سياسة دولية

ميركل تريد وقف تدفق اللاجئين.. وأوغلو: لن نتحمل العبء وحدنا

عشرات الآلاف من اللاجئين يحتشدون عند الحدود التركية هربا من قصف النظام والضربات الجوية الروسية بحلب- أ ف ب
دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الاثنين، إلى ضرورة الحد من تدفق اللاجئين على أوروبا، فيما حذر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو من أن بلاده لن تتحمل وحدها "كامل عبء" استقبال اللاجئين، في وقت يتجمع فيه أكثر من 30 ألف لاجئ سوري قرب الحدود التركية.

ووصلت المستشارة الألمانية إلى العاصمة التركية أنقرة، الاثنين، بعد 24 ساعة من الاتفاق على خطة عمل حول المهاجرين مع الرئيس الفرنسي لوقف تدفق اللاجئين السوريين إلى الاتحاد الأوروبي.

ويتضمن الاتفاق، الذي أبرم في ستراسبورج، برنامج مساعدات لتركيا للحد من تدفق المهاجرين إلى أوروبا فضلا عن تقديم المساعدة لليونان للسيطرة على حدودها وتعزيز إمكانياتها لتسجيل اللاجئين، ولكنه يشتمل أيضا على مواجهة ضد المهربين وتسريع الإجراءات لطرد مهاجرين غير شرعيين.

أوغلو: تركيا لن تتحمل العبء لوحدها

وقال داود أوغلو أمام الصحافيين بعد لقائه أنجيلا ميركل: "يجب ألا يظن أحد أنه إذا قبلت تركيا باللاجئين وتحملت هذه المسؤولية فإنها ستتحمل لوحدها كامل عبء" هذا الاستقبال.

وتابع رئيس الوزراء التركي أن بلاده ستسمح بدخول 30 ألف سوري، فروا من هجمات قوات النظام والقصف الروسي على مدينة حلب، "عندما تقتضي الضرورة".
 
واعتبر أوغلو تصعيد النظام السوري وحليفه الروسي لهجماته بحلب، محاولة للضغط على تركيا وأوروبا في قضية الهجرة، مشددا على  عدم التهاون مع الهجوم الجوي الروسي على أساس أن تركيا سترحب باللاجئين.

وقال داود أوغلو إن تركيا ستطلع الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل على المشروعات الأولية التي تعتزم تنفيذها بعد أن حصلت على مساعدات قدرها 3 مليارات يورو من الاتحاد بهدف كبح تدفق المهاجرين إلى أوروبا عبر تركيا التي يعيش فيها أكثر من مليوني لاجئ سوري.

ميركل: لا نريد مهاجرين غير شرعيين

من جهتها شددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على ضرورة وقف تدفق اللاجئين نحو أوروبا، مضيفة: "نحن الآن بحاجة لإعداد الإطار القانوني لاعتماد اللاجئين.. نريد منع الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا".

ودعت ميركل جميع أطراف المتدخلة في سوريا إلى ضرورة الامتثال لقرار مجلس الأمن الدولي بشأن أمن المدنيين السوريين، وقالت: "نحن قلقون للغاية من معاناة عشرات الآلاف من الأشخاص بسبب القصف، بما في ذلك من الجانب الروسي".

وتابعت: "يطالب قرار مجلس الأمن رقم 2254 جميع الأطراف بالتوقف فورا عن الهجمات ضد السكان المدنيين والمنشآت المدنية، والتخلي عن استخدام أي أسلحة، والتدمير العشوائي والقصف الجوي".

وعبرت ميركل عن فزعها جراء معاناة المدنيين في سوريا الذين يفرون من مدينة حلب تحت قصف قوات النظام المدعومة من الطيران الروسي.

وقالت: "نحن الآن.. خلال الأيام القليلة الماضية.. لا نشعر فقط بالفزع بل بالصدمة جراء المعاناة الإنسانية التي يكابدها عشرات الآلاف خلال القصف وأيضا بسبب القصف من الجانب الروسي".

إجراءات ضد المهربين

وقالت ميركل إن برلين وأنقرة حريصتان على ضمان مشاركة حلف الناتو في مكافحة المهربين وفي مراقبة الحدود البحرية بين اليونان وتركيا.

في السياق ذاته، قال أوغلو إن تركيا وألمانيا متفقتان على "التعاون بشكل أفضل" في مكافحة شبكات المهربين وتسهيل عمل الوكالة الأوروبية للحدود "فرونتكس".

وتستضيف تركيا 2.5 مليون سوري وأنفقت نحو 8.5 مليارات دولار أمريكي على توفير الطعام والسكن لهم منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا منذ ما يقرب من خمس سنوات، لكنها تتعرض لانتقادات لافتقارها إلى استراتيجية دمج أطول مدى لإتاحة مستقبل للسوريين هناك.

وسار مئات الآلاف من السوريين الفارين من القتال في حلب نحو الحدود التركية التي ما زالت مغلقة، وأقامت وكالات إغاثة خياما كبيرة على الجانب السوري من الحدود أمس الأحد.

ويتدخل الجيش الروسي إلى جانب القوات النظامية السورية من خلال توجيه ضربات جوية على ثاني مدن سوريا التي سقط جزء منها في أيدي فصائل المعارضة المسلحة.