قضايا وآراء

المسيرتان تدمران اليمن

1300x600
علي عبدالله صالح أس المشكلات وجذرها الحقيقي.. وما تناثرت في حالنا كلها مرجعها الأساسي هو.. الرجل الذي يعاني عقدة النقص أكملها بالانتقام.. أتقن خلال حكمه كل أنواع المسرحيات وأصبح مخرجها الحصري في سياقات تظهره كما لو أنه حريص على اليمن.. طوع كل ما في البلد من إمكانيات وثروات وموارد مالية وطبيعية لإنتاج هذه المسرحيات.. احتشد حوله مجموعه من المرتزقة يقودهم بالمال ويهبهم مناصب في الدولة بحيث أصبحوا سياج حماية له بهم يتحدث ويظهر كما لو أنه حريص على اليمن.

هذا هو السحر الذي يحاول البعض أن يراه كما لو أنه بديهي فيما هو لفيف مرتزقة يفعلون ما يأمرهم به كبيرهم.. وما وصلنا إليه من انهيار للدولة وسيطرة المليشيا عليها إلا لأن هؤلاء هم من يديرون مؤسساتها بمجرد أمر من المرتزق الأكبر الجيش يتحول تحت إمرة أبو زعطان وأبو فلتان.. 4000 جندي من قوات الأمن المركزي يسلمون لخمسين مسلحا من أصحاب أبو.. انتقام حقير من رجل حقير لا يرتاح إلا بلدغ الآخرين.

علي عبدالله صالح ومنظومته الشاملة العدو الحقيقي والمباشر للشعب.. هذه الحقيقة التي ربما تناساها البعض.. ولم تكن مليشيات الحوثي إلا أشبه بضيف أحكم سيطرته على الوليمة وترك الآخرين جياعا.. مع الاحتفاظ بتوصيفها "العدو المنفذ".. كلاهما يقومان بأبشع عملية انتقام دموية في تاريخ اليمن.. ما من شك أن أفعالهما وممارساتهما بحق اليمنيين تتفاوت فقط في درجة العدوانية والوحشية.. الأول يخطط ويجمع المعلومات ويهيئ ويدعم بكل الوسائل والأخير ينفذ كما لو أنه يمارس أفضل درجات العبادة تقربا لله.

لن أتحدث عن مساوئ حكم علي عبدالله صالح.. فهي بالتأكيد أسوأ ممارسات مارسها نظام يتلبس بالديمقراطية ليصادر حقوق الآخرين ويهين كرامتهم.. وما ناله البعض من حق الوظيفة العامة أشبه بخطفة من يد الأسد.. مع المفارق أن علي عبدالله صالح لم يكن يوما أسدا بالمعنى المجازي أو الحقيقي.

لقد مارس مرتزقة صالح أسوأ أنواع الابتزاز والامتهان لكرامة الإنسان اليمني، وأي مطالب حقوقية أو شخصية لم تمر عبر مرتزقة المؤتمر الشعبي العام لن ترى النور!!! تحدثوا مع من شهد ذلك خلال أسوأ عقد في تاريخ اليمن من 2000 إلى 2010م.

كان لا بد من إلقاء نظرة على مثل هذه الخلفية لأن ما يدور في الواقع الآن من حرب على اليمنيين يتصدرها علي عبدالله صالح وقواته المساندة للحوثيين.. قوات الحرس تقتل المدنيين في تعز واللواء 33 مدرع يقتل المواطنين في الضالع ودبابات الحرس تزهق أرواح العدنيين وتقصف وتدمر المنازل والمحلات التجارية في عدن وكذلك هي في مارب وشبوة والبيضاء كلها ألوية الحرس الجمهوري التابعة للمخلوع صالح ونجله والمسيطر عليها من قبل الحوثيين.

المسيرة القرآنية (التفجيرية) رافقت مسيرة عفاش التدميرية.. كلاهما يقودان اليمن إلى الخراب وسيجبران اليمنيين على خوض أبشع صور الانتقام الأهلي.. إذا لم يتداع الجميع للتصدي لهما ووقف طاحونة العنف والدمار والقتل والتشريد والاختطاف والاعتقال بحق الشعب اليمني.

المسيرتان يقودان مشروع الدمار والإهانة "الرجل الذي طيلة عمره يعلم الحرية ينام في المعتقل.. القيادي الأبرز في الحزب الأكبر في البلاد لا يعلم أحد عن مكانه ولا أي سجن يؤويه!! الكهل الذي عاش في حضن النضال والسياسة قطعت عنه كل الأخبار يختفي قسريا في يد سجان بلا هوية.. الحرية كلها مقيدة في المعتقل والرجولة كلها مخطوفة عند أشباه الرجال وفي يد الجهالة.. وقع أستاذ الأجيال أسيرا بلا مذكرة اعتقال" انتهى.. هكذا يتحدث الكاتب اليمني محمد العمراني عن المناضل الأسير والسياسي الكبير محمد قحطان. وفي هذه الكلمات ملخص لحال وطن تقوده المسيرتان إلى الهلاك والدمار.

أعزائي.. لا تنشغلوا بدعايات أو شائعات تحاول تمريرها المسيرتان لتبرير ما تقوم به بحق الشعب اليمني.. وثقوا أن كلاهما العدو الحقيقي لكل يمني شريف حر.. فالرجل الذي ظلم الناس وقتلهم لا يستحق أن يموت موتا طبيعيا حد توصيف أبي الأحرار محمد محمود الزبيري.