ملفات وتقارير

"الشاي" يداعب مزاج الأتراك في الدعاية للنظام الرئاسي (صور)

"الشاي" يعد المشروب الشعبي المقدس لدى الأتراك- جيتي
لم يعبأ الأتراك المناصرون للتعديلات الدستورية  المقرر الاستفتاء الشعبي عليها في 16 نيسان/أبريل المقبل، بتصاعد الجدل السياسي والدبلوماسي إقليميا ودوليا حول التوتر بين تركيا وبعض دول الاتحاد الأوروبي، وانشغلوا بتكثيف وتنويع الحملات الترويجية والدعائية بالشارع التركي للتصويت بـ"نعم".

وانطلقت حملات الدعاية، مطلع فبراير/ شباط الجاري، وسط توقعات بتصاعد حدتها بين المؤيدين والمعارضين خلال الأيام المقبلة.

وفي ظل تنوع وسائل الدعاية لمؤيدي التعديلات الدستورية، بين الوسائل المطبوعة، والإنتاج التليفزيوني، والمؤتمرات الجماهيرية، رصدت "عربي21" استخدام "الشاي" كدلالة رمزية للمزاج الشعبي في دعوة الناخبين للتصويت بـ "نعم" في الاستفتاء المرتقب.



وذكرت وسائل إعلام محلية، أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أثناء توجهه لأداء صلاة الجمعة، شاهد من أعلى شرفة أحد المنازل لافتة علقتها عائلة كتبت فيها عبارة "شاينا حاضر، فهلم واستجب له بنعم"، في إشارة للتصويت بـ "نعم" على تعديل الدستور التركي، والذي سيتغير بموجبه نظام الحكم التركي من البرلماني إلى الرئاسي.



ويعد "الشاي" المشروب الشعبي المقدس لدى الأتراك، ولا يقل أهمية عن الماء، ويعتبرونه من العادات الاجتماعية المحببة الحاضرة في كل الأوقات وجميع المناسبات وعلى كل الموائد ومختلف الوجبات.

ويعتبر الأتراك "الشاي" بطريقة إعداده الخاصة، وطقوس تحضيره التي تختلف عن بقيه الشعوب الأخرى، رمزا للوطنية، ومصدرا أساسيا للانسجام والتوافق سواء كان في المنزل أو العمل أو على المقاهي، كما يعتبرونه وسيلة للتسلية في المتنزهات والرحلات.

وفي أيار/مايو الماضي، أقيم في مدينة أرضروم شمال شرق تركيا مسابقة لشرب الشاي، بهدف التعريف بتاريخ الشاي التركي ومراحل صنعه، وتشجيع المواطنين على شربه. 


وعلق الكاتب والمحلل السياسي التركي، معين نعيم، على رمزية استخدام "الشاي" في الدعاية الانتخابية قائلا إنه ذكاء في توظيف علاقة الأتراك بالشاي في الدعاية الانتخابية، مؤكدا أن الشاي يمثل المشروب القومي في تركيا.

وقال معين، في تصريحات خاصة لـ "عربي21" إن حزب العدالة والتنمية الذي يتبنى التعديلات الدستورية، هو الأكثر إبداعا في الدعاية الانتخابية عن غيره من بقية الأحزاب التركية، لافتا إلى أن الحزب يلعب في حملات الدعاية على الوسائل التي تستمر أكبر وقت ممكن في يد "الناخب"، كنوع من التذكير.

وأوضح أن الدعاية للتصويت بـ"نعم" في الاستفتاء التركي المرتقب، تختلف من منطقة إلى أخرى، لكنها تتمحور حول إنجازات حكومة العدالة والتنمية، مضيفا: "رغم تميز حملات الدعاية للعدالة والتنمية إلا أنها تعد في الترويج للاستفتاء المرتقب الأضعف مقارنة بحملات سابقة، في ظل غياب العقل المدبر للحملات الانتخابية للحزب، إيرول أولتشاك، الذي قتل خلال الاحتجاجات ضد محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في يوليو/تموز الماضي".

ويعد أولتشاك الرجل الذي صنع الوجه الإعلامي لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بشكل عام، وصورة الرئيس أردوغان، لأكثر من 14 سنة، بداية من لحظات ميلاد الحزب وتأسيسه على يد صديقه رجب طيب أردوغان إلى لحظات المجد التي تلت التأسيس ونجاحات الحزب المختلفة.