سياسة دولية

خامنئي قلق من "شيخوخة إيران" ويدعو لزيادة النسل

مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية علي خامنئي - ا ف ب
اعتبر مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية علي خامنئي أن تقدم بلاده ونشاطها وحيويتها مرهون بوجود فئة الشباب، محذرا في الوقت نفسه من مخاطر تحديد النسل التي ستؤدي إلى شيخوخة المجتمع الإيراني، وفق قوله.

جاءت أقوال خامنئي هذه، في سياق حديثه لمجموعة من الممرضات القابلات اللواتي استقبلهن الاثنين، تزامنا مع ذكرى اليوم العالمي للقابلات، ونشرها الموقع الإلكتروني لفضائية "العالم" الإيرانية. 

وفي معرض حديثه مع القابلات، قال مرشد الثورة الإسلامية: "إن دور الممرضات القابلات مهم في توفير سلامة المجتمع وديمومة البشرية"، مؤكدا على "أهمية التثقيف تجاه الإقبال العام على الاستفادة من خدمات القابلات، بهدف تنفيذ السياسة الأساسية لزيادة سكان البلاد"، لافتا إلى أن "الحيلولة دون انخفاض نسبة الشباب بالمجتمع، تعتبر قضية حيوية ينبغي متابعتها بصورة جدية". 

وأكد خامنئي على الأهمية الكبيرة لزيادة النسل، مشيرا إلى أن زيادة شريحة الشباب تعتبر إحدى مميزات البلاد، محذرا في الوقت ذاته من أنه في حال مواصلة السياسات والإجراءات الخاطئة، التي ستؤدي إلى تحديد النسل والانخفاض الشديد في شريحة الشباب، فإن ذلك سيؤدي إلى مشكلة كبيرة متمثلة بـ"الشيخوخة العامة"، بحسب وصفه، داعيا إلى مواصلة الخطة الحيوية لزيادة النسل بصورة جدية. 

وكانت صحيفة "الغارديان" نشرت مسبقا، تقريرا للصحفي الإيراني سعيد كمالي ديغان، حول مساعي المرشد الأعلى علي خامنئي لتغيير سياسة الدولة بخصوص تنظيم الأسرة، وذلك بهدف زيادة نسبة التكاثر ليتضاعف عدد سكان إيران.

وأوضح التقرير ذاته، أن البرلمان الإيراني سيسعى لحظر عمليات "الفاسيكتومي"، وهي عملية قطع القناة الدافقة عند الرجال.. وسيشدد على القوانين الضابطة لعمليات الإجهاض.
 
وتحدث التقرير عن أن "المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، انتقد العام الماضي السياسة القائمة بخصوص منع الحمل، ووصفها بأنها تقليد لأسلوب الحياة الغربي، مطالبا الحكومة بمعالجة ما يعتقد بأنه مجتمع هرم، داعيا إياها إلى السعي لمضاعفة عدد السكان من 77 مليون نسمة، إلى 150 مليون نسمة على الأقل".

من ناحيتها، نقلت وكالة فارس ما قاله خامنئي في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي،  من أنه "إذا استمررنا على هذا النهج، فسنكون بلدا من المسنين خلال فترة زمنية قصيرة"، متسائلا: "لماذا يفضل بعض الأزواج الاكتفاء بطفل أو اثنين؟ ولماذا يتجنب الرجال والنساء الإنجاب من خلال طرق مختلفة؟"، مبينا أنه "نحتاج لدراسة الأسباب، فنحن لسنا بلد الـ 75 مليونا، فبلدنا قادرة على استيعاب الـ 150 مليونا، إن لم يكن أكثر".

تصريحات ودعوات خامنئي هذه، حدت بالسلطات الإيرانية، إلى إيقاف تمويل عمليات التعقيم وتخفيض ميزانية الحكومة لتنظيم الأسرة، الأمر الذي وعدت من خلاله الحكومة بمنح قطع نقود ذهبية للأزواج الذين ينجبون المزيد من الأطفال، بالرغم من امتلاك إيران نظرة تقدمية بالنسبة لقضايا علاج الخصوبة والخلايا الجذعية، وتأجير الأرحام، وعمليات تغيير الجنس، وخدمات تنظيم الأسرة.