صحافة دولية

ليبراسيون: تنظيم الدولة يغرس مخالبه في الساحل الإفريقي

داعش
نشرت صحيفة ليبراسيون الفرنسية تقريرا على أثر إعلان مجموعة "المرابطون" عن مبايعته للخليفة البغدادي، ورد فيه أن هذا الإعلان يعني نجاح تنظيم الدولة في توسيع نطاق نفوذه، ليصل إلى دول الساحل الإفريقي، وهو يعكس في الوقت ذاته المشاكل الكبيرة التي يمر بها "المرابطون".

وقالت الصحيفة في هذا التقرير الذي اطلعت عليه "عربي21"، إن التنظيم المسلح (المرابطون)، الذي يقوده الجزائري مختار بلمختار، المكنّى بـ"الأعور"، أعلن في 13 من أيار/ مايو الجاري عن ولائه لتنظيم الدولة، عبر تسجيل صوتي بثته وكالة الأنباء الموريتانية "الأخبار".

وظهر هذا التسجيل بصوت عدنان أبو وليد الصحراوي، الأمير الجديد للتنظيم، قائلا: "تعلن جماعة المرابطون بيعتها لأمير المؤمنين وخليفة المسلمين أبي بكر البغدادي، ولزوم الجماعة ونبذ الفرقة والاختلاف". وقد أكدت وكالة الأنباء الموريتانية، التي اعتادت على نشر أخبار المجموعات الجهادية، أنها تحققت من صحة الصوت الوارد في التسجيل.

وذكرت الصحيفة أن تنظيم "المرابطون" تأسس في سنة 2013، عبر اندماج "كتيبة الموقعون بالدم" التي يقودها مختار بلمختار، الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، والعقل المدبر للهجمات الدموية وعمليات احتجاز الرهائن التي وقعت في مجمع الغاز في عين أميناس في الجزائر، في كانون الثاني/ يناير 2013، مع "حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا"، وهي إحدى المجموعات المسلحة التي سيطرت على شمال مالي لمدة تقارب السنة، بين عامي 2012 و2013، التي تواصل شن الهجمات على مدينتي غاو وميناكا في مالي.

وأضافت أن عدنان أبو وليد تحدث عدة مرات باسم حركة التوحيد والجهاد وباسم "المرابطون"، خاصة عند الإعلان عن تبني عمليات خطف أو هجمات في شمال مالي. وخلال هذا التسجيل، دعا هذا القيادي "كل الجماعات الجهادية إلى مبايعة الخليفة لتوحيد كلمة المسلمين ورص صفوفهم".

ونقلت الصحيفة عن إيف تروتينيون، الخبير السابق في وحدة مكافحة الإرهاب بالمخابرات الفرنسية، أن "هذا التحالف الذي يقوده مختار بلمختار، أخطر إرهابي في الشريط الساحلي الإفريقي، يمر بفترة ضعف وفقدان للنفوذ، لذلك قرر ربط نفسه بتنظيم الدولة".

ولكن رغم ذلك حذر تروتينيون من وجود فرضيتين: الأولى أن يكون صحراوي قد أعلن عن ولائه لتنظيم الدولة باسمه الخاص، أما بقية عناصر التنظيم بعد ذلك سيكون عليهم الانصياع، أو أننا سنشهد في قادم الأيام بيانا جديدا من تنظيم "المرابطون" ينفي هذه البيعة. وإذا حدث هذا، فإنه سيكون دليلا آخر على تنامي الخلافات والتوترات داخل تنظيم بلمختار بين من يريدون الانضمام لتنظيم الدولة، ومن يفضلون البقاء مع القاعدة. ولكن تبقى الفرضية الأولى أقرب للواقع، بما أن تنظيم الدولة يعد الأبرز على الساحة في الوقت الحالي، كما أن العلاقة بين تنظيم القاعدة وعناصر تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بصدد الاضمحلال شيئا فشيئا.

وقالت الصحيفة إن الوكالة الموريتانية التي نقلت الخبر، أكدت أن عدنان أبو وليد صحراوي هو "الأمير" الجديد لتنظيم "المرابطون"، ونقلت عن الخبير الموريتاني في شؤون الإرهاب، السالم ولد صالحي، "إن هذا الإعلان مرتبط بفقدان تنظيم المرابطون جزءا من نفوذه في دول الساحل الإفريقي".

وفي السياق ذاته، نقلت الصحيفة عن إيف تروتينيون "إن بلمختار يريد من خلال هذا التحالف أن يحافظ على نفوذه وعلاقاته مع التنظيمات الجهادية، ويريد أن يبقى شخصية محورية لأن له علاقات واسعة في اليمن وباكستان".

وقالت الصحيفة، نقلا عن إيف تروتينيون، "إن هذا الإعلان يكتسي رمزية كبيرة وتهديدا حقيقيا لدول الساحل الإفريقي، في وقت تسعى فيه فرنسا لتعزيز حضورها في منطقة "ماداما" بين النيجر ومالي، ومنطقة "فايا لارغو" في تشاد، فمن الواضح أن هذا التنظيم يريد استهداف الجنود الفرنسين والمصالح الفرنسية في هذه المناطق"، حسب الصحيفة.