سياسة عربية

إبراهيم عيسى: لهذه الأسباب.. مصر طاهرة والسعودية قاتلة

إبراهيم عيسى طالب السعودية بأن تعود إلى داخل حدودها - أرشيفية
شن الإعلامي المصري المؤيد للانقلاب العسكري إبراهيم عيسى، هجوما لاذعا على المملكة العربية السعودية، عاود فيه اتهامها بالوقوف وراء الإرهاب، عبر تغذية "الفكر الوهابي"، وفق زعمه، متهما السياسية السعودية بالتسبب في نشر الخراب والدماء، في كل من سوريا واليمن والعراق، مقارنا ذلك بمصر، التي ادَّعى أنها "بريئة وطاهرة اليد من قتل الشعوب العربية الذي تمارسه السياسة السعودية.

جاء ذلك في أحدث مقالاته بصحيفة "المقال"، التي يرأس تحريرها، تحت عنوان: "مصر أقوى من السعودية"، معتبرا أن مصر هي "السيسي"، وأن سياساته "تعبر عن شعبها".

وتجاهل عيسى في مقاله مسؤولية نظام السيسي عن بحور الدماء التي أغرق فيها المصريين، منذ ما بعد الانقلاب العسكري الدموي في 3 تموز/ يوليو 2013، ومذابحه التي نشرت الدماء بربوع مصر سواء بالفض الدموي للاعتصامات السلمية في الميادين، أو مذبحة الحرس الجمهوري، وغيرها. 

ورغم ذلك، طالب عيسى السعودية، بأن تعود إلى داخل حدودها، زاعما أن "مصر بريئة وطاهرة اليد من قتل الشعوب العربية الذي تمارسه السياسة السعودية"، مشددا على ضرورة وحتمية استعادة القيادة المصرية للعالم العربي.

"مصر أقوى برسالتها الأخلاقية"

وفي البداية ادعى عيسى أن "مصر أقوى برسالتها الأخلاقية التي لم تتلوث بفتن عربية وإسلامية من تلك التي تصنعها وتحترفها وتغذّيها الآن السعودية".

وتابع قائلا: "نحن نعيش لحظات ضرورة وحتمية استعادة القيادة المصرية للعالم العربي"، واعتبر أن السعودية "استندت في سياستها تجاه العالم العربي إلى حلفها المقدس مع الولايات المتحدة، وثروتها النفطية، ومذهبها الوهابي، فانتهى مجمل هذه السياسة إلى تخريب الدول العربية، ونشوب الحروب الأهلية بين شعوب المنطقة نتيجة رئيسية ومباشرة للدور السعودي السياسي والمذهبي الوهابي"، بحسب وصفه.

وأضاف: "هذه اللحظة فارقة كي تعرف المملكة حدودها، وتعود إلى داخل هذه الحدود، فالعصر الذي قادت فيه الأمة العربية تحول بدورها وسياستها وقيادتها إلى عصر المحن والحروب الأهلية وتمزيق الشعوب بالفتن الطائفية وبجماعات الإرهاب الوهابية".

وأردف عيسى: "لم نرَ من السعودية إلا الموالاة للدور الاستعماري لأمريكا في الشرق الأوسط، وإلا نشر فكرها الوهابي الذي مزَّق العالم العربي، وأدخله إلى كوارث التطرُّف والإرهاب".

وواصل حديثه: "الآن نحن نعيش لحظات ضرورة وحتمية استعادة القيادة المصرية للعالم العربي، صحيح أن مصر مأزومة اقتصاديا لكن الخليج كله كذلك والسعودية بمغامراتها الفاشلة أدخلت نفسها نفق الأزمة".

وتابع: "نعم، مصر أقوى من السعودية، وجدا، وبكثير.. السعودية ثروة أكثر لكن مصر أقوى بقدرتها على عبور أزمتها الاقتصادية دون خسائر، خصوصا أن مصر لا تتورَّط في تمويل حروب عبثية، ولا تنظيمات إرهابية، كما تفعل السعودية في اليمن وسوريا، والعراق كذلك"، حسبما قال.

مصر بريئة وطاهرة وقوة اقتصادية ظاهرة وكامنة

وشدد عيسى على أن "مصر بريئة وطاهرة اليد من قتل الشعوب العربية الذي تمارسه السياسة السعودية"، على حد قوله.

وناكرا جميل النظام السعودي في مساندة نظام السيسي قال عيسى: "كان موقف ملك السعودية الملك الراحل عبد الله، في 30 يونيو لإنقاذ بلده قبل بلدنا (ومع بلدنا) من فكّ الغول الإخواني الذي كان سيقضم المملكة كما فعلها مع مصر وتونس حتما"، بحسب تعبيره.

وعلى الرغم من أن مصر عاشت طيلة السنوات الأربع السابقة، عقب الانقلاب، على المعونات، لا سيما السعودية والدول الخليجية، إلا أن عيسى رأى أنه: "إذا كان تعريف القوة بالمال فإن مصر دولة ذات قوة اقتصادية ظاهرة وكامنة بينما السعودية لا تزال دولة المواد الخام"، على حد قوله.

واستدرك: "لكن الأهم من هذا كله أن مصر أقوى برسالتها الأخلاقية التي لم تتلوَّث بفتن عربية وإسلامية من تلك التي تصنعها وتحترفها وتغذيها الآن السعودية والتي تفتقد شعبية وشرعية إجماعية بين شعوب العالم العربي من تونس حتى العراق".

"السعودية مسؤولة عن دماء ملايين العرب"

واتهم الإعلامي المؤيد للانقلاب، السعودية، بأنها "مسؤولة بشكل رئيس (دون تبرئة الأطراف الأخرى) من حيث وهابيتها، ومن حيث تمويلها التنظيمات الإرهابية، عن دماء ملايين العرب الذين راحوا ضحايا الإرهاب والعنف والفتن من العراق إلى سوريا إلى مصر إلى ليبيا إلى اليمن"، على حد قوله.

وعاود مهاجمة "الوهابية"، (السلفية السعودية) فاتهمها بأنها "جعلت العالم العربي نارا تأكل بعضه، والفشل السعودي المريع في مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة عرَّى تماما القوة السعودية التي تصوَّرت أنها يمكن أن تشتريها بالمال"، وفق زعمه.

"السعودية.. لا إسلام ولا فن"

ومجددا الثناء على بلاده، قاصدا نظام السيسي الحاكم، قال الكاتب: "مصر تملك رسالتها الحضارية حيث الإسلام السمح المنفتح الذى يسمو فوق المذاهب، ويعلو فوق الطائفية".

وأضاف: "مصر تملك قوتها الناعمة حيث الإبداع والفنون والأدب، الذي يجعل منها منارة الوجدان في العالم العربي والإشعاع الحضاري".

واختتم إبراهيم عيسى مقاله، بالقول: "أما عن الاقتصاد فمصر تملك أن تكون سيدة الشرق الأوسط الصناعية يوم تقرر، فالاقتصاد ليس مالا بل دماغ"، حسبما قال.