سياسة دولية

تركيا تلحق بكندا واسكتلندا ولندن.. وتسمح للشرطيات بالحجاب

تركيا قررت ولأول مرة السماح للشرطيات بـ"تغطية الرأس" تحت القبعة خلال أوقات الدوام - أرشيفية
في الوقت الذي أثار فيه منع ارتداء "البوركيني" (لباس البحر للمرأة المسلمة) حالة من الجدل في فرنسا والعالم حول مبادئ العلمانية؛ قررت تركيا السبت، السماح للشرطيات بارتداء الحجاب، وذلك بعد أيام من إقرار كل من كندا واسكتلندا (غطاء الرأس) ضمن الزي الرسمي لقوات الشرطة.

الخطوة التركية، اعتبرها البعض إنطلاقة من حزب العدالة والتنمية الحاكم، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ لاستكمال إزالة بعض القيود التي وضعها الحرس القديم للعلمانية والجيش التركي على مدار سنوات حكمه السابقة، والتي ترجع تاريخيا لمؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك 1923.

ووفقا لقرار قضائي نُشر في الجريدة الرسمية التركية، السبت، قررت تركيا ولأول مرة السماح للشرطيات بـ"تغطية الرأس" تحت القبعة خلال أوقات الدوام، "شرط أن يكون الحجاب من لون الزي وأن يكون سادة بدون أي نقوش، وألا يكون له دوافع أيديولوجية".

ليست الخطوة الأولى

ويعد القرار التركي خطوة في نهاية سلسلة من القرارات التي اتخذها الحزب الحاكم، منذ توليه السلطة في عام 2002، حيث سمح بارتداء الحجاب في الجامعات، والبرلمان على خطوات متتابعة، وخلال العامين الماضيين سمح به في الوظائف العامة والمدارس الثانوية، حيث كان محظورا في عهد الحكومات العلمانية السابقة. 

كما أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كان قد سمح عام 2013 للشرطيات بارتداء قبعة شمسية، أو قبعة صوف، أو أي لباس آخر بشرط ألا يغطي هذا اللباس وجهها، وأن يكون من لون الزي الرسمي للشرطة، وألا يحتوي على أي نقش أو لون آخر.

أزمة الحجاب في أوروبا

وأثيرت أزمة ارتداء الحجاب في أوروبا على مدار العقدين الماضيين، فيما أقرت بعض تلك الدول ارتداء الحجاب ومنع النقاب، إلا أن هناك دولا أخرى كفرنسا تصر على رفض الحجاب والنقاب في الأماكن العامة ومؤسسات الدولة.

يذكر أن القانون في أمريكا وبريطانيا وكندا يسمح للمرأة الشرطية بحرية ارتداء الحجاب فوق زيها الرسمي، بينما القانون في فرنسا وألمانيا وغيرهما لا يسمح بارتداء الحجاب، فيما أقرت الشرطة في بريطانيا والسويد والنرويج وبعض الولايات الأمريكية ارتداء الشرطيات للحجاب.

اسكتلندا على طريق لندن

وبعد أكثر من عشر سنوات من إقرار شرطة العاصمة البريطانية لندن الحجاب كجزء من زيها الرسمي في عام 2006؛ سمحت الشرطة الاسكتلندية الثلاثاء 23 آب/أغسطس الجاري، رسميا للشرطيات الاسكتلنديات بارتداء الحجاب كزي اختياري.

وقالت شرطة اسكتلنديارد إنها تريد تشجيع المسلمات اللاتي لم يفكرن حتى الآن بالانخراط في صفوف الشرطة إلى إعادة النظر في هذا القرار.


شرطة الخيالة الكندية 

وفي التوقيت ذاته، أعلنت الحكومة الكندية الثلاثاء 23 آب/أغسطس الجاري، أيضا، أن شرطة الخيالة الملكية الكندية سمحت لعناصرها من النساء بارتداء الحجاب كجزء من الزي الذي يعتبر رمزا كنديا، لتشجيع النساء المسلمات على الانخراط في صفوف الشرطة.

واستقبلت كندا على مدار العام الماضي ما يقرب من 25 ألف لاجئ معظمهم من السوريين، ويعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، دوما ترحيبه بالمسلمين في كندا وكان في استقبال الفوج الأول من المهاجرين، كما دافع الاثنين الماضي، عن الحريات الدينية التي تضمن حق ارتداء "البوركيني"، رغم مناداة بعض النواب الكنديين بمنعه أسوة بفرنسا. 



المصرية دونا الجمال الأولى بالسويد

السويد هي أكثر دول العالم تطوراً من حيث الرفاه الاجتماعي كانت قد رفعت الحظر المفروض على مجندي الشرطة من ارتداء أي غطاء للرأس مثل الحجاب أو العمامة كجزء من زيهم التقليدي في عام 2008.

 لكن القرار لم ينفذ إلا بعد خمس سنوات عندما تقدمت الشابة ذات الأصول العربية دونا الجمال (26 عاما حينها)؛ كأول شرطية مسلمة تلبس الحجاب للعمل بالشرطة السويدية.

وقالت دونا حينها: "إن الحجاب يضع مسؤولية كبيرة على عاتقي، حتى أصير نموذجا ومثلا يحتذي به الآخرون".



كيلتوم في النرويج

وفي النرويج أُثير أمر لبس الشرطيات للحجاب للمرة الأولى عام 2008، حين طلبت الشابة المسلمة كيلتوم هسناوي ميسوم النظر بطلبها ارتداء الحجاب كشرطية متدربة.

ودفع تساؤلها وزارة العدل النرويجية إلى الإعلان عن أن لوائح الزي الرسمي للشرطة سوف تتغير حتى يمكن "ارتداء غطاء الرأس الديني ضمن الزي الرسمي للشرطة"، بما يساعد في ضمان أن تكون قوات الشرطة ممثلة لجميع فئات الشعب من جميع مناحي الحياة والأعراق والعقائد.