سياسة عربية

صحفي مصري يتهم عمرو موسى بـ"سعار المناصب"

الكاتب الصحفي محمود الكردوسي - أرشيفية
وجه الكاتب الصحفي محمود الكردوسي، المعروف بعلاقته الجيدة بالجنرال عبد الفتاح السيسي، وكونه أحد الأذرع الإعلامية له، سبا مقذعا بحق عمرو موسى، أحد رموز نظام حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، الذي شغل منصب رئيس لجنة الخمسين لوضع الدستور، المشكلة من قبل العسكر، والمستشار السياسي السابق للحملة  الرئاسية للسيسي نفسه فيما يُعد أقوى انتقاد يُوجه إليه منذ انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013.
 
واعتبر مراقبون المقال اللاذع إيذانا ببداية النهاية، والعزل السياسي لعمرو موسى، بعد أن "استحلبه" العسكر، وأخذوا كل ما يريدون منه، مهيئين الأجواء بهذه الحملة، المتوقع تزايد وتيرتها بحقه في الأيام المقبلة، إلى إطفائه إعلاميا وشعبيا، وإخراجه من المشهد السياسي، من أجل الدفع بوجه جديد يرأس مجلس النواب المقبل، الذي سعى موسى بكل الطرق كي يشغله، بحيث يختم به حياته السياسية، بدون جدوى، فيما يبدو.
 
وقال الكردوسي في مقاله بعنوان: "عمرو موسى و"سعار" المناصب: أنت- لا مؤاخذة- ما بتشبعش"، بجريدة "الوطن"، الداعمة للانقلاب، وذات الصلات الوثيقة بجهاز المخابرات، الخميس: "يقول الناس إذا ما أفرط شخص فى السعي نحو منصب أو انتظاره.. إنه "عبده مشتاق".. والهاء هنا ضمير يدل على المنصب، وهذا يعنى أن الموضوع ليس اشتياقا فحسب.. بل عبودية أيضا".
 
واستدرك الكردوسي بالقول: "لكن السيد عمرو موسى (78 عاما) تجاوز المرحلتين (الاشتياق والعبودية) وأصبح مستعدا، منذ ترك منصبه كأمين عام للجامعة العربية في 2011- أن يقلد عجين الفلاحة، أو يتخلى عن شمخة الدبلوماسي ليحتسي منقوع جثث مع قيادات داعش.. إذا كان المقابل منصبا يبقيه في دائرة الضوء!
 
ووجه الكردوسي سهامه المميتة لموسى، المعروف بحساسيته الشديدة تجاه أي نقد يوجه إليه خاصة في الصحف، فقال الكردوسي: "لقد أصيب الرجل في أعقاب مؤامرة 25 يناير بـسعار مناصب، رغم أنه قضى أكثر من عشرين عاما يرتع فوق ثلاث قمم، لم يصل إليها دبلوماسي مصري من قبل: مندوبا دائما لمصر في الأمم المتحدة 1990، ثم وزيرا للخارجية من 1991 إلى 2001، ثم أمينا عاماً للجامعة العربية من 2001 إلى 2011، والمنصب الأخير تسلمه نبيل العربي - عديل ونسيب الصنم الأعظم محمد حسنين هيكل- في صفقة قذرة لحساب قطر التي لو نكشتها عن بكرة أبيها لما وجدت سوى عشرة أصابع تلعب فى المنطقة، ولو قشرت الأصابع العشرة لما وجدت سوى موزة واحدة مسممة!
 
وتابع الكاتب بحدة: "كان ممكنا أن يكتفي عمرو موسى بهذا القدر من السلك، وأن يسجد لله شكرا على إنجازه الوحيد والأهم خلال فترة عمله المتواصلة في هذا السلك الطويل، وهو إطلاق موهبة الثائر العروبي شعبان عبد الرحيم، بعد أن كاد صوته المشروخ يتحلل فى مجاري شارع فيصل. وشعبان -الذى يلقبه سائقو ميكروباص الجيزة - هرم بـشعبولا، ويصر على أن يحشر فخدة حشيش في ماسورة حنجرته قبل أن يغني، وأن يرتدي وش لحاف يشبه جرافيتي على جدران خرابة 25 يناير، وتبدو سحنته الغليظة مثل بوز جرار قطار ضواحي-هو الذي أثرى تاريخ الغناء الأوبرالي بلازمته الشهيرة "هييييه"، وجعل منها جملة ربط بين حب السيد عمورة الدبلوماسي عاشق الكراسي، وكراهية إسرائيل، وكأنهما طرفا نقيض.. مع أن الحقيقة غير ذلك".

