ملفات وتقارير

بحر الموت الأوروبي يبتلع الهاربين من الحرب والظلم

يقدر عدد الذين قضوا وهم يحاولون الوصول لأوروبا منذ مطلع القرن بـ22 ألفا - أ ف ب
يقول الكاتب البريطاني شيماس ميلن، إن الأبيض المتوسط أصبح بحر الموت الأوروبي؛ فقد قتل فيه هذا العام حتى الآن أكثر من ثلاثة آلاف لاجئ ومهاجر بينما كانوا يحاولون الهرب من الحرب والفقر في أفريقيا والشرق الأوسط، واقتحام قلعة القارة الأوروبية إلى الشمال.

ويضيف في مقاله المنشور الخميس في "ذي غارديان"، أن هذا العدد هو أكثر من أربعة أضعاف الذين قضوا نحبهم خلال عام 2013، ويشكل في نفس الوقت ثلاثة أرباع العدد الإجمالي لوفيات المهاجرين حول العالم. 

ووفقا للكاتب كذلك، فإنه يقدر عدد الذين فقدوا حياتهم وهم يحاولون الوصول إلى أوروبا منذ مطلع هذا القرن باثنين وعشرين ألفا.

ويقول إنه "كيفما حسبناها فهذه كارثة إنسانية على حدود أوروبا: وهي نتيجة مباشرة لنظام يؤثر الحركة الحرة للأيدي العاملة الرخيصة داخل أوروبا على توفير ملاذ لضحايا الصراعات والفقر في بلدان الجوار".
 
ويشير إلى أن هؤلاء الضحايا هم سوريون وفلسطينيون وإريتريون وليبيون، وكثير منهم أطفال، وقعوا في أيدي مهربين لينتهي بهم المطاف غرقى في قوارب صيد مكتظة أو بضاعة تباع لمسؤولين فاسدين في حرس السواحل على مسافة قصيرة من شواطئ لا تكاد تغيب عنها الشمس. 

ويلفت إلى أن العدد السنوي للضحايا وصل ذروته في الشهر الماضي، عندما تعمد مهربون صدم وإغراق قارب كان يقل مهاجرين من مصر إلى مالطا بعد أن رفض من على متنه الانتقال إلى قارب أصغر، ومات في الحادث خمسمائة إنسان.

ويوضح أن بعض الضحايا كانوا ممن نجوا في الصيف الماضي من الهجوم الإسرائيلي على غزة، واستخدموا المال الذي منح لهم حتى يبنوا منازل لهم وآثروا دفعه ليهربوا من الحصار إلى الأبد. 

وفي نظرة شمولية لموضوع الهجرة غير الشرعية، يؤكد الكاتب أن الوضع لا يختلف كثيرا على الحدود الأمريكية المكسيكية أو في الممرات البحرية بين إندونيسيا وأستراليا، وهما خطا المواجهة الآخران بين ما كان يسمى العالم الأول والعالم الثالث. ويضيف أنه خلال الخمسة عشر عاما الماضية قتل ما لا يقل عن ستة آلاف مهاجر بينما كانوا يحاولون العبور إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بينما قتل 1500 أثناء رحلات الإبحار إلى أستراليا.
 
ووفقا للكاتب فإن الحكومة الأسترالية تتباهى بأنها تمكنت من تقليص عدد الوفيات بين المهاجرين من خلال اعتقالهم أو التخلص منهم، بتحويلهم إلى دول فقيرة أو إجبار قواربهم على العودة أدراجها بالقوة.

ويقرّر ميلن، أن "هذا هو الوجه الكئيب لأصحاب الامتياز الكوني في القرن الحادي والعشرين مقابل تداعيات ما يقومون به من أعمال في باقي أرجاء العالم".

ويشدّد على أن "هذا، في نهاية المطاف، هو الحد المرئي الوحيد الفاصل بين الشمال والجنوب، بين الثراء والفقر، ولعل توحشه يساعد على وضع قضية المهاجرين الذين يناضلون من أجل التسلل إلى العبارات في كاليه في السياق الصحيح". 

لقراءة المقال كاملا بالعربية، ارجع إلى الرابط:
https://arabi21.com/Story/781431