جحر الديك، كانت عبارة "حلل يا دويري"، ملفتة للغاية، وعكست مقدار متابعة المقاتلين لوسائل الإعلام، على الرغم من انقطاع الاتصالات الهاتفية، والتعتيم الذي يمارسه الاحتلال.


مليون دولار تتبخر بـ"ولاعة"

وفي الأسابيع الأولى للعدوان البري على القطاع، كان مثيرا قيام أحد مقاتلي القسام، بالهجوم على جرافة مدرعة للاحتلال، والصعود عليها، وإحراقها بواسطة ولاعة رخيصة الثمن، علما أن سعر الجرافة يصل إلى نحو مليون دولار.