سياسة عربية

علاء عبد الفتاح من سجنه: نادم على بقائي في مصر

تعمّدت الصحيفة إظهار "عبد الفتاح" وكأنه يعض أصابع الندم لمشاركته في الثورة ـ "المصري اليوم"
لا يبدو أن المقابلة التي أجرتها صحيفة "المصري اليوم" مع الناشط المصري علاء عبد الفتاح وبثتها قبيل ساعات من ذكرى ثورة 25 يناير، تخرج عن سياق "الحرب النفسية"، وبث المزيد من الرسائل السلبية التي تقصد سلطات الانقلاب وأدواته الإعلامية، تعزيز "منطق اليأس وفقدان الأمل"، وعدم جدوى أي تحرك ضد الانقلاب وسلطاته القمعية؛ لأن الثمن سيكون باهظا.

ومختصر الرسالة التي يوجهها الناشط المصري علاء عبد الفتاح قبيل ذكرى الثورة، التي يحشد فيها معارضو الانقلاب قوتهم؛ محاولين تمتين صفهم أنه لا فائدة، ولو عاد الزمان بي لهربت من مصر بعد أن فقدت الأمل، ولما دفعت ضريبة غالية بالسجن لـ 5 سنوات.

هكذا، عبّر الناشط المصري علاء عبد الفتاح عن عدم رغبته البقاء في مصر، مؤكدا أنه سيغادرها حال إنهائه حكما بالسجن لخمس سنوات في قضية "أحداث مجلس الشورى".

وفي حوار مع صحيفة "المصري اليوم" قال علاء عبد الفتاح، إنه ليس متقائلا بالإفراج عنه قريبا، مشددا على أنه لأول مرة يبقى عنده "إحساس حقيقي بالندم، ندم إنه في 2013 لما اترفع اسمي من على قرار المنع من السفر، تقريبا كان في شهر يوليو، لم أسافر للخارج".

وفي توصيفه لما يجري في المنطقة العربية من فوضى، قال عبد الفتاح: "إن هناك موجة فاشية تجتاح المنطقة العربية، مرجعا السبب في ذلك إلى شعارات القومية التي ترفعها الحكومات".

وعبر عن إحباطه الشديد وفقدانه للأمل، بعد أن كان يتحرك بمنطق "الحركة بركة، وكل مشاركة كانت تساهم في عجلة التغيير جابت معاها الأمل"، على حد وصفه.

كيف يحتفل علاء عبد الفتاح بـ  25 يناير في السجن

ونوه الناشط عبد الفتاح إلى أنه كان "كل سنة مختلفة عن الأخرى، يوم 25 يناير 2014، كنت محبوسا مع رفاقي أحمد دومة، وأحمد ماهر، ومحمد عادل، واحتفلنا وسمعنا أغاني، وكنّا لسّه قادرين نتشارك الحواديت بفخر وسخرية.

وأوضح قائلا: "كنّا بنهرج على نفسنا، أما 25 يناير 2015 فكنت محبوسا بعيدا عن زملائي، وكنت في حالة شجن واجترار للذكريات".

وحول الذكرى الحالية لـ 25 يناير 2016، شدد عبد الفتاح على أنه: "عايزه يعدي وخلاص، لأن كل اللي جنبي من المساجين طول الوقت بيتكلموا عن إمكانيات العفو، أو إمكانية حدوث أي تغيير يخرجهم من السجون، وأنا مقتنع إن مفيش حاجة من دي هتحصل، وحتى لما بيتكلموا بشكل خيالي عن فتح السجون، أنا عارف كويّس قد إيه فتح السجون كان كابوسا على المساجين، ومساجين قُتلوا في أثناء الفتح، وفيه مساجين مصيرهم كان في إيد اللجان الشعبية". 

وقال: "أحمد دومة علمني داخل السجن إن 25 يناير عيد الشرطة، لأن أنا في سجنهم، فده عيدهم".
وأكد عبد الفتاح أن سجنه اليوم له قيمة مختلفة قائلا: " بعد مذبحة رابعة، كان مهم جدا إن ناس من اللي ضد الإخوان ومن خارج التيارات الإسلامية ترفض المذبحة، وتعادي السلطة اللي ارتكبتها، وتقول بوضوح وصراحة إنها سلطة مجرمة". 

وتابع أنه "صحيح اللي عملوا ده من أول لحظة كانوا أقلية صغيرة جدا، وموقفها مكنش هيأثر في سير الأحداث ودفعوا ثمن غالي مش باين له أي مردود على الأرض، لكن الموقف ده والثمن اللي بيندفع نتيجة له بيبقى له أثر في المستقبل لما المجتمع يُنقل لمرحلة أخرى، ويبقى عايز يتصالح مع ماضيه".
وأكد الناشط المصري أنه رأى "حاجة زي كده في جنوب إفريقيا، إزاي إن البيض اللي ساندوا حركة مناهضة للعنصرية، واللي كانوا أقلية صغيرة جدا ومش مؤثرين بالمرة في الصراع، لما انهار النظام العنصري موقفهم كان واحد، من أهم الأسباب اللي مكنت مانديلا والقيادات اللي معاه إنها تحقق الانتقال الديمقراطي من غير ما تحصل عمليات انتقامية واسعة ضد البيض".

مستقبله الشخصي في ظل النظام الحالي


وحول مستقبله الشخصي في ظل نظام الانقلاب، أكد عبد الفتاح أنه "في مرحلة مراجعة لكل حاجة في حياته".

ومن وجهة نظره، "هذا الأمر لا يعود فقط لكل اللي بيحصل في مصر، لكن عشان اللي بيحصل في المنطقة والعالم كله، وخاصة دول الجنوب، هناك موجة تجتاح أكثر من دولة من اللي كانت مصدر أمل زي جنوب إفريقيا والبرازيل، وهناك موجة فاشية تجتاح منطقتنا".

وقال: "أنا كنت مدرك من زمان إن شعارات القومية العربية لما بترفعها الحكومات العربية بتكون تعبير عن الفاشية، لكن كنت متصور إن المشاعر القومية عند الشعوب شيء مختلف قائم على مشترك ثقافي، وعلى الشعور الواسع بالتضامن مع القضية الفلسطينية، وجزء كبير من شغلي المهني في البرمجيات كان مرتبط بده".

وختم بالقول: "النهارده بشوف إزاي إن المشاعر القومية عند الشعوب بتتحول إلى أساس للفاشية، لما أخرج- اللي هو مش قريب خالص- عايز أسافر بره، بعيد عن منطقتنا ودول الجنوب وأي مكان ممكن أنشغل فيه بصراعات قائمة، لأني محتاج فترة مراجعة كاملة أفهم منها أنا عايز أعمل إيه في حياتي وشغلي".