 وتابع الكردوسي هجومه على عمرو موسى بالقول: "باستثناء تصريحات صحفية عنترية على ملوخية أطلقها أثناء توليه خارجية مبارك، وأعطت انطباعا بأنه صقر في غية حمام سلام.. لم يقدم السيد عمورة أي كرامات أو أمارات تدل على كراهية ملهمة في مواجهة العدو الإسرائيلي!

 وتابع: "لقد استطاع نظام حكم الرئيس مبارك خلال ثلاثين عاما تقريبا أن يحافظ على علاقة متوازنة مع هذا العدو، فلا حب، ولا كره.. بل مصالح، وسلام يتكئ على أكذوبة "حرب أكتوبر ستكون آخر الحروب" التي أطلقها الزعيم الراحل "محمد أنور السلام". أما تصريحات السيد عمورة البيزنطية فلم تكن سوى تخديم على صورة النجم.. أو بالأحرى جزء من صناعته".
 
وأضاف المقال: "كان ممكنا أن يستريح السيد عمورة مكتفيا بقممه الدبلوماسية الثلاث، وأن يبدأ "كورس" مكثفا لعلاج السعار الذي جلب عليه فيما بعد سيلا من الانتقادات، سواء من قوى مدنية أو إسلامية، وأفقده الكثير من مهابته.. ونجوميته بالطبع. 

وكانت الفرصة مهيأة: 21 عشرة طاولة مع شعبولا القلة على أي غرزة في عزبة إسرائيل (يمين فيصل). لكن الرجل أبى واستكبر، ثم تبعجر وتمنخر ودار دورتين أمام المرآة، ثم أحكم ربطة عنق رجل الدولة، ورش رشتين من قنينة الحاج عبد الرحيم الزرقاني في "أرض النفاق"، وسأل الرجل الواقف أمامه في المرآة: "رئيس جمهورية.. Why not؟!"
 
وتابع الكاتب: "في سنة 2011، عندما ترك السيد عمورة الدبلوماسي منصب وزير الخارجية، كان يحتفل بيوبيله الماسي (75 عاما)، وهى سن مناسبة للاعتزال. وكان قد مضى على التحاقه بـالسلك 53 عاما دون أن يكعبله، أو يكهربه، أو يلتف -بعد الشر- على رقبته، لأن الرجل -ببساطة، وبحكم أنه حيا الله حتة موظف في نظام مبارك- كان يصعد سلم المناصب بمحاذاة هذا السلك.
 
وأضاف الكاتب (المعروف بعدائه الشديد لثورة 25 يناير): "في تلك السنة المشؤومة.. زحفت على مصر أعاصير مؤامرة 25 يناير الغاشمة، فخلطت الحابل بالنابل، وكادت تقتلع مؤسسات الدولة، وتقيأت الأرض يومها غائطا كريها جمع بين الخونة والمرتزقة والبلطجية ونحانيح النخبة وعملاء حقوق الإنسان والباحثين عن حصة في كعكة الخراب. كان المشهد مخيفا وعبثيا، ومغريا للطامعين في تعديل أو استعادة مواقعهم القديمة. وكان من السيولة بحيث أن كثيرا ممن ينتمون إلى نظام مبارك أو الذين عملوا تحت مظلته مثل السيد عمورة.. غيروا مواقفهم فور إعلان الرجل تخليه عن الحكم".
 
وتابع الكاتب - مستنكرا ما اعتبره "إصرار عمرو موسى على ألا يخرج من المشهد السياسي"-: "قصة عمرو موسى مع مبارك، ورحلته خلال السنوات الثلاث التي أعقبت مؤامرة 25 يناير - بما في ذلك علاقته بجماعة الإخوان الإرهابية- سيأتي ذكرها في مقال لاحق. لكنني مندهش من إصراره على ألا يخرج من المشهد السياسي، وألا يترك موجة إلا وركبها.. وكأنه صدق أننا صدقنا أنه "آخر الرجال المحترمين"!.
 
ومضى الكردوسي قائلا: "أنا لا أعتقد أن أيا من وزراء خارجية مصر السابقين - خاصة في عهد الرئيس مبارك- أصابه هذا السعار بعد أن ترك موقعه!. ولا أعرف ما الذي كان ينقص عمرو موسى ليورط نفسه في مغامرات سياسية بائسة وفاشلة آخرها فضيحة عشاء مع "أبو لهب" الإخوان -خيرت الشاطر- قبيل اندلاع ثورة 30 يونيو بنحو ثلاثة أسابيع، ورطه فيها - بمزاجه وبكامل وعيه وإرادته- أيمن نور، أحد أبطال فضيحة اجتماع سد النهضة، حيث بحث الاثنان (الشاطر والسيد عمورة) سبل المصالحة بين الحاج بابا غنوج والست أم علي.. عبط إحنا يا عصام!"، على حد قول الكردوسي.